تظاهر عشرات النشطاء المغاربة، مساء الجمعة أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، منددين بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في مدينة جنين ومخيمها، وإسنادا للمقاومة الفلسطينية.
وردد المشاركون خلال الوقفة الاحتجاجية الشعبية التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، و"المبادرة المغربية للدعم والنصرة"، شعارات ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي في جنين والتطبيع وأخرى مؤيدة للمقاومة.
كما رفع المحتجون الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها: "الشعب المغربي يحيي جنين وصلابة المقاومة الفلسطينية، ويطالب بإلغاء اتفاقات الخزي والعار مع العدو الصهيوني".
وشارك في الوقفة الاحتجاجية الشعبية عدد من النشطاء الحقوقيين وممثلي الهيئات المؤيدة للقضية الفلسطينية وقيادات في نقابتي "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب"، و"الكونفدرالية الديمقراطية للشغل".
وقال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، إن الوقفة تأتي دعما لجنين والمقاومين، وإدانة لفاشية حكومة الاحتلال وجيشها وقطعان مستوطنيها.
وأضاف ويحمان في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الوقفة تأتي كذلك "لإيصال رسالة إلى كل المطبعين ومنهم المسؤولون من المطبعين المغاربة، بأنهم شركاء في جرائم جيش الاحتلال بنفس المستوى، وأن تطبيعهم واستقبالاتهم واتفاقياتهم مع هؤلاء القتلة المحتلين، تشجعهم على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي".
وتابع: "نقف أمام البرلمان لنقول للمستشار الملكي أندري أزولاي، بأي وجه لقيت المغاربة عقب تحرك الجيش الفاشي بعد ساعات فقط على تكريمك من طرف رئيس كيان الاحتلال بوسام الشرف الرئاسي، ليذبح الأطفال الفلسطينيين في شوارع جنين؟".
ومضى قائلاً: "نقف أمام البرلمان المغربي لنبعث بكل هذه الرسائل ولنقول إن ما يتم القيام به من تطبيع واتفاقيات مع هؤلاء المجرمين ليس باسم الشعب المغربي، وإنما هي قرارات المطبعين التي يفرضونها، استبدادا، ضد إرادة الشعب الذي يعتبر دوما أن فلسطين قضية وطنية شأنها شأن الصحراء".
من جهته، قال الأمين العام لنقابة "الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب"، محمد الزويتن، إن الوقفة الاحتجاجية تهدف للإعلان عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في جنين وفي كل الأراضي الفلسطينية ضد استمرار اعتداءات الاحتلال الصهيوني، داعيا إلى مواجهة الاعتداءات عبر مساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته.
كما دعا المسؤول النقابي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "مسؤولي الأمة العربية والإسلامية إلى التراجع عن مسلسل التطبيع مع الكيان الصهيوني، التي أثبتت كل الأحداث المتتالية، أن تاريخه تاريخ إجرام ونقض للعهود وتهديد للسلم والأمن".
وتأتي الوقفة الاحتجاجية الشعبية في سياق تنديد شعبي ورسمي بالعدوان الإسرائيلي على جنين الذي خلّف العديد من الضحايا بين قتلى وجرحى.
وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد دعا الثلاثاء الماضي، إلى تدخل دولي عاجل، لوقف عدوان الاحتلال على مدينة جنين، معتبرا أن الوضع الحالي "خطير جدا"، ويهدد "ما تبقى من سلام ضئيل في المنطقة".
وندد وزير الخارجية المغربي، خلال كلمة ألقاها في أثناء انعقاد اللجنة السادسة المشتركة بين المغرب وسلطنة عمان، الثلاثاء الماضي، بالعاصمة الرباط، بالعدوان الإسرائيلي في جنين، قائلاً إنه "لا يساهم في خلق جو يساعد في فتح الحوار".
وعبّر عن رفض وتنديد المغرب بالاعتداءات الإسرائيلية مشدداً على أن القضية الفلسطينية تبقى من أولويات الشعوب العربية.