زيلينسكي في ألمانيا: حشد الدعم وطلب ضرب روسيا بصواريخ بعيدة المدى

06 سبتمبر 2024
جندي أوكراني يذخر مدفع هاوتزر في مواجهة القوات الروسية/ 21 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وصل الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى ألمانيا لحضور اجتماع في رامشتاين، مطالبًا بالمزيد من الأسلحة والدفاعات الجوية لمواجهة التقدم الروسي في دونيتسك، ومناقشة الدعم العسكري مع المستشار الألماني شولتس.
- أعلنت المملكة المتحدة عن تزويد أوكرانيا بـ650 نظام صاروخي وذخيرة مدفعية بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني، بعد انتقادات زيلينسكي لبطء تسليم المساعدات العسكرية.
- جدد الرئيس الفرنسي ماكرون دعمه لأوكرانيا بعد ضربة روسية في بولتافا، مؤكداً تصميم فرنسا على مساعدة كييف في تحقيق سلام عادل ودائم.

وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ألمانيا اليوم الجمعة، حيث يجتمع حلفاء أوكرانيا لمناقشة المساعدات العسكرية، فيما يتراجع الجيش الأوكراني في شرق البلاد في مواجهة تقدم القوات الروسية.

وطالب الرئيس الأوكراني "بالمزيد من الأسلحة" من الدول الحليفة المجتمعة في ألمانيا "من أجل صد القوات الروسية" في الأراضي الأوكرانية "خصوصا في منطقة دونيتسك" في الشرق. وقال زيلينسكي، خلال اجتماع لحلفاء كييف في القاعدة الجوية الأميركية في رامشتاين في غرب ألمانيا، إنّ "العالم يملك ما يكفي من أنظمة الدفاع الجوي لضمان عدم تحقيق الإرهاب الروسي أي نتائج، وأحضّكم على أن تكونوا أكثر نشاطا في العمل معنا في مجال الدفاع الجوي"، مطالبا في الوقت نفسه بالسماح باستخدام صواريخ بعيدة المدى "ليس فقط على الأراضي المحتلة في أوكرانيا، بل أيضا على الأراضي الروسية".

ويجري زيلينسكي لقاء مع المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم في فرانكفورت (غرب)، حسب ما أفاد به المتحدث باسم الحكومة الألمانية وكالة "فرانس برس"، من دون تقديم المزيد من التفاصيل.

ووفق معلومات غير مؤكدة رسميا نشرتها مجلة "دير شبيغل"، فإنّ الرئيس الأوكراني سيطالب بأسلحة إضافية خلال مشاركته في "مجموعة اتصال" لحلفاء أوكرانيا في رامشتاين، حيث القاعدة الأميركية غير البعيدة عن فرانكفورت. وقالت المجلة الألمانية إنّ وجود الرئيس الأوكراني يهدف إلى تأكيد "خطورة الوضع"، بينما تشهد البلاد عمليات قصف دامية استهدفت إحداها معهدا عسكريا في بولتافا في وسط البلاد، وأسفرت عن مقتل 55 شخصا.

ويأتي ذلك فيما لم يساعد الهجوم الأوكراني الكبير، الذي بدأ في مطلع أغسطس/آب على منطقة كورسك الروسية، في صدّ تقدّم القوات الروسية في الشرق. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، أنّ "أولويته" هي السيطرة على دونباس بالكامل حيث يتقدم جيشه.

ومنذ بداية الحرب قبل عامين ونصف عام، يجتمع وزراء دفاع مجموعة الاتصال بانتظام في رامشتاين لمناقشة جهود مشتركة مع ممثلين عسكريين بهدف منح تجهيزات أفضل لأوكرانيا. وفي السياق، قال المتحدث باسم البنتاغون بات ريدر إنّه هذه المرة "سيتم التركيز على تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية"، إضافة إلى التحالفات المخصّصة "لا سيما تحالف القوات الجوية".

وأضاف أن حوالى خمسين دولة ستكون ممثّلة في هذا الاجتماع. كما سيتحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قرابة الساعة 8:00 بتوقيت غرينتش، على أن يعقد مؤتمرا صحافيا عند الساعة 14:15 بتوقيت غرينتش. ويطالب فولوديمير زيلينسكي منذ مدة طويلة بالمزيد من الدفاعات الجوية والصواريخ بعيدة المدى، التي تتردّد الولايات المتحدة وألمانيا، وهما مورّدا الأسلحة الرئيسيان له، في تقديمها خوفا من التصعيد مع موسكو. كما يطالب داعميه برفع القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الموجّهة ضدّ أهداف في عمق الأراضي الروسية. وكان وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف قد أجرى أخيرا محادثات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا. وأكدت برلين، الأربعاء، تسليم ثمانية أنظمة دفاع جوي من طراز Iris-T SLM وتسعة من طراز Iris-T SLS بحلول العام 2025.

إلى ذلك، أعلن زيلينسكي، اليوم الجمعة، أنّه سيزور إيطاليا لحضور منتدى اقتصادي ولإجراء "مفاوضات" مع رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، بعد اجتماع لحلفاء أوكرانيا الدوليين في ألمانيا. وقال زيلينسكي، في رسالة عبر تليغرام تشير إلى زيارته إلى ألمانيا، إنّه "بعد ذلك، ستكون إيطاليا. منتدى أمبروسيتي الاقتصادي الدولي، لقاءات مع مسؤولي شركات إيطالية. مفاوضات مع رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني".

بريطانيا تعتزم دعم أوكرانيا بعد انتقادات زيلينسكي

أعلنت المملكة المتحدة، اليوم الجمعة، أنها ستزود أوكرانيا بـ650 نظاما صاروخيا لمساعدتها في تعزيز دفاعها الجوي خلال الأشهر المقبلة، وذلك عقب انتقادات وجهها زيلينسكي تتعلق بوتيرة تسليم المساعدات العسكرية لكييف.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إن أول عملية تسليم لـ650 "نظام صواريخ خفيفة (LMM)" ستتم بحلول نهاية العام في إطار عقد بقيمة 162 مليون جنيه إسترليني (192 مليون يورو). وستعمل مجموعة تاليس الفرنسية على صنع هذه الصواريخ "متعددة الاستخدامات" في مصنعها ببلفاست في أيرلندا الشمالية. وهذه الصواريخ مصممة "لتُطلَق من مجموعة متنوعة من المنصات التكتيكية البرية والبحرية والجوية"، ويمكنها استهداف هدف أرضي وطائرة بلا طيار أثناء الطيران، وفق الشركة المصنعة.

وسيعلن وزير الدفاع جون هيلي، اليوم الجمعة، عن تسليم هذه الصواريخ الجديدة وسيحضر اجتماعا لمجموعة الاتصال لحلفاء أوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية في ألمانيا. والمملكة المتحدة واحدة من الداعمين العسكريين الرئيسيين لكييف منذ الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022، وقد زودتها خصوصا بصواريخ ستورم شادو بعيدة المدى ومئات من صواريخ LMM و14 دبابة تشالنجر 2.

في منتصف أغسطس/آب، أبدى زيلينسكي عبر منصة إكس أسفه لأن لندن لم تعد، في رأيه، تظهر "القدر نفسه" من "القيادة"، منتقدا إياها لعدم تزويد بلاده بالأسلحة بعيدة المدى اللازمة لمواجهة روسيا. وردّت المملكة المتحدة مؤكدة أن دعمها لأوكرانيا "ثابت".

وقال جون هيلي، الذي تولى منصبه في أوائل يوليو/تموز بعد انتخاب رئيس الوزراء العمالي كير ستارمر، إن "هذا الالتزام الجديد يجب أن يوفر زخما كبيرا للدفاع الجوي الأوكراني ويثبت التزام حكومتنا الجديدة بزيادة الدعم". وأضاف: "في الأيام الأخيرة، شهدنا الكلفة المأساوية للضربات الروسية العشوائية على بولتافا ولفيف. هذه الصواريخ الجديدة المصنوعة في المملكة المتحدة ستساعد أوكرانيا في الدفاع عن شعبها وبنيتها التحتية وأراضيها". وقالت وزارة الدفاع البريطانية أيضا إن تسليم ذخيرة مدفعية بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني (356 مليون يورو)، وُعِدت بها كييف، سيبدأ أيضا بحلول نهاية العام.

ماكرون يدعم أوكرانيا في مواجهة الضربات الروسية

في السياق، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، دعم بلاده لأوكرانيا إثر الضربة الروسية الدامية في بولتافا وفي مواجهة رغبة الكرملين المعلنة في استكمال السيطرة على دونباس في شرق البلاد. وخلال محادثة هاتفية مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، دان ماكرون "تكثيف الضربات الروسية وطبيعتها العشوائية"، وفق ما ذكر الإليزيه.

وقُتل 55 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 300 آخرين في ضربة روسية طاولت معهدا عسكريا في بولتافا في وسط أوكرانيا، الثلاثاء. وشدد ماكرون على أن فرنسا تبقى "أكثر من أي وقت مضى إلى جانب الشعب الأوكراني" وستواصل دعم أوكرانيا مهما تطلب الأمر من وقت "لهزيمة الحرب العدوانية الروسية".

وأكد ماكرون "تصميم" فرنسا على مساعدة كييف "على التوصل الى سلام عادل ودائم يعيد لأوكرانيا حقوقها المشروعة، بما يتوافق مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد، الخميس، أن الأولوية بالنسبة إلى موسكو تتمثل في السيطرة على منطقة دونباس الواقعة في شرق أوكرانيا، حيث يُحرز الجيش الروسي تقدّما، على الرغم من الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية. وقال بوتين، الخميس، خلال منتدى اقتصادي في الشرق الأقصى الروسي، إنّ "التحرير" الكامل لدونباس هو "أولويتنا"، مبديا تصميمه على تحقيق ذلك رغم الأضرار الإنسانية والاقتصادية.

أوكرانيا: أسقطنا 27 من 44 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا

ميدانيا، قالت القوات الجوية الأوكرانية، اليوم الجمعة، إنها أسقطت 27 من أصل 44 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية. وأضافت القوات الجوية في بيان على تطبيق تليغرام أن روسيا استخدمت أيضا صاروخين في الهجوم. 

(فرانس برس، رويترز)