أجرى وفد من "جبهة الحرية والسلام" السورية المعارضة مباحثات في العاصمة الروسية موسكو خلال اليومين الماضيين مع كبار المسؤولين الروس، تناولت تطورات الأوضاع في سورية، وخاصة العملية العسكرية التركية.
وأكد وفد الجبهة للمسؤولين الروس أهمية توسيع المشاركة السياسية في مناطق شرق سورية، وإنهاء احتكار السلطة من جانب "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) و"الإدارة الذاتية".
والتقى وفد الجبهة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إضافة إلى ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط والدول الأفريقية ونائب وزير خارجية روسيا.
وقالت الجبهة، في بيان لها عقب الزيارة، إن اجتماعاتها في موسكو كانت "مهمة ومكثفة وناجحة، وناقش المشاركون خلالها تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة عموماً، مع التركيز على ضرورة إيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية، وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وكان قد أعلن عن تشكيل الجبهة في مدينة القامشلي في يوليو/ تموز 2020، وهي تحالف سياسي يضم "المجلس الوطني الكردي"، و"المنظمة الآثورية الديمقراطية " المنضويتين في "الائتلاف السوري"، و"المجلس العربي للجزيرة والفرات"، و"تيار الغد السوري".
وقال أمين سر "جبهة السلام والحرية" كبرئيل موشي كورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الجانب الروسي عبّر خلال اللقاءات عن قلق موسكو من حصول عملية عسكرية برية تركية في مناطق شمال سورية، وأكد أولوية التهدئة وإعادة الاستقرار في المنطقة، فيما اعتبر وفد الجبهة أن هذه التوترات في مناطق شمال شرق سورية وغرب سورية "لا يمكن أن تتوقف إذا لم يحصل تغيير جدي في بنية الإدارة القائمة في منطقة شمال شرق سورية، والتي يسيطر عليها (حزب الاتحاد الديمقراطي)".
وأضاف: "في حال لم تحصل هذه التغييرات، فإن التوترات ستستمر، ما يوفر دائماً ذرائع لتركيا من أجل شن عمليات عسكرية برية أو عبر القصف من خارج الحدود".
وقال إن الجبهة ترى ضرورة "إحداث تغيير في بنية هذه الإدارة باتجاه المزيد من الشراكة بين مجمل المكونات في المنطقة من خلال المشاركة في القرار السياسي والاقتصادي والإداري والعسكري، بما في ذلك (جبهة السلام والحرية)، بما تمثله من مكونات في المنطقة".
وأضاف كورية أن اللقاء مع ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي، تم خلاله التأكيد على ضرورة الحوار بين مجمل المكونات السورية، بما يعيد السلام والاستقرار للبلاد، وبما يخفف الأزمات الاقتصادية.
وقال المتحدث، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إن وفد الجبهة أوضح للمسؤول الروسي أن الأوضاع تتجه نحو مزيد من التعقيد في ظل الجمود الحالي، وهو ما يتجلى في تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في جميع مناطق سورية، مشيرًا إلى أنه طالب الجانب الروسي بالضغط على نظام بشار الأسد من أجل تقديم تنازلات للحل السياسي، و"حتى تكون الجولات المقبلة لاجتماعات اللجنة الدستورية مختلفة عن الجولات السابقة من حيث المنهجية والفاعلية والنتائج".
واعتبر كورية أن الجانب الروسي أكد مجدداً تواصل دعمه للنظام باعتباره "حكومة شرعية"، لكنه "منفتح على المعارضة بغية دفع الحوار السوري - السوري إلى الأمام وفق القرار 2254".
وأوضح المسؤول في "جبهة الحرية والمساوة" أن الروس يعتبرون أن الحوار بين "الإدارة الذاتية" والنظام السوري هو "المخرج الوحيد للتسوية"، ويعتقدون أن الوجود الأميركي في المنطقة يعرقل مثل هذه الجهود.
وأضاف أن الجبهة منذ تأسيسها تحاول الحوار مع كل الدول الفاعلة في الملف السوري من أجل تحريك الحل السياسي في سورية، مشيرا إلى أن الجبهة تتمتع بالاستقلالية في تحركاتها، برغم انتماء بعض مكوناتها إلى الائتلاف الوطني السوري.
وأكد حرص الجبهة على "الثوابت الوطنية السورية بما يخص الحل السياسي وتطبيق القرار 2254 بكل بنوده"، إضافة إلى مسألة زيادة الدعم الإنساني، مشيرًا إلى أن هذه النقاط تعتبر من الثوابت التي تجمع جبهة السلام مع أطر المعارضة الرسمية الممثلة بالائتلاف وهيئة التفاوض السورية.
قتلى من قوات النظام في هجمات لفصائل المعارضة غربي سورية
وقتل خمسة من عناصر قوات النظام السوري خلال هجمات لفصائل المعارضة في شمالي غرب سورية، فيما قتل شخصان نتيجة قصف جوي للتحالف الدولي استهدف منزلاً شرقي سورية.
وقال الناشط مصطفى محمد، لـ"العربي الجديد"، إن فصائل المعارضة هاجمت مواقع لقوات النظام في قرية البيضا بجبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصر النظام.
كما شنّت الفصائل هجوماً آخر طاول مواقع لقوات النظام على محور داديخ بريف إدلب الشرقي، وتمكنت من تدمير نقطتين لقوات النظام.
وذكر مصدر عسكري من "الجيش الوطني" لـ"العربي الجديد"، أن العملية أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة من عناصر قوات النظام وإصابة آخرين، إضافة لتدمير نقطتين بشكل كامل، قبل انسحاب المهاجمين دون وقوع إصابات في صفوفهم.
وفي الوقت نفسه، صدت الفصائل، فجر اليوم، محاولة تقدم لقوات النظام على محور بلدة أورم الصغرى بريف حلب الغربي، بعد اشتباكات دارت بين الطرفين، وسط معلومات عن وقوع إصابات في صفوف القوات المهاجمة.
وكانت قوات النظام قد قصفت الليلة الماضية بقذائف المدفعية، بلدة كفرعمة غربي حلب، وأطراف مدينة سرمين، ومحيط قريتي بينين وشنان بريفي إدلب الشرقي والجنوبي، ومحيط قرية الزيارة في سهل الغاب بريف حماة، وسط اشتباكات متقطعة بين الجانبين على محاور ريف حلب الغربي.
قتيلان في قصف للتحالف الدولي
وفي شرقي البلاد، قتل شخصان، الليلة الماضية، خلال استهداف جوي للتحالف الدولي لمنزل في محيط بلدة الزر بريف دير الزور الشرقي.
وذكر موقع "نهر ميديا"، أن طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي استهدفت بالرشاشات الثقيلة، أهدافاً على أطراف بلدة الزر، ما أسفر عن مقتل الشاب علي الحجاب الحلو البالغ 20 عاماً من أبناء القرية، مع شخص آخر مجهول الهوية.
وأضاف أن العملية ترافقت مع دوي أصوات انفجارات وإطلاق نار من رشاشات في بلدة الشحيل شرقي دير الزور، لأسباب مجهولة.
وتشن قوات التحالف بشكل مستمر عمليات أمنية مشتركة مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) تستهدف عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي.