قُتل 12 شخصاً على الأقل بانفجار وقع في مسجد في ضواحي العاصمة الأفغانية كابول الجمعة، فيما اجتمع فريق التفاوض التابع للحكومة الأفغانية وقادة من طالبان في الدوحة لمناقشة تسريع محادثات السلام في ثاني أيام وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بمناسبة عيد الفطر، وفق ما أفاد مسؤولون من الجانبين.
وكان إمام المسجد من بين القتلى جراء الانفجار الذي تزامن مع صلاة الجمعة. وأصيب أكثر من عشرة أشخاص بجروح. ولم تعلن أية جهة بعد مسؤوليتها عن الاعتداء، بينما نفت طالبان أية علاقة لها به.
وكان الأفغان يستمتعون بحذر باستراحة نادرة للعنف بعد بدء سريان هدنة مدّتها ثلاثة أيام بين عناصر طالبان والقوات الأفغانية الخميس، في أعقاب أسابيع من المعارك الشرسة.
وقال الناطق باسم شرطة كابول، فردوس فرامورز: "ارتفعت الحصيلة إلى 12 قتيلاً، بينهم إمام المسجد، وأصيب 15 شخصاً بجروح".
وأفاد متحدث باسم وزارة الداخلية أن المتفجرات وُضعت في المسجد قبيل بدء الصلاة.
واتّهم حاكم ولاية أروزكان، فضل أحمد شيرزاد، طالبان بخرق وقف إطلاق النار مرّتين، عبر مهاجمة قوات الأمن الجمعة، غداة مقتل عدد من المدنيين بانفجار ألغام أرضية في قندوز، بحسب مسؤولين في المنطقة.
ويأتي الانفجار بعدما أعلن مسؤولون أميركيون وأفغان الجمعة أن الولايات المتحدة انسحبت بالكامل من قاعدة جوية جنوبي البلاد في قندهار، معقل طالبان سابقاً.
وشُنَّت ضربات جوية أميركية من القاعدة الأسبوع الماضي لمساعدة القوات الأفغانية على صد هجوم كبير لطالبان في الجنوب.
وتعهّدت واشنطن، مدعومة بحلف شمال الأطلسي، بسحب جميع الجنود الأجانب وإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة بحلول سبتمبر/ أيلول.
قلق بشأن تسليم القاعدة
وكانت قندهار مهد حركة طالبان، وشهدت خلال الشهور الأخيرة مواجهات عنيفة بين المتمرّدين والقوات الأفغانية.
وأكدت السفارة الأميركية في كابول على "تويتر" أن جنود الولايات المتحدة "استكملوا نقل قاعدة قندهار الجوية إلى القوات الأفغانية هذا الأسبوع". وأفاد الناطق باسم الجيش الأفغاني في قندهار، خوجة يايا علوي، أن القوات الأفغانية لا تزال بانتظار عملية التسليم الرسمية، لكن آخر الجنود الأميركيين "غادر القاعدة الأربعاء".
وقال ضابط في الجيش الأفغاني في قاعدة قندهار، طلب عدم الكشف عن هويته، إن القوات الحكومية ستصبح مكشوفة إثر الانسحاب. وصرّح لـ"فرانس برس": "سيكون من الصعب للغاية علينا الآن إجراء عمليات. لا يمكن طائراتنا التحليق ليلاً. لذا، ستكون العمليات الليلية صعبة".
وأكد المحلل العسكري الأفغاني كبير درويش، أن "قوات سلاح الجو الأفغانية لا تملك القدرة الكافية التي تمكنها من الحلول مكان الولايات المتحدة".
وعلى الرغم من الانسحاب، تعهّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، بتقديم "دعم ثابت" للقوات الأفغانية، مندداً بالهجمات الأخيرة، بحسب ما أفادت الخارجية في واشنطن.
وبالفعل، سُلِّم عدد من القواعد الأصغر إلى القوات الأفغانية.
وكانت القاعدة الجوية في الماضي ثاني أكبر قاعدة للجنود الأميركيين والدوليين في أفغانستان، وكانت أول مطار تمركزت فيه القوات الأميركية بعد سقوط نظام طالبان في 2001.
وكانت أيضاً مركزاً لأكبر عملية بالطائرات المسيّرة تجريها القوات الأميركية الخاصة. وفي إحدى المراحل، بلغ عدد العناصر الأميركيين، وأولئك التابعين لحلف الأطلسي المتمركزين في القاعدة 26 ألفاً.
وتراجع وجود الجيش فيها باطراد، وتسارع ذلك بعدما أبرمت واشنطن اتفاقاً مع طالبان العام الماضي، ينص على الانسحاب الكامل من أفغانستان مقابل ضمانات أمنية.
لكن واشنطن تخطت مهلة 1 مايو/ أيار، ومددتها حتى 11 سبتمبر/ أيلول، في خطوة أثارت حفيظة طالبان.
وعلى الرغم من توقف القتال بين القوات الأميركية وطالبان منذ اتفاق العام الماضي، لا تزال المعارك مستعرة بوتيرة يومية بين قوات الحكومة الأفغانية والمتمرّدين.
ولئن بدأت محادثات غير مسبوقة في قطر منذ سبتمبر/ أيلول بين الطرفين، فإنها فشلت في تحقيق اختراق. لكن الطرفين أعلنا أنه عُقد اجتماع بين ممثلين لهما في الدوحة الجمعة.
وجاء في تغريدة نشرها الفريق الحكومي: "عُقد اجتماع اليوم (الجمعة) في الدوحة بين وفدي طرفي التفاوض"، مضيفاً أن الطرفين "شددا على تسريع محادثات السلام في الدوحة".
وأكدت طالبان في بيان مشابه أن "الجانبين اتفقا على مواصلة المحادثات بعد (عيد الفطر)".
وكان من المقرر أن تستضيف تركيا مؤتمراً بشأن أفغانستان في أواخر إبريل/ نيسان، لكنه تأجّل بعدما رفضت طالبان الحضور.
(فرانس برس)