يونسكو: أميركا تعتزم استعادة عضويتها في المنظمة

12 يونيو 2023
جعلت أزولاي عودة واشنطن على رأس أولوياتها (آلان جوكار/ فرانس برس)
+ الخط -

قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، اليوم الإثنين، إن الولايات المتحدة تعتزم استعادة عضويتها في المنظمة اعتبارا من يوليو/ تموز القادم، بعد قرابة خمس سنوات على انسحاب واشنطن من عضوية المنظمة أثناء ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب بسبب اتهامات بـ"الانحياز" ضد الاحتلال الإسرائيلي وسوء الإدارة.

وقالت المديرة العامة لـ"يونسكو" أودري أزولاي، في بيان أعلنت فيه عودة انضمام الولايات المتحدة إلى المنظمة: "إنه تصرف ينم عن ثقة بالغة في اليونسكو وفي تعددية الأطراف".

ويجب أن تقدم الخطة المقترحة إلى المؤتمر العام ليونسكو للحصول على موافقة الدول الأعضاء، ودعت بعض تلك الدول إلى عقد جلسة استثنائية قريباً لاتخاذ قرار.

في الأثناء، قال سفير الصين لدى الأمم المتحدة إن بلاده لن تعارض عودة الولايات المتحدة إلى يونسكو على الرغم من العلاقات الصعبة بين بكين وواشنطن.

وقال يانغ جين: "إن يونسكو بحاجة إلى تكاتف جميع الدول الأعضاء للوفاء بمهامها". وشدد على أن "الصين مستعدة للعمل مع جميع الدول الأعضاء، بما في ذلك الولايات المتحدة". وذكر أن واشنطن انسحبت مرتين من يونسكو، الأمر الذي كان له "تأثير سلبي" على هذه المنظمة.

وقبل تعليق مساهماتها في 2011، كانت الولايات المتحدة تدفع حوالى 22 في المئة من ميزانية يونسكو، أي ما يعادل 75 مليون دولار.

وذهب الرئيس الأميركي حينذاك دونالد ترامب أبعد من ذلك عبر الإعلان في 2017 أن الولايات المتحدة ستنسحب من يونسكو إلى جانب تل أبيب، متهما المنظمة الأممية بالتحيز ضد إسرائيل. ودخل قرار الانسحاب حيز التنفيذ عام 2018.

وجعلت أزولاي، وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة التي تولت إدارة يونسكو منذ العام 2017، مسألة إعادة الولايات المتحدة على رأس أولوياتها.

وتقدر الأموال التي تدين بها الولايات المتحدة ليونسكو في الفترة بين 2011 و2018 اليوم بنحو 619 مليون دولار، أي أكثر من ميزانية يونسكو السنوية، وقدرها 534 مليون دولار.

وقال دبلوماسي في يونسكو اشترط عدم الكشف عن اسمه إن "الأموال الأميركية الجديدة ستفيد يونسكو كثيرا"، مشيرا إلى أن وقف مساهمات واشنطن "تسببت بصعوبات كبيرة".

وأشار الدبلوماسي إلى ما وصفه بـ"العلاقات الاستثنائية" مع الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن، و"السيدة الأولى" جيل بايدن، التي أثرت على العودة إلى يونسكو.

ومهد الكونغرس الأميركي، الذي كان يهيمن عليه حزب الرئيس جو بايدن الديمقراطي حينها، الطريق في ديسمبر/ كانون الأول للولايات المتحدة لإعادة تقديم التمويل، مخصصا لذلك مبلغا في الموازنة قدره 150 مليون دولار.

في مارس/ آذار، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن غياب الولايات المتحدة عن يونسكو يترك المجال للصين لصياغة القواعد المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وأوضح، أمام لجنة في مجلس الشيوخ لدى عرضه الموازنة: "أعتقد بشدة أن علينا العودة إلى يونسكو، ليس كهدية ليونسكو، بل لأن ما يحدث فيها مهم فعلا".

وتابع: "يعملون على قواعد ومبادئ ومعايير للذكاء الاصطناعي. نريد أن نكون طرفا".

ويعود أول انسحاب للولايات المتحدة الأميركية من منظمة يونسكو إلى سنة 1984، قبل أن تعود إليها بعد غياب 19 سنة. وتذرعت بأسباب عديدة، منها عدم اتفاقها حول السياسة التي تُدار بها المنظمة، ولم تتأخر بريطانيا وسنغافورة عن الانسحاب أيضا سنة 1985، مما تسبب في أزمة حادة في ميزانيتها.

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون