توجه وفد أمني عراقي رفيع، برئاسة مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي إلى إيران، لبحث عدد من الملفات الأمنية المشتركة منها ملف الحدود.
وخلال لقاء الأعرجي مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، قال الأخير إن "الاتفاقية الأمنية المشتركة خريطة طريق لتحقيق الأمن الحدودي وزيادة التعاون على جميع الأصعدة".
وأضاف أحمديان: "نتوقع من الحكومة العراقية إنهاء تواجد معارضي الثورة الإسلامية الإيرانية في الأراضي العراقية".
وكانت مصادر إيرانية مطلعة قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أمس الأحد، أنّ الأعرجي سيجري، اليوم الإثنين، لقاءات مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، لمناقشة تطورات أمن الحدود، وتقييم تنفيذ الاتفاقية الأمنية المبرمة بين البلدين في مارس/آذار الماضي.
الاعرجي في إيران لبحث إجراءات تأمين الحدود بين البلدينhttps://t.co/wk6chnJO5F
— المركز الخبري الوطني (@nnciraq) May 29, 2023
وقال بيان لمكتب مستشار الأمن القومي، إن "الأعرجي وبتوجيه من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني توجه إلى طهران على رأس وفد أمني لبحث إجراءات تأمين الحدود بين العراق وإيران"، من دون ذكر تفاصيل أخرى.
واستبق الأعرجي زيارته إلى طهران بزيارة على رأس وفد أمني، أمس السبت، إلى محافظة السليمانية بإقليم كردستان العراق، وذلك "بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة"، حسب ما جاء في بيان مكتبه.
من جهته، أكد مسؤول عراقي مطلع طلب عدم ذكر اسمه في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الأعرجي سيبحث ملف الحدود وملفات أمنية أخرى تخص الجانبين"، مبينا أن "ملف الجماعات الإيرانية الكردية المعارضة بإقليم كردستان سيكون على رأس الملفات التي ستبحث خلال الزيارة".
وأضاف المسؤول أن الأعرجي يسعى للتوصل إلى تفاهمات بين حكومتي الإقليم وطهران، تضمن عدم تنفيذ إيران أي ضربات على الإقليم".
وأوضح أن "تأمين طريق الحجاج البري إلى مكة سيكون حاضراً ضمن المباحثات، إذ إن الآلاف من الإيرانيين سيؤدون فريضة الحج براً عبر العراق". وقال إن "العراق بصدد وضع خطة أمنية لحماية قوافل الحجيج".
وأضاف أن ملفات أخرى ستكون حاضرة ضمن المباحثات، منها "ملف بقايا داعش وتحركاتها وتضييق الخناق عليها، خاصة نشاط تلك البقايا في المناطق القريبة من حدود إيران".
وخلال مارس/آذار الماضي، وقّع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني السابق علي شمخاني ونظيره العراقي قاسم الأعرجي على اتفاقية "التعاون الأمني المشترك" بين إيران والعراق، بحضور السوداني.
وكان إقليم كردستان قد تعرض خلال العام الماضي لهجمات إيرانية متعددة بالصواريخ والمسيّرات، منها هجوم في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، بـ73 صاروخاً، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة. واستهدفت هذه الهجمات مقار الأحزاب الإيرانية المعارضة في الإقليم، وقد تسبب القصف بمقتل 13 شخصاً وإصابة 58 آخرين.
وكانت وسائل إعلام إيرانية قد ذكرت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أنّ الحرس الثوري الإيراني أعلن عن توقف هجماته بعد تدمير الأهداف المحددة، وأنّ استمرارها سيكون منوطاً بالسلوك المستقبلي لسلطات إقليم كردستان العراق، مضيفاً أنّه "إذا اتخذ الإقليم قراراً معقولاً وأوقف شرور الجماعات الانفصالية والمناهضة لإيران، فإن وقف إطلاق النار هذا سيستمر، وإذا لم يحدث ذلك فإن الحرس الثوري سيستأنف عملياته".