11 عاماً على مجزرة الكيميائي في الغوطة الشرقية: مطالب بمحاسبة المجرمين

20 اغسطس 2024
إدلب تحيي ذكرى مجزرة الغوطة الشرقية، 20 أغسطس 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت إدلب وقفة احتجاجية في الذكرى الحادية عشرة لهجوم النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على الغوطة الشرقية، حيث قُتل 1400 مدني عام 2013.
- المتظاهرون رفعوا لافتات تطالب بالعدالة لضحايا الهجمات الكيميائية، وإنشاء محاكم دولية لمحاسبة المسؤولين عن المجزرة.
- أكدت منظمات دولية مسؤولية النظام السوري عن الهجمات الكيميائية، بينما تستمر روسيا في منع إدانته في مجلس الأمن الدولي.

شهدت مدينة إدلب، شمال غربي سورية، اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية في الذكرى السنوية الحادية عشرة لهجوم قوات النظام السوري بالأسلحة الكيميائية على الغوطة الشرقية بريف دمشق. وتجمّع بعض أهالي الغوطة وعناصر الدفاع المدني على مدرج حديقة المشتل بمدينة إدلب، للتنديد بممارسات نظام بشار الأسد في الغوطة الشرقية، التي أسفرت عن مقتل 1400 مدني بالأسلحة الكيميائية عام 2013. ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات "إنصاف الضحايا وتحقيق العدالة لذوي ضحايا الهجمات الكيماوية هو مطلب وقضية نتمسك بها"، و"لن نسمح أن تطمس الحقيقة وأن يترك نظام الأسد بلا حساب"، و"المحكمة الاستثنائية مطلبنا حتى لا نختنق مرتين"، و"أرواح الضحايا ما زالت تنتظر العدالة".

ويستذكر علي الإمام، من أهالي معضمية الشام، وأحد الناجين من المجزرة في حديث لـ"العربي الجديد" تفاصيل تلك الليلة المرعبة التي بدأت بقصف صاروخي مكثف حمل معه مواد كيميائية، مضيفاً أنه رأى عشرات الجثث مكدسة في المستشفى و"الناس كانت بحالة هلع شديدة". وأضاف: "الكادر الطبي كان لا يعرف ما يفعل. كان منظراً أشبه بيوم القيامة، وحتى اليوم الكثير ممن حضر هذه المجزرة يعاني من أعراض صحية". وأكد الإمام أن مطالب السوريين لا تزال هي معاقبة المجرمين، وإخضاعهم للمحاكم، و"لا يمكن التعايش مع قتلة الأطفال حتى ولو حاولوا إعادة تأهيله".

من جانبه، قال محمد السيد أحمد، من معضمية الشام، والذي فقد سبعة من أقربائه في المجزرة، إن النظام تعمّد استهداف مركز تجمّع المدنيين في معضمية الشام التي كانت محاصرة من جهاتها الأربع، وهي منطقة صغيرة لا تتعدى بضعة كيلومترات، بهدف إيقاع أكبر عدد من الضحايا، مضيفاً أن معظم من قُتلوا كانوا أطفالاً لم تقوَ أجسادهم على تحمل رائحة الكيميائي. ورأى أحمد أن المجتمع الدولي بدلاً من أن يلاحق المجرم، اكتفى بجمع سلاح الجريمة، وكأن الأمر انتهى هنا، مشدداً على أن السوريين لن يتنازلوا عن معاقبة المجرم ولو بعد سنوات.

بدوره دعا مصطفى حج يوسف، المتطوع بالدفاع المدني، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى إنشاء محاكم دولية لمعاقبة المسؤولين عن هذه المجزرة الفظيعة، وكل ما ارتُكب بحق الشعب السوري خلال هذه السنوات. ووقعت المجزرة بمنطقة الغوطة الشرقية ومعضمية الشام، يوم 21 أغسطس/ آب 2013، وقُتل فيها بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان 1144 شخصاً، بينهم 99 طفلاً و194سيدة، بينما أصيب 5935 شخصاً بحالات اختناق. وقالت الشبكة إن الهجوم "أضخم هجوم عرفه العالم بالأسلحة الكيميائية، بعد اعتماد اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وشكّل صدمة للإنسانية والحضارة".

وبعد تحقيقات استمرت سنوات، أكدت منظمات دولية، من بينها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مسؤولية النظام السوري عن هجمات عدة بالأسلحة الكيميائية، ويستمر النظام السوري في نفي مسؤوليته عنها، وحالت روسيا دون إدانته ومحاسبته في مجلس الأمن الدولي. وتبع مجزرة الغوطة عام 2013 تحرك دولي لتدمير مخزون وقدرات النظام السوري على إنتاج الأسلحة الكيميائية.