- في تونس، أقيمت مسيرة ليلية بمشاركة الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمات أخرى دعماً لفلسطين وفك الحصار عن غزة، مؤكدين على دعم المقاومة وأهمية استرداد الأرض.
- المغاربة خرجوا في مسيرات ووقفات ليلية في عدة مدن تضامناً مع فلسطين في يوم الأرض، مطالبين بإيقاف الإبادة في غزة وإنهاء الحصار، معبرين عن رفضهم للتطبيع وتأكيد دعمهم للمقاومة الفلسطينية.
احتشد آلاف الأردنيين بعد صلاة تراويح السبت ولليوم السابع على التوالي بالتزامن مع يوم الأرض في ساحة المسجد الكالوتي قرب السفارة الإسرائيلية بمنطقة الرابية غربيّ العاصمة عمّان، وذلك ضمن فعاليات حصار سفارة الاحتلال تنديداً بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الأهل في قطاع غزة والحصار المفروض على القطاع.
وشهدت الوقفة مشاركة عدد من الأطباء، الذين هتفوا لنظرائهم بالقطاع ولمدير مجمّع الشفاء الطبي غربيّ مدينة غزة محمد أبو سلمية.
ودعا المشاركون الحكومة الأردنية إلى إلغاء اتفاقيتي وادي عربة والغاز، ومنع تصدير الخضر الأردنية إلى الكيان الصهيوني، ومنع الجسر البري الذي ينقل بضائع من دول خليجية إلى الاحتلال الإسرائيلي عبر الأراضي الأردنية.
وطالبوا بموقف عربي رسمي أكثر فاعلية بما يوقف العدوان ويدخل المساعدات إلى الشعب الفلسطيني المحاصر، خصوصاً في الجزء الشمالي من القطاع والممتد منذ شهور.
وأكد المشاركون سلمية حراكهم الداعم لغزة والذي يستهدف الاحتلال وجرائمه فقط، مطالبين في الوقت ذاته بالإفراج عن جميع معتقلي الحراك بشكل فوري.
وأثنى المشاركون على صمود الأهل في قطاع غزة، رغم كلّ ما تعرّضوا له من قصف وإبادة وحرب تجويع.
من جهة أخرى، أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي اعتقال الأجهزة الأمنية السبت، رئيس الهيئة العليا للقطاع الشبابي معتز الهروط وأمين سر القطاع الشبابي في الحزب حمزة الشغنوبي.
وقال القطاع الشبابي في الحزب في بيان إن "الاعتقالات، لن تجدي نفعاً في وقف حركة الشباب الأردني الداعم للشعب الفلسطيني ومقاومته".
من جهة أخرى، قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية عامر السرطاوي إن قوة أمنيّة ألقت القبض على عدد من مثيري الشغب في منطقة البقعة بمحافظة البلقاء، في الجزء الغربي من الأردن، "إثر قيامهم بأعمال شغب وتخريب، وإشعال النيران وإلقاء الحجارة على المركبات بالطريق العام".
وتابع السرطاوي في بيان صحافي اليوم الأحد، أنه جرى ضبط الأشخاص للتحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية كافّة بحقهم.
وأضاف أن مديرية الأمن العام "ستتعامل بحزم ودون تهاون مع كل مَن يعتدي على أمن المجتمع ويستهدف التخريب والإضرار بالممتلكات والمقدّرات، وتعطيل حياة المواطنين والاعتداء على حقوقهم من خلال محاولة قطع الطريق".
وتابع أن "العمل جارٍ لمتابعة كل من يثبت تورّطه بالمشاركة والتحريض على إثارة الشغب والتخريب، وأنه سيصار إلى متابعتهم حتى القبض عليهم وتقديمهم ليد العدالة".
تونسيون يحيون يوم الأرض
في الأثناء، شارك تونسيون ومنظمات أمس السبت في مسيرة ليلية حاشدة إحياءً ليوم الأرض بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل وأحزاب ومنظمات، داعين الشعوب العربية لمواصلة دعم فلسطين ومزيد الحشد لفك الحصار عن قطاع غزة.
وقال القيادي في حزب المسار، جنيدي عبد الجواد في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "الشعب التونسي مع الشعب الفلسطيني ومع المقاومة من أجل استرداد الأرض، والحق يعلو ولا يعلى عليه، ويوم الأرض هو يوم نضال الشعب الفلسطيني من أجل البقاء على أرضه ومن أجل العيش بكرامة".
ولفت المتحدث ذاته إلى أن "هذا اليوم رمزي والمشاركة في الاحتفال به مساندة للشعب الفلسطيني، وللمساجين الفلسطينيين المعتقلين في سجون الاحتلال"، مبيناً أن "الدعم العربي يجب أن يكون أكثر كثافة".
وقال النقابي والناشط السياسي، النفطي حولة، إن "المعركة تجري على الأرض وعلى تحرير الأرض ومعركة طوفان الأقصى هي من أجل هذا"، موضحاً أن "الإصرار على استرداد الأرض يبدو اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، والمقاومة اختارت اللحظة التاريخية الفاصلة والسياق التاريخي الأنسب، وقامت بعمل استباقي قوي، واختارت التوقيت المناسب".
وأضاف المتحدث ذاته في تصريح له أن "المقاومة هي التي تقود المعركة في الميدان وكان لها السبق في الاشتباك والردع"، مشيراً إلى أن "معركة الأرض ستتواصل في أعلى درجاتها، والشعب الفلسطيني يجب أن يحيا على هذه التضحيات الجسام وعلى صموده، والمقاومة موحدة في الساحات وفي فلسطين والشعب الفلسطيني مصر على أنه متمسك بالأرض".
وقال المواطن رضا الشيخ إن "مسيرة اليوم حاشدة" في ذكرى يوم الأرض، معرباً عن أمله أن "يتواصل الحراك ويستمر النضال".
وأضاف أن "الكيان الصهيوني قام على القوة وعلى اغتصاب الأرض وتشريد العائلات"، مبيناً أن "الصهاينة مستوطنون والأرض ليست أرضهم والمكان ليس مكانهم".
المغرب: مسيرات ووقفات ليلية في ذكرى يوم الأرض
تظاهر آلاف المغاربة، ليل السبت، في عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في ذكرى يوم الأرض، مطالبين بإيقاف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وبإنهاء الحصار والتجويع لسكان القطاع.
ولم تقف الأجواء الماطرة التي عرفتها العديد من مناطق المغرب، حائلاً دون الخروج في وقفات ومسيرات للاحتجاج ضد جرائم التقتيل والتدمير والتجويع التي يقترفها جيش الاحتلال في غزة.
ومن المدن التي خرجت للاحتجاج تلبية لدعوة من "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" (غير حكومية): الدار البيضاء، وسلا، ومكناس، وتطوان، وتارودانت، وبني ملال، وأزرو، والجديدة، ووجدة، والناظور، ومراكش، وقلعة السراغنة، وبنجرير.
وطالب المشاركون في المسيرات والوقفات التي نظمت في سياق اليوم الوطني التضامني الـ16 بمناسبة يوم الأرض تحت شعار "التشبث بالمقاومة ضمان لتحرير الأرض"، بحماية المدنيين في غزة ومنع دولة الاحتلال من تهجير الفلسطينيين من القطاع، وبإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة الرباط.
وكانت الجبهة قد دعت إلى إحياء ذكرى يوم الأرض بتنظيم تظاهرات تضامنية من وقفات ومسيرات شعبية حاشدة في كل المناطق، كذلك دعت الأساتذة والطلبة والتلاميذ كافة في سائر المؤسسات التعليمية بقطاعي التربية الوطنية والتعليم العالي، إلى القيام بوقفات تضامنية، خلال الاستراحة الصباحية، وأنشطة تعريفية بالقضية الفلسطينية من خلال الأندية التربوية وغيرها.
وقال عضو "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، حسن بناجح، لـ"العربي الجديد "، إنه "في الوقت الذي بات أمراً معهوداً خروج الشعب المغربي للاحتجاج في مختلف جهات البلاد وبشكل شبه يومي وبكثافة، سواء على مستوى الحضور العددي أو على مستوى الامتداد الجغرافي منذ بداية حرب الإبادة في غزة، إلا أن خروجه الليلة كان له طابع خاص لاعتبارين: أولهما أنه يأتي في سياق إحياء ذكرى يوم الأرض الذي يخلده العالم تضامناً مع فلسطين، وإسناد غزة ورفض حرب الإبادة، واستنكار تواطؤ المجتمع الدولي وخذلان الموقف العربي الرسمي.
ويكمن ثاني اعتبار، وفق بناجح، في إقدام السلطات على التدخل ومنع تنظيم مسيرات في نقط متعددة من البلاد كما كان الحال في مدينة سلا القريبة من العاصمة المغربية الرباط، حيث كان يتوقع أن تعرف مسيرة كبرى، لكن مع ذلك أصرّ المتظاهرون على التجمهر ورفع شعارات تستنكر المنع وتدخل قوات الأمن وحصارها لكل جنبات الساحة التي كان من المبرمج أن تنطلق منها المسيرة.
وقال المتحدث ذاته إن المسيرات التي نظمت ليلة السبت بمدن الدار البيضاء ومكناس والوقفات في مدن أخرى، فضلاً عما عرفته ليلة أول من أمس الجمعة، من تظاهرات على طول البلاد، ليس بالأمر الغريب عن الشعب المغربي الذي يواصل دعمه للشعب الفلسطيني ورفضه للتطبيع.
ومنذ بدء معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشارك المغاربة بفعاليات تضامنية مع غزة بشكل شبه يومي، كان من أبرزها المسيرة المليونية التي نظمت في 15 من الشهر نفسه بالعاصمة الرباط.