استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل والتحركات**: بعد 76 يوماً، اجتاحت حماس المناطق المحاذية لقطاع غزة وبدأ حزب الله هجوماً في الشمال. الصحيفة أشارت إلى فشل الجيش والشاباك في تقديم تحذير دقيق، ونتنياهو نفى تلقيه تحذيراً بشأن حرب في غزة.
- **شهادة لبيد وتحذيراته**: زعيم المعارضة يائير لبيد حذر في سبتمبر 2023 من تدهور إقليمي ومواجهة عنيفة متعددة الجبهات، مشيراً إلى تراجع الردع الإسرائيلي بسبب "الانقلاب القضائي" والخلافات الداخلية.
بار حذر نتنياهو من اندلاع حرب في شهر يوليو/ تموز 2023
التحذير جاء بينما كانت إسرائيل منشغلة بخلافاتها حول تقويض القضاء
ديوان نتنياهو: رئيس الحكومة لم يتلقَ تحذيراً قبل 7 أكتوبر
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الجمعة، عن تحذير رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في شهر يوليو/ تموز 2023، من إمكانية اندلاع حرب، فيما كانت إسرائيل منشغلة بخلافاتها حول التعديلات التي تقودها الحكومة لتقويض الجهاز القضائي. وتظهر التفاصيل أنه في اليوم السابق لتصويت الكنيست الإسرائيلي في 24 يوليو 2023 على قانون إلغاء "حجة المعقولية"، بهدف حرمان المحكمة العليا من إمكانيات التدخّل في قرارات الوزراء، حتى لو كانت غير منطقية وغير واقعية وتشتمل على تضارب مصالح ومفاسد، طلب بار التحدّث إلى نتنياهو وتم قبول طلبه. وبدأ رئيس "الشاباك" حديثه مع نتنياهو على النحو التالي: "أنا أنقل إليك هنا اليوم تحذيراً من الحرب. لا أستطيع إعطاء يوم ووقت محددين. ولكن هذا هو التحذير".
وكان موقف بار واضحاً، بحسب الصحيفة، وهو أن "أعداءنا يرون ضعفاً"، وأنه من الضروري أن تبث إسرائيل للمنطقة إجماعاً وطنياً واسعاً لمنع احتمال نشوب حرب. وبار ليس مسؤولاً عن حزب الله اللبناني، وإنما عن الشأن الفلسطيني بصفته رئيساً للشاباك، فيما تمثّلت المخاوف الرئيسية في المؤسسة الأمنية في تلك الفترة في سيناريوهين أساسين؛ وفقاً للصحيفة: "حزب الله يحرك حرباً في الشمال وتنضم الضفة الغربية، أو العكس، بحيث تنفجر الضفة في انتفاضة ثالثة، وتنضم الجبهات الأخرى، لكن لا يهم، فقد قال بار تحذيراً من حرب، وليس من اجتياح، أو عملية، وكذلك ليس من انتفاضة".
وحصل بار على موافقة ومباركة نتنياهو للقاء زعيم المعارضة يائير لبيد، وأخبره بالأمر ذاته: "أنا أعطيك اليوم تحذيراً من الحرب. ولن نعرف اليوم والساعة التي ستنشب فيها". وسأل لبيد بار: "هل قلت ذلك لرئيس الوزراء؟"، ليؤكد الأخير أنه فعل. وبعد مرور 76 يوماً على التحذير المذكور، اجتاحت حركة حماس المناطق المحاذية لقطاع غزة المحاصر، وبعد ذلك بيوم واحد، بدأ حزب الله هجوماً في الشمال.
ولفتت الصحيفة إلى أن "هذه الأمور لا تقلل من المسؤولية عن فشل الجيش الإسرائيلي والشاباك، إذ يُفترض أن يقدما تحذيراً دقيقاً بشأن الحرب (أو عملية فلسطينية واسعة النطاق)، كما يتوجّب أن يكونا مستعدين لها، لكنهما فشلا فشلاً ذريعاً. وفي الوقت نفسه، في دور الدولة، تقع المسؤولية النهائية على عاتق القائد والحكومة. ومنذ اللحظة التي تم فيها نطق عبارة (تحذير من الحرب)، هناك سلسلة من الإجراءات التي يجب عليهما القيام بها".
نتنياهو يرد
وذكرت الصحيفة أن "رئيس الوزراء نتنياهو يمكنه التظاهر بأنه ليس هناك فشل من جانبه، وأنه لا توجد أسئلة يحتاج إلى إجابة عنها. لكن مسؤوليته لن تتلاشى أو تختفي. هي هناك إلى الأبد". وعلّق ديوان رئيس الوزراء بالقول إن "رئيس الحكومة نتنياهو لم يتلقَ تحذيراً بشأن حرب في غزة - ليس في التاريخ المذكور في التقرير الصحافي ولا حتى قبل (الساعة) 06:29 في السابع من أكتوبر. بل على العكس من ذلك، ذكر المسؤولون الأمنيون جميعهم بوضوح، كما يظهر في محاضر المناقشات حتى عشية الحرب، أن حماس مرتدعة وتسعى جاهدة للتوصل إلى تسوية. إضافة إلى ذلك، قبل أيام قليلة من السابع من أكتوبر، قدّر الشاباك أنه من المتوقع استمرار الاستقرار في قطاع غزة لفترة طويلة".
لبيد يدلي بشهادته
في سياق متصل، أدلى زعيم المعارضة يائير لبيد بشهادته أمام "لجنة التحقيق المدنية"، أمس الخميس، وأوضح لبيد فيها سبب إدلائه بتصريحات لوسائل الإعلام في أواخر سبتمبر/ أيلول 2023، قبل فترة وجيزة من عملية "حماس"، حذّر فيها من تدهور إقليمي. وقال لبيد في الإحاطة الصحافية وقتها: "أنا مضطر لتحذير مواطني إسرائيل. نحن نقترب بشكل خطير من مواجهة عنيفة متعددة الجبهات. نصحني فريقي الإعلامي بالتخلي عن المؤتمر الصحافي، وأنا قلت إن هذا تحذير أريد توجيهه، أنه لا يوجد إصغاء إزاء وجود تهديد أمني خطير وفوري. أخبرتهم (أعضاء الفريق الإعلامي) بأنهم غير مطّلعين على المعلومات الاستخباراتية التي أراها، ومن واجبي أن أحذر الجمهور من خطر واضح وفوري".
وتحدّث لبيد في شهادته عن سلسلة من الإحاطات التي تلقّاها، إحداها كانت لدى وجوده مع نتنياهو، وقدّمها السكرتير العسكري لرئيس الحكومة، الجنرال آفي غيل. وحذّرت كلّ الإحاطات من تدهور إقليمي وتأزم وضع إسرائيل على مختلف الجبهات، ومن أن إسرائيل لا تملك أي ردع، أو أن ردعها تراجع كثيراً، في مواجهة "حماس" وحزب الله. وكانت خلفية ذلك، بحسب شهادة لبيد، "الانقلاب القضائي"، وشعور أعداء إسرائيل أن المجتمع الإسرائيلي يتمزق نتيجة مبادرات وزير القضاء ياريف ليفين (عرّاب التعديلات القضائية) المشتركة مع نتنياهو، وأن إسرائيل أصبحت أضعف.