وول ستريت جورنال: اجتماع سرّي بين مسؤولين عسكريين عرب وإسرائيليين في شرم الشيخ لمواجهة إيران
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأحد، إنّ الولايات المتحدة الأميركية عقدت اجتماعاً سرّياً بين قادة عسكريين إسرائيليين وعرب في مدينة شرم الشيخ المصرية، في مارس/آذار الماضي، لبحث مواجهة التهديد الجوي الإيراني.
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين ومن المنطقة، فإنّ الاجتماع ضم مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى من إسرائيل والسعودية وقطر ومصر والأردن والإمارات والبحرين، وجرى خلاله التنسيق ضد القدرات الصاروخية الإيرانية والطائرات من دون طيار، في الوقت الذي يبحث فيه مناقشة تعاون عسكري محتمل.
وضمّ الاجتماع، وفق ما أوردته الصحيفة الأميركية، رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، ورئيس هيئة الأركان العامة السعودية فياض بن حامد الرويلي، ورئيس أركان القوات المسلحة القطرية سالم بن حمد النابت، وكبار القادة من الأردن ومصر والبحرين، فيما أرسلت الإمارات ضابطاً أقل رتبة.
وتوصّل المشاركون في الاجتماع إلى اتفاق مبدئي بشأن الإخطار السريع عند اكتشاف تهديدات جوية إيرانية، بحيث سيتم إرسال إشعارات عبر الهاتف أو الكمبيوتر عند اكتشاف التهديد، من دون مشاركة البيانات الرقمية عالية السرعة، على غرار ما يفعل الجيش الأميركي.
ولن تكون هذه التفاهمات ملزمة، وفق ما نقلته الصحيفة، إلا أنّ هناك خطوة مقبلة تتمثل في تأمين الدعم للقادة السياسيين من أجل تقنين ترتيبات الإخطار وتوسيع التعاون.
وجاء هذا الاجتماع عقب مناقشات سرّية في مجموعات عمل منخفضة المستوى بين ممثلين عدد من هذه الدول، لبحث سيناريوهات افتراضية حول كيفية التعاون في اكتشاف التهديدات الجوية.
وذكّرت الصحيفة بأنّه طوال عقود من الزمن، لم يكن التعاون العسكري بين إسرائيل والدول العربية ممكناً، إلا أنّ هناك عدة متغيرات أبرزها اتفاقيات التطبيع التي وقعت بين عدد من الدول العربية وإسرائيل سهّلت ذلك، إضافة إلى المخاوف المشتركة من إيران، وقرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2021 توسيع نطاق تغطية القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط لتشمل إسرائيل.
كما أشارت إلى عامل آخر يدفع البلدان العربية إلى توسيع التعاون العسكري مع إسرائيل، وهو ما يتعلق برغبة هذه البلدان في الحصول على تكنولوجيا الدفاع الجوية الإسرائيلية وباقي الأسلحة. ورغم ذلك، تقول الصحيفة، إنّ التعاون العسكري هذا لا يزال أمام طريق طويل، إضافة إلى حساسيته من الناحية الدبلوماسية.
ولم تقرّ الولايات المتحدة الأميركية باجتماع شرم الشيخ، إلا أنّ المتحدث باسم القيادة المركزية في القوات الأميركية، الكولونيل جو بوتشينو، أكد، في بيان، "التزام بلاده الراسخ بزيادة التعاون الإقليمي وتطوير هيكل دفاعي جوي وصاروخي متكامل يضمن حماية القوات الأميركية والشركاء الإقليميين"، واصفاً إيران بأنّها "عامل أساسي في زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط".
كما رفضت إسرائيل والدول العربية المشاركة التعليق على الاجتماع، باستثناء الإمارات التي قالت، لـ"وول ستريت جورنال"، إنها "ليست طرفاً في أي تحالف إقليمي أو تعاون يستهدف دولة بعينها"، وإنها "ليست على علم بأي مناقشات رسمية حول إنشاء تحالف عسكري إقليمي بهذا الخصوص".
كما استبعدت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين من دولتين عربيتين، تبني السعودية علناً تحالف دفاع جوي يضمّ إسرائيل، إلا بعد إعلان التطبيع الرسمي للعلاقات بين المملكة وإسرائيل.
هذا ومن المقرر أن يزور الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل في 13 يوليو/تموز المقبل، ثم السعودية في 15 و16 منه. وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إنّ البيت الأبيض يؤيد "توسيع وتعميق العلاقات العربية الإسرائيلية"، من دون ذكر تفاصيل.