- يديعوت أحرونوت تشير إلى تناقضات بين الرسائل الحكومية والواقع، مع تأكيد أن مقترح حماس قريب من الإسرائيلي وأن العملية العسكرية في رفح لا تتعلق بالصفقة.
- نتنياهو يحاول عرقلة الصفقة بمقترحات لعمليات عسكرية، وسط رفض وزاري وضغوط أميركية، مما يعقد مسار المفاوضات ويعرض الصفقة للخطر.
مقترح حماس ليس بعيداً عن المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل
العملية العسكرية في رفح لا علاقة لها بالصفقة
سمع المسؤولون بإسرائيل عن رد حماس من وسائل الإعلام
ذكرت تقارير عبرية، اليوم الأربعاء، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كان قد أخفى مقترح حماس وردّها المفاجئ بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، عن الوزراء في مجلس إدارة الحرب (كابينت الحرب) الذين علموا بهما عبر وسائل الإعلام، وبعد أن كان نتنياهو قد بدأ صياغة موقفه منه والتصرّف حياله، مشيرة إلى أنّ مقترح حماس ليس بعيداً عن المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة يديعوت أحرنوت، اليوم الأربعاء، إلى وجود "تأكيدين يتناقضان مع الرسائل التي تلقّاها الإسرائيليون في اليومين الماضيين من الحكومة؛ أولهما أنّ صفقة المحتجزين التي اقترحتها حماس ليست بعيدة عن المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل. هناك فجوات، لكنها ليست الشيء الأساسي.. وهناك صفقة، ملموسة ومفصّلة وواضحة". واعتبرت أن ما تريده الحركة بات واضحاً، ولكن السؤال الأبرز بات حول ما يريده نتنياهو. أما الأمر الثاني الذي أشارت فهو أنّ العملية العسكرية في رفح لا علاقة لها بالصفقة، مستنداً إلى أنّ هذه العملية لم تليّن مقترح حماس ولم توقف المفاوضات.
ووصلت وثيقة مكتوبة إلى صناع القرار الإسرائيليين، أمس الثلاثاء، تتناول ادّعاء نتنياهو بأنّ مقترح حماس يغلق الباب أمام المفاوضات، لكن التنصّل من الصفقة سيكون صعباً، بحسب الصحيفة، رغم أنّ "الاتفاق الذي تقترحه حماس صعب على إسرائيل، ويلزمها بوقف القتال... وعلى الرغم أيضاً من أن هذا لا يحدث فعلياً إلا في المرحلة الثانية، إلا أنّ الالتزام يشمل الحزمة بأكملها، وهو يتناقض بوضوح مع ما وعد به نتنياهو ناخبيه منذ بداية الحرب"، وفق "يديعوت أحرونوت".
وبحسب ما ورد في الصحيفة العبرية، فإنّ مقترح حماس بشأن الصفقة لا يشمل التزام الحركة بإطلاق سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً في غزة في المرحلة الأولى "الإنسانية"، كما ترفض حماس منح إسرائيل "فيتو" على أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطلب الإفراج عنهم.
كما أن "الانتقال من المرحلة (ب) التي سيتم فيها إطلاق سراح جميع المختطفين الأحياء والتزام إسرائيل بوقف القتال والانسحاب من القطاع بأكمله إلى المرحلة (ج) التي سيتم فيها إعادة الجثامين، يثير تساؤلات ويتطلب توضيحاً"، بحسب الصحيفة.
نتنياهو أخفى أيضاً الرد على مقترح حماس
وفي تقرير آخر، قالت "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، إنّ مسؤولين في مجلس إدارة الحرب الإسرائيلي (كابينت الحرب) يتهمون نتنياهو بتلقيهم ردّ حماس الذي كان قد وصل إلى جهاز الاستخبارات (الموساد)، في وقت متأخر نسبياً، وعلموا بموقف إسرائيل منه من خلال وسائل الإعلام.
ووصفت الصحيفة المشاكل الداخلية في أوساط القيادة الإسرائيلية بأنها "حادة للغاية"، وكذلك الكلمات المستخدمة بينهم، مشيرة إلى أنّ مصادر إسرائيلية مشاركة في المفاوضات، تتهم نتنياهو بمواصلة استغلال وسائل الإعلام لبث رسائل هجومية واستخدام المعلومات الحساسة "لأنه غير مهتم بالتوصل إلى صفقة، وهذا لا يتعارض، مع حقيقة أنّ (رئيس حركة حماس في غزة) يحيى السنوار، غير مهتم أيضاً بالتوصل إلى صفقة"، وفق ما تزعم الصحيفة نقلاً عن مسؤول لم تسمّه.
وأوضح المسؤول للصحيفة، بأنّ المثال الأخير، الذي أحدث اضطراباً كبيراً لدى القيادة السياسية في إسرائيل، كان ردّ حماس. وأبلغ رئيس الموساد ديفيد برنيع، السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وفريق التفاوض، الذي يضم رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، واللواء نيتسان ألون، المسؤول من قبل الجيش عن ملف المحتجزين والمفقودين، بذلك.
وفي الوقت الذي أعلنت فيه حركة حماس على الملأ موافقتها على الصفقة، وشهدت مدينة رفح جنوبي قطاع غزة احتفالات في شوارعها، وانتشر الخبر على نطاق واسع في وسائل الإعلام، فإنّ وزراء "كابينت الحرب" وبينهم وزير الأمن يوآف غالانت، لم يكونوا قد حصلوا على ردّ حماس.
ووفق "يديعوت أحرنوت"، فقد سمع المسؤولون الإسرائيليون بالرد، وبتصريحات إسرائيلية تشكك في موقف حماس، وتتحدث عن "خدعة" وأخرى عن "ألاعيب"، من خلال وسائل الإعلام. وفي حين لم يستوعبوا الحاصل، كان نتنياهو يمسك بالجواب، وبالتحليل الذي حصل عليه من جهاز الموساد، كما بدأ بإملاء الخط الذي سينتهجه في وسائل الإعلام.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الائتلاف الحاكم، لم تسمّه، قوله "هذا نهجه الثابت"، في إشارة إلى نتنياهو، متهماً إياه بأنه "يستغل مراراً وتكراراً الإمكانية العالية لوصوله إلى المواد، وأحياناً المعلومات الاستخبارية، لتوظيفها في اللعبة السياسية ضد الصفقة". وأوضح المسؤول أنّ "السبب وراء ذلك بسيط، فالمقترح الأصلي الذي قدّمته إسرائيل، والذي لم تتبنه حماس، كان أيضاً سيئاً له (أي بالنسبة لنتنياهو) من الناحية السياسية، بحيث إن الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش قد يستقيلان إذا قبلت حماس به. فيما أن الوزير بني غانتس، سيترك الحكومة بعد ستة أسابيع من الهدوء وعودة المحتجزين".
نتنياهو يواصل محاولاته لعرقلة الصفقة
في سياق متصل، كشفت صحيفة هآرتس، اليوم الأربعاء، أنّ نتنياهو اقترح خلال مناقشات "كابينت الحرب"، يوم الخميس الماضي، البدء بالعملية العسكرية في رفح في أسرع وقت ممكن، واتخاذ خطوات تحضيرية استعداداً لها في المدينة. وجاء ذلك في وقت قدّر فيه مسؤولون إسرائيليون أنّ حماس تقترب من الموافقة على إطلاق سراح المحتجزين ووقف لإطلاق النار، وأن مثل هذا القرار من شأنه إفشال الصفقة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير مطّلع على التفاصيل، لم تسمّه، أن جميع الحاضرين في الجلسة، بمن في ذلك وزراء "كابينت الحرب" والجهات المهنية، عارضوا اقتراح نتنياهو وتم رفضه. وعندما سُئل كل واحد من المشاركين في الجلسة عن رأيه، أوضح البعض أنّ مثل هذا الإجراء سيؤدي إلى توقّف المفاوضات مع حماس، وقال آخرون إنّ مثل هذا القرار لا ينبغي اتخاذه دون وجود خطة مستقبلية لقطاع غزة، فيما رفض البعض المقترح بسبب الضغوط الأميركية.
وذكرت الصحيفة، أنّ مقترح نتنياهو يخلق شكوكاً إزاء صدق ادعاءات مكتبه، بأنه (نتنياهو) لا يضع عراقيل أمام التوصل إلى صفقة، بسبب مصالحه السياسية. وقال مسؤول شارك في الجلسة، لم تسمّه الصحيفة، إنّ نتنياهو طلب إضافة مراحل للمفاوضات، يتطلب استكمالها موافقة المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، وإلزام الفريق المفاوض، بوقف المفاوضات من أجل الحصول على الموافقة، الأمر الذي كان سيؤخر الاتصالات، ولكن طلبه هذا رُفض أيضاً.