يأس مصري من حكومة نتنياهو... وتواصل مع عسكر إسرائيل

11 فبراير 2023
تواصل رئيس الأركان المصري مع هاليفي (Getty)
+ الخط -

يعمل المسؤولون عن ملف فلسطين في أجهزة مصرية على تدارك المأزق الذي تمر به الوساطة التي يقوم بها جهاز المخابرات العامة المصري، المتمثل في التصعيد من جانب حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، وإصرارها على التعنت وعدم تقديم تسهيلات من شأنها نزع فتيل الأزمة.

في هذا الإطار، علمت "العربي الجديد" أن المسؤولين في مصر عملوا، خلال اللقاء الذي جمع رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل بوفد "حماس" الذي يزور القاهرة برئاسة إسماعيل هنية، على إغراء الحركة بتسهيلات مصرية بشأن الأوضاع المعيشية والإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وتقديم مزيد من التسهيلات بشأن حركة التجارة ومرور المواطنين عبر معبر رفح الحدودي، أملا في ثني الحركة، بصفتها المسؤولة عن إدارة القطاع، عن التصعيد المضاد ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والتي كانت أحدث حلقاتها اقتحام أريحا، واعتقال أحد قيادات الحركة البارزين في الضفة وقتل 5 من مقاتلي كتائب "عز الدين القسام"، الذراع العسكرية للحركة.

تسعى القاهرة بشكل عاجل لتحقيق تقدم على مستوى ملف الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية

وبحسب المعلومات التي توصلت إليها "العربي الجديد"، فإن المسعى المصري يأتي في محاولة لكسب مزيد من الوقت إلى حين توصل الإدارة الأميركية إلى نوع من التفاهمات مع حكومة الاحتلال، حيث طالبتها مصر بممارسة ضغوط على حكومة نتنياهو من أجل منع اندلاع مواجهة جديدة، في ظل الإجراءات التصعيدية في الضفة الغربية والقدس.

محاولة إقناع "حماس" بعدم التصعيد

وطبقاً للمعلومات أيضاً، فإن المسؤولين المصريين سعوا خلال اللقاء إلى إقناع "حماس" بأن الذهاب إلى مواجهة عسكرية جديدة من شأنه أن يدمر كافة التفاهمات التي تم التوصل إليها في فترات سابقة، خصوصاً أن "الحكومة الإسرائيلية باتت خارج نطاق السيطرة"، على حد تعبير مصادر أفادت بأن هناك أزمة في العلاقة بين القاهرة ونتنياهو في الوقت الراهن، على وقع التعنت الإسرائيلي، الذي يهدد بضياع الجهود المصرية في التوصل إلى إيقاف المزيد من التصعيد، وتأزيم الموقف.

وعملت القاهرة، خلال الفترة القليلة الماضية، على تجهيز تصور بمجموعة من التحركات على صعيد الوضع في قطاع غزة سيجرى الإعلان عنه خلال الأيام المقبلة، بحيث يكون بمثابة تهدئة تدعم موقف "حماس"، والتي ترى دوائر مصرية أنه يمكن أن يقع على عاتقها أيضا ضبط موقف حركة "الجهاد الإسلامي".

وفي هذا الصدد، تسعى القاهرة، بشكل عاجل، إلى تحقيق تقدم على مستوى ملف الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث يعتبر المسؤولون المصريون أنه ربما تكون في هذا المسعى، إذا نجح، بداية لتهدئة غضب فصائل المقاومة الفلسطينية وأجنحتها المسلحة.

تواصل مصري مع عسكر إسرائيل

ولجأت السلطات في مصر، المعنية بملف الوساطة، إلى التواصل مع المستوى العسكري في تل أبيب، في ظل فشل كافة المحاولات مع المستويين السياسي والأمني. وجرى في هذا السياق تواصل على مستوى رئيسي الأركان، المصري أسامة عسكر والإسرائيلي هرتسي هاليفي، حيث أكد المسؤول العسكري المصري خطورة الموقف في ظل التقاطعات الإقليمية، التي تنذر بمواجهة عسكرية مفتوحة على أكثر من جهة، في حال لم يُسيطر على الموقف ويُضغط على حكومة الاحتلال من أجل وقف التصعيد بحق الفلسطينيين.

دعا رئيس الأركان المصري نظيره الإسرائيلي للضغط على حكومة الاحتلال لوقف التصعيد بحق الفلسطينيين

وأشارت مصادر، تحدثت لـ"العربي الجديد"، إلى أن المطلب المصري جاء خلال اجتماع رفيع المستوى، ضم رؤساء الأركان في دول منتدى النقب بحضور قائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا، في البحرين، "لبحث تطورات الأوضاع الإقليمية، والأمن الإقليمي".

وأكد رئيس الأركان المصري، خلال الاجتماع، خطورة المشهد في الأراضي المحتلة، واعتبره بمثابة الشرارة التي من شأنها أن تؤدي إلى انفجار يخشاه الجميع في المنطقة.

والتقى وفد من قيادات "حماس" برئاسة إسماعيل هنية برئيس جهاز المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل، في العاصمة المصرية القاهرة، مساء الخميس الماضي، ودار نقاش معمق حول التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، بحسب بيان للحركة.

وضمّ الوفد كلا من نائب رئيس الحركة صالح العاروري، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية خليل الحية، وعضو المكتب السياسي للحركة روحي مشتهى.

استعراض المخاطر والتحديات

وذكر بيان صادر عن الحركة أن "وفد حماس استعرض المخاطر والتحديات الجارية في ظل أوضاع حكومة الاحتلال الحالية، وكيفية مواجهتها بهدف حماية الشعب الفلسطيني، ورؤية الحركة بشأن التعامل مع هذه المستجدات، وسبل تعزيز صمود الفلسطينيين ونضالهم المشروع".

وبحسب البيان، عبر الوفد عن تقديره واعتزازه بالدور المصري الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وجهود القاهرة المتواصلة لاستعادة الشعب الفلسطيني وحدته، مشدداً على ضرورة تعزيز العمل المشترك والدور المصري في قيادة العمل العربي لصالح الأمة وقضاياها وهمومها.

وبحث الوفد أيضاً تطوير التعاون المستمر مع مصر، والتنسيق المشترك وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه ومقدساته، مشيراً إلى معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية، وضرورة مواجهة الإجراءات المتصاعدة بحقهم وما يتعرضون له من سياسات جديدة، بحسب البيان. ووضع الوفد القيادة المصرية في صورة الأوضاع الجارية في قطاع غزة، ونتائج الحصار على القطاع وسبل تخفيفه وإنهائه.

المساهمون