شرطة دينية في "فوبرتال" الألمانية: دوريات لمراقبة سلوكيات المسلمين

10 سبتمبر 2014
المجموعة يقودها ألماني معروف بأبو آدم (ماكوس شولز/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

يعتقد المرء أنه يتابع خبراً من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامة" (داعش) أو نشاطاً لهيئة الامر بالمعروف في السعودية، إلا أنه يفاجأ حين يعلم أن الامر يحدث في مدينة فوبرتال غربي ألمانيا، حيث ظهرت مجموعة من السلفيين يُطلقون على أنفسهم "حراس الفضيلة"، وتطلق السلطات الألمانية عليهم شرطة الشريعة، حسبما كُتب على ستراتهم البرتقالية باللغة الانكليزية. وتحمل هذه المجموعة أفكاراً راديكالية تهدف الى ممارسة مهام الشرطة الدينية في قلب أوروبا.

وأثار شريط مصور نُشر على موقع "يوتيوب" في الخامس من سبتمبر/أيلول الحالي، ضجة سياسية وموجة من الاستياء داخل ألمانيا، بعدما ظهر فيه مجموعة من الألمان المتحوّلين الى الإسلام ومسلمون ذوو أصول مهاجرة، ينظمون دوريات جماعية ليلية في مدينة فوبرتال لمراقبة سلوكيات المسلمين ودعوتهم الى ترك ما سموه "الموبقات".

المدينة التي تقع في ولاية نوردهاين فستفالن والتي يقطنها 343 ألف نسمة، منهم ما يقارب 28 ألف مسلم أكثر من نصفهم من الجالية التركية، بدت مصدومة مما اعتبره غالبية الألمان اعتداء على الحريات الفردية وفرض نمط "غريب" من الحياة عليهم. وهو ما دفع رئيسة الشرطة المحلية بيرغيتا رادرماخر الى القول "إن الشرطة لن تسمح بالأعمال التي تثير البلبلة وترهب الناس".

وكانت مجموعة متشددة يقودها الألماني زفن لاو الملقب بأبو آدم (33 عاماً) وهو كذلك إمام مسجد، قد ارتادت كازينو وأماكن السهر لحثّ المسلمين المتواجدين فيها على هجر لعب القمار والعودة الى تعاليم الدين القويم، كما جاء في الشريط الذي صورته المجموعة.

ويضف زفن، بجسب الشريط، مخاطباً أحدهم "نحن لن نحرر لكم عقوبة بعشرين أو خمسين يورو (في إشارة إلى عقوبة المرور) ولكننا نعدكم بالسعادة الدنيوية والنجاة في الآخرة". ودعت هذه المجموعة على صفحتها على الإنترنت الى منع الصور العارية في الشوارع والإقلاع عن التدخين وشرب الخمر.

هذه ليست المرة الأولى التي يُعبّر فيها السلفيون الألمان عن تواجدهم في الأماكن العامة، بل المرة الأولى التي يأخذ فيها هذا التعبير شكل النظام البديل عن الدولة.

وتتخوّف الحكومة المركزية في برلين، التي أعلنت قبل أسابيع عبر تقارير استخباراتية عن وجود 400 سلفي ألماني ملتحقين بتنظيمات إسلامية في الشرق الأوسط، من تمدد حالة التشدد الديني الى الداخل مع مسلمي ألمانيا. وهو ما عبّر عنه وزير الداخلية توماس دي ميزير، بالقول إن ألمانيا لن تتسامح مع ظواهر كهذه. أما وزير العدل هايكو ماس، فأكد "أن الدولة وحدها مسؤولة عن تطبيق القوانين، ونحن لن نتساهل مع أي مظهر من مظاهر الكيان الموازي".

كذلك ندّدت الجالية المسلمة في مدينة فوبرتال، عبر المسوؤل عن مسجدها سمير بوعيسى، بهذا العمل واعتبرته إشارة سلبية إلى الجالية المسلمة من أشخاص غير مطّلعين على جوهر الدين.

يتخوف الكثير من المسلمين من ازدياد النقمة عليهم في ألمانيا وإعاقة محاولاتهم الاندماج في المجتمع الألماني، وأخذ السلطات الألمانية هذه الأعمال ذريعةً للتشدد أكثر في قوانين الهجرة والاقامة وفي التأخر في الاعتراف بالإسلام كدين رسمي في ألمانيا.

دلالات
المساهمون