شهد اعتصام ينفذه عدد من الشبان العاطلين عن العمل بمحافظة الكرك (120 كيلومترا، جنوبي العاصمة عمّان)، وفاة شاب عاطل، اليوم الأربعاء، بعد سقوطه من أعلى برج قلعة الكرك، خلال متابعته للاحتجاج، بحسب ما أظهر مقطع مصور، والأمن العام يصف المتوفى بالمضطرب نفسيا، وينفي صلته باحتجاج العاطلين عن العمل.
وسقط الشاب خلال وقفة احتجاجية نفذها العاطلون الذين هددوا بالقيام بانتحار جماعي، في حال عدم توفير فرص عمل لهم.
وصعد العاطلون عن العمل إلى برج القلعة في خطوة تصعيدية احتجاجا على عدم تأمين وظائف لهم، مشيرين إلى أن الحكومة ممثلة بوزارة العمل خذلتهم مرارا بالرغم من الوعود التي قطعها وزراء على أنفسهم في هذا السياق.
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم إنا لله وإنا إليه راجعون
— Saba (@Princess_saba6) November 24, 2021
وفاة شاب سقط من أعلى قلعة الكرك، أثناء اعتصام عشرات الشبان المتعطلين عن العمل هناك.
وتهديدات بالإنتحار الجماعي إذا ما تم الإستجابة لمطالبهم ... pic.twitter.com/a1H5EZ6oLF
وأشاروا إلى أن جميع المسؤولين نكثوا بوعودهم منذ ثلاث سنوات، فيما يمتنع وزير العمل يوسف الشمالي عن الاستماع لمطالبهم.
ووفق مصدر أمني فقد تم نقل جثة الشاب إلى مستشفى الكرك الحكومي وتحويلها للطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة.
وعلى صعيد التحركات السياسية، قال رئيس مجلس النواب، عبد الكريم الدغمي، خلال جلسة الأربعاء النيابية، إنه سيهاتف رئيس الوزراء بشر الخصاونة، لوضع الحكومة بآخر التطورات المتعلقة بـ"متعطلي الكرك المعتصمين فوق قلعة الكرك".
الأمن العام الأردني يصدر بياناً حول واقعة الكرك
من جانبه، قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، عامر السرطاوي، إن الشخص المتوفى، أربعيني، تعرض للسقوط أثناء تواجده في قلعة الكرك، مشيرا إلى أن التحقيقات الأولية أشارت إلى عدم وجود أية شبهة للانتحار في الحادثة وأن المتوفى يعاني من اضطراب نفسي وليس من ضمن تجمع احتجاجي أقيم بالمكان، وما زال التحقيق جاريا.
وقبل عامين، طفح كیل العاطلين عن العمل في مختلف محافظات المملكة الأردنية، وقرروا "الزحف" نحو العاصمة. وكانت قد بدأت الفكرة من أقصى الجنوب في العقبة وانتقلت فورا إلى جميع المحافظات.
وبعدما أرعبت الفكرة الحكومة تحركت على الفور للإعلان عن توفير فرص عمل، فيما تحدث رئيس الوزراء عن توفير 30 ألف فرصة عمل في القطاع الخاص، لكن الوعود الحكومية لم تتحقق.
وينذر ارتفاع معدل البطالة في الأردن بأخطار اجتماعية جمّة، فيما أعلن البنك الدولي أن معدلات البطالة بين شبان الأردن بلغت نسبة لا سابق لها وصولاً إلى نحو 50 في المائة.
وزادت الظروف الصعبة التي نتجت من جائحة كورونا تعقيدات هذه المشكلة، وحجم تأثيراتها السلبية التي لا تزال قائمة على الوضع الاجتماعي الذي طاول فئات عدة من العاطلين عن العمل والعاملين والعاملات في القطاعات غير المنظمة، والمياومين.