"وول ستريت جورنال": مسؤولون في إدارة ترامب لم يبلغوا عن المناطيد الصينية

17 فبراير 2023
لم يبلغ مسؤولو البنتاغون عن تلك الحوادث لجهلهم بطبيعتها (Getty)
+ الخط -

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلًا عن مسؤولين أميركيين سابقين، أن دائرة صغيرة من مسؤولي الاستخبارات في البنتاغون خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، رصدت سلسلة من الأجسام الغامضة في الأجواء الأميركية، والتي يشتبه الآن في أنها مناطيد، غير أنها لم تبلغ عنها البيت الأبيض بالنظر إلى أنها لم تستوضح ماهيتها.
وبعد إسقاط الولايات المتّحدة المنطاد الصيني فوق سواحل نورث كارولينا في وقت سابق هذا الشهر، والذي تبعه إسقاط 3 "أجسام طائرة غير معرّفة" بالاشتراك مع كندا، أقرّت واشنطن بأن هذه الاختراقات كانت تحدث في السابق، وبأنه ربّما لم يتم اكتشافها من قبل.

اختبار أنظمة التشويش

وبحسب كشف "وول ستريت جورنال"، يظهر الآن أن بعض مسؤولي الاستخبارات في البنتاغون كانوا على دراية بالحوادث وأبدوا شكوكًا بأنها مرتبطة بالصين، معتقدين أن بكين كانت تستخدمها لاختبار أنظمة التشويش على الرادار فوق مواقع عسكرية أميركية حساسة. 
وتقول مراسلة الصحيفة للشؤون الأمنية، فيفيان سلامة، إن البيانات التي جُمعت في عهد الإدارة السابقة اقتصرت على التقييم الأساسي، وظلّت المعلومات محصورة ضمن دائرة ضيقة من مسؤولي البنتاغون، وبالتالي لم تتم مشاركتها على نطاق أوسع داخل الحكومة في ذلك الوقت.
وقال المسؤولون السابقون إن محللي استخبارات البنتاغون توصلوا إلى تقييمهم بشأن الأجسام الطائرة في صيف 2020، أي في أواخر ولاية ترامب.
لكن أحد المسؤولين المطلعين على القضية قال للصحيفة إن التقييم "لم يكن حاسمًا أبدًا" في استنتاج أن الأجسام كانت مرتبطة بأنظمة المراقبة والتجسس الصينية.
وتنفي بكين أن تكون مناطيدها مصممة للرقابة والتجسس، وتقول إن استخداماتها محصورة بالأغراض العلمية والبيئية. في المقابل، قال الرئيس جو بايدن، يوم الخميس، إن الأجسام الثلاثة الأخرى غير المعرّفة "كانت مرتبطة على الأرجح بشركات خاصة أو بالترفيه أو البحث العلمي، وتم إسقاطها كإجراء احترازي".

قواعد البحرية الأميركية في عين الهدف

وبحسب الصحيفة، فقد كانت المناطيد المكتشفة خلال عهد ترامب أصغر حجمًا، كما طارت على ارتفاع أقل بكثير ولمدة أقصر بكثير من المنطاد الذي أسقط في 4 فبراير/ شباط الحالي. 
ورُصدت تلك المناطيد فوق مواقع تابعة لقوات البحرية الأميركية في كورونادو بولاية كاليفورنيا، ونورفولك في فيرجينيا، وفي جزيرة غوام العسكرية بالمحيط الهادئ. وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أنه على عكس البالون الصيني الذي أُسقط قبالة الساحل الشرقي، فإن هذه الأجسام الجوية المجهولة لم تنتقل عبر البلاد.

منطاد غير مسبوق

قال مسؤولو إدارة بايدن هذا الشهر إن ثلاثة أجسام على الأقل خلال عهد ترامب، وواحد آخر سابق خلال رئاسة بايدن، لم يتم اكتشافها إلا بعد مغادرة المجال الجوي الأميركي. في المقابل، يقول وزير الدفاع الأميركي في الربع الأخير من ولاية ترامب، مارك إسبر، إنه لا يتذكر أنه أُطلع على المناطيد الصينية أو أي شيء متعلق بهذه الحوادث.
ويوم الأربعاء، أطلع مكتب مدير المخابرات الوطنية مسؤولي إدارة ترامب على برنامج المنطاد الصيني، بمن فيهم مستشارا الأمن القومي السابقان روبرت أوبراين وجون بولتون، والنائب السابق لمستشار الأمن القومي مات بوتينجر، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والمدير السابق للاستخبارات الوطنية جون راتكليف. قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن إدارة بايدن تعمل على جدولة جلسات إحاطة مع العديد من المسؤولين السابقين الآخرين أيضاً.
وقال أوبراين، الذي كان من بين أولئك الذين لم يكونوا على دراية بالحوادث سابقاً، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن المنطاد الذي سقط في المحيط الأطلسي في 4 فبراير/ شباط كان غير مسبوق. وقال إن أحد أهم الاستنتاجات من الإحاطة التي حصل عليها هي مدى اختلاف طبيعة هذه المناطيد الحديثة عن الأشياء التي تعود إلى عهد ترامب.

مناطيد من الكاريبي أو أميركا اللاتينية

وتثير تلك الحوادث تساؤلات حول كيفية وصول هذه المناطيد الصينية المشتبه فيها إلى الولايات المتحدة، لا سيما تلك التي تم اكتشافها على الساحل الشرقي.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أميركيين أن محللي المخابرات طوروا فرضية مفادها أن الصين قد تطلقها من منطقة البحر الكاريبي أو أجزاء من أميركا اللاتينية، حيث تنامى نفوذ بكين في السنوات الأخيرة. رغم ذلك، فإن مصالح الأمن في واشنطن لم تتوصل إلى استنتاجات نهائية.

ظواهر مجهولة من عهد أوباما

وفي العام الماضي، بناءً على طلب من الكونغرس، أنشأ البنتاغون مكتباً سرياً لـ"حل الظواهر الشاذة في جميع المجالات"، بعدما بلغ طيارو البحرية الأميركية عن رصد أجسام غامضة في المجال الجوي السيادي، وأحياناً بشكل يومي على امتداد أشهر.
وبحسب الصحيفة، فمن غير الواضح ما إذا كانت تلك المشاهدات، التي تعود إلى فترة رئاسة باراك أوباما، مختلفة عن تلك التي كان يحقق فيها مسؤولو المخابرات في ظل الإدارات الحالية أو السابقة.