"وول ستريت جورنال": دبلوماسيون غربيون وعرب يشككون بوجود مؤامرة في الأردن

05 ابريل 2021
شكك الدبلوماسيون في الرواية الحكومية التي أعلنها الصفدي (فرانس برس)
+ الخط -

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن عدداً من الدبلوماسيين الغربيين والعرب شككوا في اتهامات الحكومة الأردنية بحق الأمير حمزة بن الحسين، وقللوا من شأن ما وصفوه بـ"شائعات" عن محاولة الإطاحة بالملك عبد الله الثاني.

ونقلت الصحيفة، الأحد، عن الدبلوماسيين، الذين لم تسمهم، قولهم إنه لا يوجد أدلة على تورط أي شخص في الجيش الأردني في المؤامرة المزعومة، كما نقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين الغربيين قوله إن التوترات كانت تتفاقم في الديوان الملكي منذ فترة، مستبعداً أن يكون اعتقال الأمير حمزة رداً على أي تهديد وشيك.

واعتبر الدبلوماسي الغربي أيضًا أن الحكومة الأردنية تعتمد على صورتها كـ"درع متين" ضد الاضطراب في المنطقة بهدف كسب دعم بعض الحلفاء مثل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وقال الدبلوماسي إن الاعتقالات قد تكون جزءا من محاولة لتصوير أن هناك تهديدا من أجل إبقاء البلد في دائرة الضوء.

ولفتت الصحيفة إلى إن التطبيع الذي جرى مؤخراً بين إسرائيل والإمارات وبعض الدول العربية الأخرى أضعف من أهمية الأردن، التي ظلت لفترة طويلة تلعب دوراً أساسيا كحلقة وصل بين إسرائيل وبقية دول الشرق الأوسط، حسب الصحيفة.  

"شرخ لا حاجة له"

بدوره، يرى الباحث الاستراتيجي الأردني، عامر السبايلة، في حديث  لـ"العربي الجديد"، أن "ما حدث يوم السبت يجب أن ينظر إليه من خلال جزئيتين؛ فالاستقرار المباشر على الأرض لا تغير فيه، والموضوع أقل من عادي، لكن ما حدث أحدث شرخاً لا حاجة له، ولم يعتده الأردنيون".

ومضى قائلا "يوم السبت، كان هناك حدثان، فلأول مرة في تاريخ الدولة يصدر بيان بطريقة مقتضبة يثير الشكوك ويفتح باب التساؤلات والتحليل والمتعلق بباسم عوض الله رئيس الديوان الملكي السابق، وهو الشخص الذي كان موضع خلاف قبل 10 سنوات"، مضيفا أن ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" بعد البيان "أحدث بلبلة في المعلومات بعد ظهور قصة مختلفة من مكان آخر، وتلا ذلك بيان من الجيش وهو بيان نادر لأول مرة يوجه للأردنيين".

وبحسب السبايلة فإنه "سياسيا كان من الأفضل تجنب ما حدث كونه يساهم في خلق شرخ في استقرار المؤسسات، فهذه البلاد لم تشهد منافسات داخلية، وكان دائما العنوان هو الاستقرار"، مشددا بالقول "لن يحدث شيء على الأرض لكن دائما يجب أن تكون الأوضاع أكثر تماسكا".

وأضاف "قوة الأردن في فكرة وحدته، في الأردن هناك اتفاق على النظام، والخلاف هو على تلبية المطالب الإصلاحية السياسية والاقتصادية، وما حدث يجب تجاوزه بشكل ممنهج من قبل الحكومة والسلطات".

وكان نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي، قد كشف الأحد، عن تفاصيل الاعتقالات التي طاولت السبت شخصيات بارزة، إثر الحديث عن محاولة انقلاب فاشلة.

وقال الصفدي، خلال مؤتمر صحافي، إن الأجهزة الأمنية تابعت عبر تحقيقات شمولية مشتركة حثيثة، قامت بها القوات المسلحة الأردنية ودائرة المخابرات العامة ومديرية الأمن العام على مدى فترة طويلة، نشاطات وتحركات لولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين، ومسؤولين آخرين، تستهدف أمن الوطن واستقراره.

وأضاف أن التحقيقات رصدت تدخلات واتصالات شملت اتصالات مع جهات خارجية حول التوقيت الأنسب للبدء بخطوات لزعزعة أمن الأردن، كاشفاً أن الأجهزة الأمنية، في ضوء هذه التحقيقات، رفعت توصية إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بإحالة هذه النشاطات والقائمين عليها إلى محكمة أمن الدولة لإجراء المقتضى القانوني، بعد أن بيّنت التحقيقات الأولية أن هذه النشاطات والتحركات وصلت إلى مرحلة تمسّ بشكل مباشر أمن الوطن واستقراره.

وقال إن التحقيقات أفادت بتورط رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله في مخطط خارجي، كاشفاً أن التحقيقات أثبتت وجود تواصل بين الأمير حمزة وعوض الله.

وأشار الصفدي إلى أن الملك عبد الله ارتأى الحديث مع الأمير حمزة لثنيه عن هذه النشاطات التي تشكل خروجاً عن تقاليد الأردنيين والأسرة الهاشمية، مؤكداً أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات لحماية الأردن، وأنه يتم التعامل مع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية.

وأوضح أنه، بالأمس، التقى رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي بالأمير حمزة، إلا أنه لم يتجاوب مع الطلب، لافتاً إلى أن التحقيقات الأولية كشفت وجود تواصل بين أشخاص محيطين بالأمير حمزة والمعارضة الخارجية لتشويه الحقائق.

وتوصلت التحقيقات، وفق الصفدي، إلى وجود ارتباطات بين عوض الله والمعارضة الخارجية لزعزعة الاستقرار بالأردن، لإضعاف موقف الأردن الثابت من قضايا رئيسية، مضيفاً "توازى ذلك مع نشاطات مكثفة للأمير حمزة خلال الفترة الماضية للتواصل مع شخصيات مجتمعية، بهدف تحريضهم ودفعهم للتحرك في نشاطات من شأنها المساس بالأمن الوطني".

وبحسب ما كشف عنه الصفدي، أفادت التحقيقات الأولية أيضاً بأن الأمير حمزة كان على تنسيق وتواصل مع رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله للتوافق حول خطواته وتحركاته، مضيفاً أن الأجهزة الأمنية، عندما شاهدت التخطيط لتوقيت التحرك في نشاطات من شأنها زعزعة أمن البلاد، قامت بوأد هذه الفتنة وتعاملت معها وفق القانون واتخذت الإجراءات المناسبة، مؤكداً أن التحقيقات مستمرة حول كافة هذه النشاطات.

المساهمون