19 قتيلاً بهجمات على معابد يهودية وكنائس في داغستان

24 يونيو 2024
الشرطة الروسية في موقع انفجار بداغستان، 20 مايو 2013 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- هجمات مسلحة في داغستان استهدفت معابد يهودية وكنائس أرثوذكسية ونقطة تفتيش للشرطة، أسفرت عن مقتل 19 شخصاً وإصابة 16 آخرين، بما في ذلك 13 شرطياً، وأعلنت الجمهورية حداداً لثلاثة أيام.
- التقارير تشير إلى أن الهجمات قد تكون من تنفيذ أنصار منظمة إرهابية دولية، مع محاولة زعزعة استقرار المجتمع وتدمير السلام بين الأديان في روسيا.
- الأحداث تعكس التوترات الدينية والعرقية وتحديات مكافحة الإرهاب في روسيا، مع دعوات لتعزيز الوحدة والتعاون بين مختلف الطوائف لمواجهة هذه التحديات.

هاجم مسلحون، الأحد، معابد يهودية وكنائس أرثوذكسية في داغستان. وأسفرت الهجمات عن مقتل 19 شخصاً، بينهم كاهن ورجال شرطة. ووقعت الهجمات في محج قلعة، عاصمة جمهورية داغستان الروسية، وفي مدينة ديربنت الساحلية. وداغستان منطقة روسية ذات غالبية مسلمة على الحدود مع الشيشان وهي قريبة أيضا من جورجيا وأذربيجان، وتعلن السلطات الروسية بانتظام عن عمليات لمكافحة الإرهاب فيها. واستهدفت هجمات الأحد "كنيستين أرثوذكسيتين وكنيسا يهوديا ونقطة تفتيش للشرطة"، بحسب ما نقلت وكالة ريا نوفوستي للأنباء عن اللجنة الروسية لمكافحة الإرهاب. وقال ممثلون للطائفة اليهودية، بينهم المؤتمر اليهودي الروسي، إن كنيسا ثانيا هوجم أيضاً.

وقُتل كاهن من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية يبلغ من العمر 66 عاما في ديربنت، وفق السلطات. كما أعلنت وزارة الداخلية في داغستان مقتل ستة شرطيين. وقالت السلطات لاحقا إن عنصرا من الحرس الوطني قتل أيضا وإن شرطيا آخر فارق الحياة متأثرا بجروحه. وأصيب ما مجموعه 16 شخصا، بينهم 13 شرطيا، ونُقلوا إلى المستشفى، وفق وزارة الداخلية.

وذكرت محطة "آر جاي في كيه" في داغستان أن الكاهن يدعى نيكولاي كوتيلنيكوف، قائلة إنه خدم أكثر من 40 عاما في ديربنت. كما فتح مسلحون النار على سيارة تقل شرطيين، ما أدى إلى إصابة أحدهم، في سيرغوكالا، وهي قرية تقع بين محج قلعة وديربنت، حسبما نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الداخلية المحلية. ولم يتوافر حتى الآن أي دليل على هويات منفّذي هذه الهجمات أو دوافعهم التي بدا أنها منسقة. ومساء الأحد، أعلنت اللجنة الروسية لمكافحة الإرهاب انتهاء "المرحلة النشطة" من عمليتها في ديربنت، مشيرة إلى مقتل مُهاجمَين اثنين. وقالت وزارة الداخلية في داغستان إن قوات الأمن "قضت على أربعة مهاجمين في محج قلعة". وذكرت لجنة التحقيق الروسية أنها فتحت تحقيقا جنائيا في "أعمال إرهابية"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وتعيش جمهورية داغستان، اعتباراً من اليوم الاثنين، حداداً مدته ثلاثة أيام على خلفية الهجمات الدامية التي استهدفت مدينتي محج قلعة ودربند، وراح ضحيتها أكثر من 19 قتيلاً دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية عنها حتى الآن. وتقتضي مراسم الحداد التي أعلنها حاكم الجمهورية سيرغي ميليكوف تنكيساً للأعلام على كامل أراضي الإقليم وإلغاء الفعاليات والبرامج الترفيهية بالمنشآت الثقافية والقنوات التلفزيونية المحلية.

وأضرمت النيران في المعابد اليهودية في ديربنت ومحج قلعة، وفقا لرئيس المجلس العام للمجتمعات اليهودية في الاتحاد الروسي بوروخ غورين. وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام روسية مبنى محترقا لما قيل إنه كنيس يهودي. وفي مقاطع فيديو أخرى، أمكن سماع أصوات إطلاق نار في شوارع محج قلعة، حيث انتشرت قوة كبيرة من الشرطة. ولم يتسن التحقق على الفور من صحة هذه الصور، بحسب وكالة فرانس برس. وقال زعيم داغستان سيرغي ميليكوف إن "مجهولين حاولوا زعزعة استقرار المجتمع" مساء الأحد. ونقلت وكالة تاس الرسمية للأنباء عن مصدر في أجهزة إنفاذ القانون قوله إن "المسلحين الذين نفذوا هجمات في محج قلعة وديربنت هم من أنصار منظمة إرهابية دولية" لم يسمّها.

وأكد البطريرك كيريل، رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والمؤيد للكرملين، أن "العدو" يسعى إلى تدمير "السلام بين الأديان" في روسيا. وقال إن الهدف هو "زرع بذور الكراهية"، دون أن يسمي المسؤولين عن هذه الهجمات. في أكتوبر/تشرين الأول، اندلعت أعمال شغب ضد إسرائيل في مطار محج قلعة. ففي وقت هبوط طائرة آتية من إسرائيل، غزا حشد من الرجال مدرجه، وذلك في خضم توترات في كل أنحاء العالم مرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة. 

وقد استُهدفت روسيا مرارا بهجمات تبناها تنظيم "داعش" الإرهابي، رغم أن نفوذه يبقى محدودا في البلاد. وفي مارس/آذار، أسفر هجوم تبناه "داعش" في قاعة كروكوس في ضاحية موسكو عن أكثر من 140 قتيلا. وفي نهاية الأسبوع الماضي، قُتل عدد من أعضاء "داعش" في سجن بجنوب روسيا بعد احتجازهم اثنين من عناصر السجن رهائن، وفق السلطات. وقاتل ما يقرب من 4500 روسي يتحدرون خصوصا من القوقاز، إلى جانب تنظيم "داعش" في كل من العراق وسورية، استنادا إلى أرقام رسمية.

(فرانس برس)