المقال أوضح أن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تبدو وكأنها بدأت تتقبل تدريجيا هذه الادعاءات التي يسوقها السيسي بتحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما تدحضه، وفقا لما ورد في المقال، الوقائع والأحداث التي شهدتها مصر خلال الأشهر الماضية، بعدما أصبحت البلاد أكثر عرضة للعنف والهجمات الإرهابية بمستويات غير معهودة في السابق.
وذكر المقال في هذا الصدد أنه في مطلع يوليو/تموز، قتل أكثر من 64 جنديا مصريا في هجمات متتالية نفذها فرع تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذي أطلق على نفسه اسم "ولاية سيناء"، واعتبر المقال تلك الهجمات الأسوأ منذ عدة عقود، مشيرا إلى كونها جاءت بعد مرور بضعة أيام على اغتيال النائب العام المصري، هشام بركات، بأحد شوارع القاهرة.
في المقابل، لفت مقال "فورين بوليسي" إلى أنه إذا كان هذا هو حال إعطاء الأولوية للأمن والاستقرار، فإن مستقبل مصر غامض بكل تأكيد. كما أضاف أن مصر شهدت منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو/تموز 2013 تصاعدا مهولا في مستويات القمع. كما أوضح أن هذا القمع الذي لا يستهدف الإسلاميين فحسب، وإنما طاول كذلك الناشطين العلمانيين والليبيراليين، يجعل لجوء بعض المصريين للعنف والإرهاب أمرا له ما يبرره. المقال أضاف في هذا الصدد أن الدراسات الأكاديمية التي تشير إلى وجود ارتباط بين الحكم الدكتاتوري والإرهاب في تصاعد.
كما لفت المقال إلى أن مستويات القمع تختلف من بلد لآخر، وبكون مستويات القمع المتدنية والمتوسطة لا تكون عواقبها بالضرورة دفع المتضررين إلى الانخراط في جماعات محظورة. إلا أن المقال أبرز أن ما تشهده مصر اليوم قمع غير مألوف، جد متشدد ومخيف أكثر، ووصفه بالإبادة التي تقودها، لحد ما، مشاعر شعبية وشعبوية.
وخلص المقال إلى أن النتيجة النهائية لهذا الأمر هو أن الانقلاب المصري تحول إلى ما يشبه الهبة أو الهدية التي استفاد منها تنظيم "الدولة الإسلامية"، موضحا أن التنظيم بنفسه يعتقد أنه استفاد من عزل الرئيس محمد مرسي.
ولفت المقال في الأخير إلى كون الأنظمة الدكتاتورية، بما أنها تقوم وتستمر في الوجود بالاستعانة بالقوة، تعد المرشح الأسوأ على الإطلاق لتطوير استراتيجية شاملة وواضحة لمواجهة التنظيمات المتطرفة. واستطرد المقال في شرح هذه النقطة، موضحا أن النظام المصري ينطلق بناء على مجموعة من الافتراضات، التي تختلف عن تلك التي لدى الولايات المتحدة الأميركية، مبرزا أن النظام المصري فشل في المستوى الأساسي الأول لمحاربة الإرهاب، والمتمثل في تحديد الإرهابيين الحقيقيين بدقة.
وقال في هذا الصدد إن نظام السيسي يواصل التصرف وكأن "الدولة الإسلامية" وجماعة الإخوان المسلمين هما وجهان لنفس العملة، وهو الأمر الذي لا تتخذه أي وكالة استخبارات غربية على محمل الجد.
اقرأ أيضاً: السيسي يظهر بالبدلة العسكرية "ليرمم ما تآكل من شرعيته"