بدأ وفد أمني من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" زيارة إلى مصر، أمس الأربعاء، للقاء عدد من المسؤولين الأمنيين في بعض الأجهزة بالقاهرة. وفي هذا السياق، كشفت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أن "زيارة الوفد الأمني تأتي كواحدة من نتائج زيارة الوفد السياسي الأسبوع الماضي للقاهرة، والتي شملت لقاء نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، وعضوي المكتب موسى أبو مرزوق وروحي مشتهى، برئيس جهاز الاستخبارات المصري اللواء خالد فوزي".
وكشفت المصادر أن "الوفد الأمني لحماس الذي يترأسه وكيل وزارة الداخلية في غزة توفيق أبو نعيم، سيناقش مع الجانب المصري ملفات عدة، أهمها الرد على قوائم المطلوبين التي أرسلها الجانب المصري لحماس"، مشيرةً إلى أن "الاستخبارات العامة المصرية كانت قد أرسلت قائمة ضمت عدداً من الأسماء، قالت إنها لأشخاص متورطين في إعمال إرهابية داخل مصر، ومنها أسماء كثيرة قالت وزارة الداخلية في غزة إنها غير صحيحة، فتم الاتفاق على أن يقوم الوفد بتفنيد هذه الأسماء للجانب المصري".
كما لفتت المصادر إلى أن "الوفد يناقش مع الجانب المصري خطط تأمين الشريط الحدودي لمنع تسلل أي من العناصر المتطرفة إلى سيناء لتنفيذ عمليات ضد القوات المصرية هناك"، مضيفة أن "المشاورات ستتضمن الاتفاق على الجداول الزمنية الخاصة بفتح معبر رفح من الجانب المصري، وخطط الجانب الآخر في غزة لمنع تسلل عناصر إرهابية من بين قوائم المرور من المعبر". وأوضحت، أن "المناقشات بين الجانبين ستتضمن أيضاً تأمين مسارات تجارية لإعادة التبادل التجاري بين قطاع غزة ومصر".
من جهته، قال وزير خارجية حماس السابق، عضو المكتب السياسي للحركة، محمود الزهار، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إنه "من المنتظر أن تشهد العلاقات بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، حسب ما أكد عليه الوزير خالد فوزي، تحسّناً على المستوى التجاري، ومسألة المعبر".
وكان هنية قد أكد عقب عودته إلى غزة بعد زيارته للقاهرة آتياً من العاصمة القطرية الدوحة، أن "العلاقة بين حماس والقاهرة في تحسن وستشهد نقلات نوعية". وأضاف أن "حركته ستستمر في تطوير هذه العلاقة وتطويرها وتعزيزها، بما يرسّخ طبيعة العلاقة التاريخية بين الشعبين والجوار الإقليمي الوازن الذي تمثله مصر". وأوضح أنه "جرى الاتفاق مع المسؤولين المصريين على استمرار اللقاءات والتشاور المشترك بين الجانبين". كما أصدرت "حماس"، يوم الجمعة الماضي، بياناً رسمياً وصفت فيه زيارة وفدها إلى مصر بأنها "ناجحة ومثمرة".