أعلن الحزب الشيوعي الفيليبيني اليوم السبت، إن مؤسس الحزب خوسيه ماريا سيسون، توفي ليل الجمعة عن عمر يناهز 83 عاماً، بعد احتجازه لمدة أسبوعين في مستشفى بهولندا.
وسيسون هو مؤسس الحزب الشيوعي الفيليبيني الذي يشنّ جناحه المسلح المعروف باسم "جيش الشعب الجديد" تمرداً مسلحاً على الحكومة الفيليبينية، ويوصف بأنه إحدى أطول حركات التمرد في العالم. وأدى الصراع بين الجانبين إلى مقتل أكثر من 40 ألف شخص.
وقال الحزب في بيان على موقعه على الإنترنت، إن سيسون مات بهدوء في حوالى الساعة 8:40 مساء (12:40 بتوقيت غرينتش) يوم الجمعة بعد احتجازه في مستشفى أوتريخت. ولم يذكر سبباً لاحتجازه في المستشفى.
وكان الزعيم الشيوعي يعيش طواعية في أوروبا منذ أواخر الثمانينيات، بعد إطلاق سراحه من السجن في أعقاب سقوط الديكتاتور فرديناند ماركوس الذي انتُخب ابنه رئيساً في الانتخابات التي أجريت في مايو/ أيار هذا العام.
ووُضع سيسون على القائمة الأميركية للإرهاب عام 2002، ما حال دون سفره.
وكان سيسون قد سعى لإطاحة حكومة الفيليبين لتأسيس نظام شيوعي ماوي ينهي "الإمبريالية الأميركية" في المستعمرة الأميركية السابقة. وتطور الكفاح المسلح الذي بدأ في 1969 انطلاقاً من الحركة الشيوعية العالمية، وتمكن من إيجاد أرض خصبة في الفيليبين، في ظل التفاوت الصارخ بين الأغنياء والفقراء. وتعززت حركة التمرد أيضاً في ظل الحكم الديكتاتوري لفرديناند ماركوس (1972-1986)، عندما شل السلطة التشريعية، وكمّم أفواه الصحافة، وعذّب أو قتل آلاف المعارضين.
وفي أوج نشاطها في ثمانينيات القرن الماضي، كانت الحركة تضم نحو 26 ألف مقاتل، وهو عدد لا يتجاوز حالياً بضعة آلاف. ومنذ 1986، أجرت الحكومات الفيليبينية المتعاقبة محادثات سلام مع الشيوعيين عبر جناحهم السياسي المتمركز في هولندا، "الجبهة الوطنية الديمقراطية".
ومع تراجع قوة التمرد، سعى قادة الحزب لتشكيل حكومة ائتلافية مع الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي. ونظمت محادثات سلام على أمل إنهاء التمرد، لكن دوتيرتي أوقفها في 2017، ووصف الحزب بأنه "منظمة إرهابية"، واتهمه بقتل رجال شرطة وجنود في أثناء المحادثات.
(رويترز)