توقفت الاشتباكات بين فصائل "الجيش الوطني" في الشمال السوري، اليوم الأحد، مع بروز مؤشرات على التوصل إلى اتفاق يقضي بعودة الوضع إلى ما كان عليه سابقا، فيما أصدر "المجلس الإسلامي السوري" بياناً دعا فيه إلى الوقوف في وجه "هيئة تحرير الشام".
وتتواصل جهود الوساطة بين الفصائل المتقاتلة في الشمال السوري، وسط أنباء عن التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الاقتتال، يوم أمس السبت.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن الاتفاق يقضي بانسحاب أرتال فصيلي "هيئة تحرير الشام" و"أحرار الشام" من المناطق التي سيطرتا عليها خلال الساعات الماضية شمالي غربي حلب، مقابل استرجاع "أحرار الشام" مواقعها في مدينة الباب شرقي حلب.
وكان الفصيلان سيطرا، أمس، على مواقع عدة ضمن مناطق "غصن الزيتون" بريف حلب الشمالي الغربي، شملت كلا من منطقة الباسوطة ومناطق بجنديرس وقرى المحمدية والغزاوية قرزيحل وعين دارة، وذلك عقب اشتباكات محدودة مع الفصائل الموجودة في المنطقة مثل "الجبهة الشامية" و"فيلق الشام"، فيما شهدت قرية قرزيحل أعنف الاشتباكات.
وكانت "هيئة تحرير الشام" سيطرت، أمس، على معبر الغزاوية الواصل بين محافظة إدلب ومنطقة عفرين، بعد انسحاب فصيل "فيلق الشام" من المنطقة.
يأتي ذلك، مع توسّع الاشتباكات بين فصيلي "الجبهة الشامية" و"أحرار الشام" التي طلبت مؤازرة من "تحرير الشام" في منطقة عفرين، بهدف استرجاع مواقعها قرب مدينة الباب. وأسفرت تلك الاشتباكات عن مقتل 7 أشخاص؛ هم 3 مدنيين، و4 من العسكريين في صفوف الفصائل المنخرطة كلها ضمن "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا.
وناشد سكان المخيمات والأهالي الفصائل، فتح ممر آمن وإخراجهم من مناطق الاشتباكات في ظل تساقط الرصاص الطائش، الذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المدنيين.
من جهته، أصدر المجلس الإسلامي السوري، اليوم الأحد، بياناً دعا فيه إلى الوقوف في وجه "هيئة تحرير الشام".
وقال المجلس: "إن التحرّك العسكريّ لهيئة تحرير الشام نحو مناطق الجيش الوطني في الشمال السوري المحرر يُعد بغياً محرماً شرعاً بشكل قطعي". وناشد عناصر هيئة تحرير الشام "ألا يكونوا بغاةً ولا جزءاً من هذا العدوان".
واعتبر المجلس أن "صد عدوان الهيئة واجبٌ شرعاً على مكونات الجيش الوطني جميعاً، قادةً وعناصر"، بحسب تعبيره. وطالب جميع أطراف القتال بالالتزام بقرارات "لجنة الإصلاح الوطني"، مشيراً إلى أن "عدم قبول البعض بقرارات اللجنة أدى إلى ما حصل".
تبادل القصف بين قوات النظام وفصائل المعارضة
وذكر مراسل "العربي الجديد" أن قوات النظام وفصائل المعارضة تبادلت، اليوم الأحد، القصف على محور كبينة بجبل الأكراد، فيما قصفت قوات النظام قرى وبلدات الفطيرة وفليفل وسفوهن بجبل الزاوية جنوبي إدلب، وسط تحليق لطيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة.
وكان قتل أمس ضابط وعدد من عناصر قوات النظام، إثر الهجوم الذي نفذه مقاتلو "جيش النصر" التابع لـ"الجبهة الوطنية للتحرير"، المنضوية ضمن "الجيش الوطني" على نقاط متقدمة لقوات النظام، أمس السبت، في قرية الفطاطرة بسهل الغاب غربي حماة.
وذكرت مواقع إعلامية مقربة من الفصيل ومراصد عسكرية في المنطقة أن العملية أسفرت عن قتل ستة عناصر في صفوف قوات النظام. ولم تعلن وسائل إعلام النظام عن وقوع إصابات في صفوفها، في حين نعت عدة صفحات موالية مقتل ضابط برتبة نقيب، وثلاثة عناصر.
وجاءت عملية "جيش النصر" بعد مقتل عنصر وإصابة آخر من فصيل الفرقة الساحلية، نتيجة استهدافهما من قبل قناصي قوات النظام، على محور التفاحية قرب الحدود الإدارية بين محافظتي إدلب واللاذقية.
هروب معتقلين من سجن لـ"قسد"
من جهة أخرى، رفعت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من حالة الاستنفار ونشر حواجز طيارة في مدينة الطبقة بريف الرقة شرق سورية، وسط تدقيق كبير على القادمين من الرقة، على خلفية هروب سجناء لـ"داعش" من سجن الرقة المركزي، فجر اليوم الأحد.
كما استنفرت "قسد" والقوى الأمنية التابعة لها، قواتها في محيط السجن المركزي الواقع شمال مدينة الرقة على يمين جسر الصوامع، من خلال نشر عدد كبير من الحواجز والقناصين على أسطح المباني، وسط معلومات عن هروب عدد من المساجين من السجن المركزي الذي يضم عناصر سابقين من تنظيم "داعش".
وذكرت شبكات محلية أن عملية الهروب وقعت فجر اليوم، حيث سمعت أصوات إطلاق رصاص في محيط السجن المركزي، تلاها وصول سيارات إسعاف إلى منطقة السجن، فيما فرضت القوى الأمنية مدعومة بالمدرعات طوقًا أمنيًا على مداخل ومخارج المنطقة، وعمدت إلى تفتيش عدة منازل بحثا عن الهاربين.
غير أن "الإدارة الذاتية" لشمال وشرق سورية نفت حدوث أي عملية هروب للسجناء، وقالت إن إجراءات التفتيش التي قامت بها كانت اعتيادية.
وأضافت في بيان الأحد: "نشرت بعض الوسائل الإعلاميَّة أخباراً عارية عن الصحة حول هروب عناصر من تنظيم داعش الإرهابي من السجن المركزي بمدينة الرقة، لذلك ننوه لشعبنا والرأي العام أن قواتنا نفذت فجر يوم الأحد عملية تفتيش دقيقة وشاملة لكافة أنحاء السجن والمهاجع ومحيط السجن كإجراء أمني واحترازي، حيث يأتي هذا التفتيش بشكل اعتيادي وروتيني تقوم به قواتنا بين مدة وأخرى لحفظ الأمن والسلامة العامة في السجن ومحيطه".
كما نفى مدير المركز الإعلامي لقوات "قسد"، فرهاد الشامي، في تغريدة على "تويتر"، هروب أي سجناء. وجاء في التغريدة: "تداولت بعض وسائل الإعلام أخباراً كاذبة بفرار عدد من مرتزقة داعش من سجن الرقة المركزي وحالات استعصاء، نؤكد أنه لا يوجد حالات فرار من السجن، وكذلك لم يشهد السجن أية حالات استعصاء، والإجراءات الأمنية بما فيها عمليات التمشيط الأخيرة تأتي في إطار الإجراءات الاحترازية الدورية لمراقبة محيط السجن والتأكد من الإجراءات الأمنية".
وزير الداخلية التركي في الرقة
من جانب آخر، زار وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أمس السبت، مدينة تل أبيض شمالي الرقة، لتفقد مشروع بناء وحدات سكنية فيها. وقال صويلو، في تصريحات صحافية، إن بلاده بصدد تنفيذ مشاريع بناء تجمعات سكنية في 13 منطقة في عدة مدن شمالي سورية، منها جرابلس والباب وتل أبيض ورأس العين، تشمل حوالي 240 ألف منزل. وأضاف: في تسجيل مصور "استراتيجيتنا الأساسية هي العودة الطوعية والآمنة والكريمة بالنسبة للسوريين في تركيا".
وسبق أن زار صويلو سورية عدة مرات خلال العام الحالي والعام الماضي، لتفقد مشاريع منازل مؤقتة تبنى من الإسمنت للنازحين.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد سعي الحكومة التركية لإعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، مشيرا إلى أن انقرة وبالتعاون مع منظمات المجتمع المدني التركية والعالمية، تسعى لإنشاء مشروع سكني وخدمي كامل لهذا الغرض.