يعيش اللاجئون السوريون في السودان أوضاعاً صعبة، وسط المعارك الضارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والتي دخلت أسبوعها الثاني، وسط انقطاع الكهرباء والمياه وصعوبة بالغة في التنّقل والوصول لولايات آمنة.
وكشفت مصادر دبلوماسيّة لموقع "أثر برس"، (موقع سوري محلي)، اليوم السبت، عن وجود مباحثات للنظر في أوضاع السوريين المقيمين في السودان، مشيرة إلى أنّ أعداد الضحايا السوريين هناك بلغت 11 شخصا حتّى اليوم.
ونقل الموقع عن "الأوساط" التي لم يسمّها، أن مباحثات جرت بين سفارة النّظام السوري في الخرطوم ووزارة الخارجية والمغتربين بحكومة النّظام السوري في دمشق، للتوصل إلى قرار بشأن الجالية السّوريّة في السودان، البالغ عدد أبنائها نحو 30 ألفاً.
وتقتضي الخطة وفق الموقع التنسيق مع المنظمات الدوليّة ودول لديها إمكانيات داخل السّودان لتأمين وصول أبناء الجالية السوريّة إلى مناطق آمنة في السودان برّاً، وذلك بنقلهم من الخرطوم إلى بورتسودان، ومن ثمّ نقلهم من مطار بورتسودان إلى سورية.
وذكرت أوساط من الجالية السورية في الخرطوم للموقع ذاته، ارتفاع عدد الضحايا إلى 11 شخصا، مع تصاعد المعارك هناك.
من جانبه، صرّح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين في حكومة النّظام السّوري، أن هناك متابعة واهتماما كبيرا بأوضاع الجالية السوريّة والبعثة الدبلوماسية في السودان.
ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري عن مصدر لم تسمّه في الوزارة، قوله إنّ "الوزارة وجّهت السفارة في الخرطوم إلى تسجيل أسماء الجالية السوريّة الراغبين بالإخلاء وفق الإمكانات المتاحة وفي إطار الحفاظ على حياة السوريين بعيداً عن الأخطار المحتملة"، مشيراً لمتابعة النّظام السوري باهتمام كبير لأوضاع الجالية السّورية والبعثة الدبلوماسية في السّودان.
صعوبة في التنقل
في المقابل، أوضح محمد وهو شاب سوري يقيم في منطقة قريبة من العاصمة السودانية الخرطوم، أن أوضاع السوريين المقيمين في السودان "صعبة للغاية خاصة في الخرطوم، مع انقطاع الكهرباء والمياه وصعوبة التنقل".
ولفت محمد خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "هناك صعوبة بالغة في التنّقل والوصول لولايات آمنة"، لافتا إلى أنّ البعض ممن يملكون أوراقا ثبوتية وجوازات سفر سوريّة سارية المفعول بإمكانهم دخول مصر بحال وصولهم للمعابر الحدودية بين البلدين، بينما أجبر البعض على سلوك طرق التهريب.
وتابع محمد: "حاليا هناك مناشدات للجهات الأممية لإجلاء السوريين إلى مناطق آمنة"، مؤكدا أن هناك مجموعات واتس أب للسوريين يجري الحديث فيها عن إمكانية إجلاء إلى السعودية، مبينا أنه لا يوجد أي توجيه من حكومة النّظام السوري أو خطوات حتى الوقت الحالي بهذا الخصوص.
ولفت الشاب السوري إلى أن القائمين على الأمر يطلبون صورة عالية الدقة عن جواز السفر، رافضين الإفصاح عن أي خطوات تليها، مؤكدا عدم وجود أي جهة رسمية تتابع وضع الجالية السورية في السودان حاليا".