أقدم متظاهرون غاضبون بمحافظة ذي قار (جنوبي العراق) على إحراق مقرين حكوميين في المحافظة، مساء اليوم الاثنين، احتجاجاً على عودة محافظها المستقيل عادل الدخيلي، كما قطعوا عدداً من الشوارع وأحرقوا الإطارات فيها.
الدخيلي الذي قدم استقالته من منصبه نهاية أكتوبر/ تشرين الثاني الماضي، عقب تظاهرات دامية شهدتها المحافظة، ومطالبات للمتظاهرين باستقالته، عاد ليباشر مهامه اليوم محافظاً، بشكل رسمي.
ووفقاً لبيان أصدره حال وصوله مبنى المحافظة، فإن "رئيس الوزراء (عادل عبد المهدي) رفض الاستقالة كون الحكومة المركزية هي حكومة تصريف أعمال، فضلاً عن أن الظروف الراهنة التي تمر بها المحافظة والعالم أجمع بسبب تحديات فيروس كورونا تتطلب وجود قيادة تتمتع بجميع الصلاحيات اللازمة لإدارة الأزمة".
عودة الدخيلي أثارت غضب الشارع في المحافظة، وخرج متظاهرون غاضبون باحتجاجات في تقاطع البهو وسط مدينة الناصرية (مركز المحافظة)، اتسعت حدتها مع حلول المساء.
وأقدم المتظاهرون على قطع التقاطع وإحراق الإطارات فيه، كما قطعوا جسر الحضارات وعدا من الشوارع القريبة منه (جميعها وسط المدينة)، معبرين عن رفضهم لعودة الدخيلي.
التظاهرات الغاضبة امتدت حتى مبنى المحافظة، إذا تمكن المتظاهرون من الوصول إليها وأضرموا النار فيها، كما أحرقوا دار الضيافة في إدارة المحافظة.
ووفقاً للناشط المدني ماهر الشريفي، فإن "ساحات التظاهر ترفض عودة الدخيلي إلى منصبه، كون ساحات التظاهر هي التي أخرجته وأجبرته على الاستقالة"، مؤكداً، لـ"العربي الجديد": "لا يمكن لحكومة تصريف الأعمال استغلال الظرف الراهن لإعادته بحجة فيروس كورونا وما إلى ذلك. المتظاهرون لن يقبلوا بهذا القرار، وسنعمل على إخراجه من منصبه".
وانتشرت قوات أمنية في شوارع مدينة الناصرية على الفور، وأطلقت قنابل الغاز والرصاص الحي في الهواء، محاولة تفريق التظاهرات.
وقوبلت عودة الدخيلي أيضاً برفض من قبل المحافظ وكالة أبا ذر العمر، الذي بادر بتوجيه كتاب رسمي إلى دوائر المحافظة بعدم التعامل معه.
وقال العمر في بيان له: "فوجئنا بدخول الدخيلي إلى مبنى المحافظة بالقوة وإصداره عددا من القرارات"، داعياً الحكومة إلى "وضع حد لهذا التجاوز المخالف للسياقات المركزية".
ووجه العمر كتاباً رسميا إلى دوائر المحافظة، دعاها إلى "عدم التعامل مع الدخيلي كونه مستقيلا من منصب المحافظ"، محذرا إياهم من "مخالفة ذلك".
وتشهد المحافظة حاليا أجواء أمنية متوترة، في ظل تزايد أعداد المتظاهرين، وانتشار عناصر الأمن بشكل مكثف، والتي تحاول تفريق المتظاهرين بالقوة.