نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم، إن روسيا تخطط لشراء صواريخ باليستية قصيرة المدى من إيران، وهو ما قد يوفر دفعة مهمة لروسيا في الحرب التي تشنها في أوكرانيا، في وقت تبحث فيه عن التغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية.
وبحسب ما تنقل الصحيفة عن أحد المسؤولين الأميركيين قوله، فإن "الولايات المتحدة تشعر بالقلق من التقدم النشط في المفاوضات الروسية الهادفة للحصول على صواريخ باليستية من إيران"، مشيرًا إلى أن روسيا تعتزم كذلك شراء أنظمة صاروخية من إيران.
وفيما قالت إن المسؤولين الأميركيين لا يعتقدون بأن الصفقة قد اكتملت، أكدت احتمالية تسلم روسيا للصواريخ ربيع هذا العام في حال إتمام الصفقة.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تراجع الدعم في الكونغرس الأميركي لاستمرار المساعدة العسكرية لأوكرانيا، وعدم إقرار المشرعين حتى الآن مشروع قانون من شأنه توفير تمويل إضافي لأوكرانيا.
وتؤكد "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن ذات المسؤولين، أن رغبة موسكو في الحصول على صواريخ إيرانية كانت واضحة في منتصف ديسمبر/كانون الأول عندما زار وفد روسي منطقة تدريب إيرانية للاطلاع على الصواريخ الباليستية ومعدات أخرى عرضتها القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك صواريخ "أبابيل" قصيرة المدى.
وجاءت زيارة الوفد الروسي التي لم يتم الكشف عنها سابقًا، في أعقاب زيارة قام بها وزير الدفاع سيرغي شويغو إلى مقر القوة الجوفضائية في إيران. وبحسب ما قال المسؤولون الأميركيون للصحيفة، فإن شويغو اطلع خلالها على عرض لأنظمة الصواريخ بما فيها "أبابيل"، كما التقى برئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري.
كما أكد ذات المسؤولين أن موسكو وطهران تقومان أيضًا ببناء مصنع جديد في روسيا يمكنه إنتاج آلاف الطائرات بدون طيار، وتزويدها للجيش الروسي في حربه بأوكرانيا.
وفي ظل حرب الاستنزاف والعقوبات الدولية المفروضة على روسيا بفعل الحرب، لجأت روسيا كذلك إلى كوريا الشمالية للتزود بالأسلحة. وفي هذا السياق تؤكد الصحيفة نقلا عن مسؤولين مطلعين على الصفقة قولهم، إن بيونغ يانغ بدأت في شحن مجموعة من الأسلحة إلى روسيا في الأسابيع الماضية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، ومخزونات مدفعية أخرى.
وعن حاجة روسيا إلى الصواريخ الباليستية يقول مدير مشروع التهديدات الحرجة في معهد "أميريكان إنتربرايز" في واشنطن، فريدريك كاجان، إن روسيا تبحث عن أساليب للتغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية، مشيرًا إلى أن امتلاك روسيا حاجتها من الصواريخ البالستية هو جزء مهم للغاية في سبيل ذلك.
وتتخوف الولايات المتحدة من أن يعزز التعاون الروسي الإيراني القدرات العسكرية الإيرانية في الشرق الأوسط، وقد يوفر إيرادات لدعم اقتصادها الذي تضرر بسبب العقوبات الغربية، كما تقول الصحيفة.
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى قرارًا بعد الاتفاق النووي عام 2015 يحظر على طهران تصدير أو استيراد بعض أنواع الصواريخ والطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى التكنولوجيا العسكرية التي يمكن استخدامها لإنتاج وتشغيل الصواريخ، إلا أن القرار انتهى رسميًا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ومع انتهاء الحظر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات تهدف إلى الحد من تجارة الصواريخ الإيرانية وأصدرت بيانا مع 47 دولة أخرى تعهدت فيه بمنع بيع إيران للصواريخ الباليستية والتكنولوجيا ذات الصلة.