تونس: اكتمال ملامح حكومة الصيد

01 فبراير 2015
حقيبتان لحركة النهضة في حكومة الصيد المرتقبة (فرانس برس)
+ الخط -
تفيد تسريبات تونسية متقاطعة، حصلت عليها "العربي الجديد"، بقرار رسمي من حركة النهضة التونسية للمشاركة في حكومة الحبيب الصيد الجديدة، والتي سيُعلن عنها بداية الأسبوع، لتشمل إلى جانب "نداء تونس"، حزبي "الاتحاد الوطني الحر" و"آفاق تونس"، وشخصيات عدّة من المجتمع المدني.

وترجّح المصادر حصول بعض التغييرات على التركيبة السابقة، لتنضمّ إليها وجوه جديدة. وفي مُقَابِل الإبقاء على وزير الداخلية، ناجم الغرسلي، ووزير العدل، محمد صالح بن عيسى، ووزير الخارجية الطيب البكوش، ووزير الدفاع فرحات الحرشاني، من المتوقّع مغادرة عدد من الشخصيات، كوزير السياحة محسن حسن، وكاتب الدولة للداخلية، علي الطرابلسي، ووزيرة المرأة، خديجة الشريف، ووزير التعليم العالي، شهاب بودن،ّ وبعض كتاب الدولة الآخرين. ووفق المصادر ذاتها، ستُسجل التشكيلة الجديدة دخول وزيرين من حزب "آفاق تونس"، هما نعمان الفهري وياسين إبراهيم، على أن يتولى الأول حقيبة التعليم العالي أو المالية، والثاني تكنولوجيات الاتصال. كما ستتولّى سلوى الرقيق، من حزب "نداء تونس"، حقيبة السياحة، بدلاً من وزير "الاتحاد الوطني الحر" محسن حسن، على أن يتمّ تعويض الحزب بوجه آخر يمسك حقيبة التشغيل. وتفيد التسريبات كذلك بإمكانيّة حصول ليلى بحرية على حقيبة المرأة.

ومن المرجّح أن تحصل حركة النهضة، بالإضافة إلى حقيبة الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة، والتي سيتولاها زياد العذاري، على حقيبة وزارية أخرى وعدد من كتاب الدولة.

وتواصل الجدل، أمس السبت، حيال انضمام حركة "النهضة" إلى التشكيل الحكومي، على الرغم من أن الموضوع بات شبه محسوم، في صفوف حزب "نداء تونس"، الذي عقد مكتبه التنفيذي اجتماعاً إثر تقدّم عدد من نوابه بطلب كتابي حول الموضوع. وفيما قال بعض، إن الاجتماع عُقد بناء على تقديم "عريضة"، اعتبرها آخرون "تهديداً" لقيادات الحزب بضرورة الإسراع في لمّ شمل الحزب بعد حالة الانفلات والاختلافات الكبيرة في المواقف طيلة الأسبوع الماضي، وكان تشكيل الحكومة ومشاركة النهضة أهمّ أسبابها.

وفي حين ترى قيادات حزبيّة أنّه "من الطبيعي بروز خلاف في وجهات النظر، لكنّ المهم أن تتخذ المؤسّسة موقفاً موحداً وواضحاً"، تقول مصادر قيادية لـ"العربي الجديد"، شاركت في اجتماع الأمس، إنّ "الخلاف أعمق من الطموحات الشخصيّة لبعض القيادات، وهو يعكس صراع تيّارات لا بدّ وأن يُحسم داخل الحزب". وتعتبر أنّ "هذا الامتحان كبير ولا بدّ أن يثبت النداء قدرته على إدارته بشكل ديمقراطي، إذا كان يريد الحفاظ على تماسكه كحزب كبير بإمكانه الاستمرار في المراهنة على الحكم في السنوات المقبلة".

وتتوقّف المصادر ذاتها عند "حالة الفراغ الحالية التي يعرفها الحزب، خلال هذه الفترة، وإلى الصراع حول مراكز القوى عن بعد، عِوَض إدارته داخل أُطر الحزب"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ "خروج الرئيس الباجي قائد السبسي أذكى صراعات الخلافة قبيل المؤتمر الأول للحزب وأنعش طموحات بعض التيارات في إحكام قبضتها على هياكلها، بهدف إعداد مؤتمر على مقاسها وبالتالي طرح بديل جديد للقيادة".

ويبرّر عدد من النواب انطلاق بعض الحملات ضد مشاركة "النهضة" وبعض الأسماء المقترحة، من طموحات شخصيّة وضغوطات أراد بعض ممارستها على قيادات الحزب لفرض أسماء بعينها، في وقت تحاول فيه بعض قيادات "نداء تونس" أن تحافظ على الحدّ الأدنى من تماسك الحزب، وتحول من دون ظهوره بصورة المنقسم، التي بدا عليها في الفترة الأخيرة. ودعت بعض الشخصيات الحزبيّة إلى التعبير عن الآراء داخل أطر الحزب، لا في وسائل الإعلام.

وفي سياق متّصل، يقول أحد أعضاء الحزب، نور الدين بن تيشة، في تصريح صحافي، إنّ "عدداً من القيادات أصبحت، اليوم، تقود حملات ضد الحزب، ومن الضروري إيجاد آليات داخليّة للتعبير". ويلفت إلى أنّ هذه المسألة "شكّلت جوهر اجتماع الحزب، أمس، إذ تمحور حول البحث عن هذه الآليات والتوافق على خيار لتسيير شؤون الحزب، بالإضافة إلى تحديد الموقف من مشاركة أطراف من دون غيرها في الحكومة الجديدة"، داعيّاً إلى "الالتزام بمساندة الصيد مهما كانت خياراته".