وساطة إماراتية سعودية لتخفيف التوتر بين السودان وإثيوبيا... وسقوط مروحية على الحدود بين البلدين
أكدت مصادر عسكرية في السودان، اليوم الأربعاء، سقوط مروحية عسكرية بمنطقة الشوك في ولاية القضارف على الحدود السودانية الإثيوبية، ونجاة طاقمها المكوّن من نقيبين في الجيش السوداني، في وقت لم ترد أي معلومات عن أسباب الحادث.
ووقع الحادث وسط أنباء عن وصول رئيس هيئة أركان الجيش السوداني، الفريق محمد عثمان الحسين، إلى ولاية القضارف التي تشهد توتراً حدودياً متصاعداً مع إثيوبيا.
ومن المنتظر أن يلتقي الحسين خلال الزيارة بالقيادات العسكرية في المنطقة، حيث تقع المنطقة العسكرية الشرقية كبرى المناطق العسكرية في البلاد.
واتهمت وزارة الخارجية السودانية، إثيوبيا باختراق المجال الجوي السوداني، وذلك ضمن سياق التوتر بين البلدين خلال اليومين الماضيين.
وذكر بيان من الوزارة أنه وفي تصعيد خطير وغير مبرّر، اخترقت طائرة عسكرية إثيوبية الحدود السودانية الإثيوبية، مشيراً إلى أن الأمر يمكن أن تكون له عواقب خطيرة، ويتسبب في المزيد من التوتر في المنطقة الحدودية.
وطالب البيان إثيوبيا بوقف التصعيد وعدم تكرار مثل تلك الأعمال العدائية مستقبلاً، نظراً لانعكاساتها الخطيرة على مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
على صعيد آخر، دخلت الإمارات والسعودية على خط التوسط لتخفيف حدة التوتر بين الخرطوم وأديس أبابا، إذ وصل وفد إماراتي إلى الخرطوم، والتقى عدداً من المسؤولين السودانيين بعد لقائه في وقت سابق الجانب الإثيوبي. واجتمع الوفد الإماراتي، في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، برئيس المفوضية القومية للحدود معاذ تنقو، الذي أطلع الإماراتيين على الوثائق والخرائط التي تثبت أحقية السودان بالأراضي محل النزاع، إضافة إلى الاتفاقيات المبرمة بين السودان وإثيوبيا في هذا الخصوص.
وعلى الصعيد نفسه، يتوجّه عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان إلى السعودية ضمن حملة دبلوماسية يقودها السودان لتوضيح موقفه من النزاع مع إثيوبيا، وسبق لأعضاء مجلس السيادة أن زاروا كلاً من تشاد وجنوب السودان وإريتريا، بينما تجتمع مفوضية الحدود في هذه الأثناء بسفراء الدول في الخرطوم لشرح موقف السودان.
وبدأ التوتر السوداني الإثيوبي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد تحركات للجيش السوداني في منطقة الفشقة الحدودية، بغرض حماية المزارعين والمواطنين من اعتداءات مجموعات إثيوبية تقول الخرطوم إنها مدعومة من الجيش الفيدرالي الإثيوبي، كما هدفت تلك التحركات إلى استعادة أراضٍ تحت سلطة إثيوبيا منذ 23 عاماً.
ووجدت التحركات السودانية اعتراضات كبيرة من أديس أبابا، التي اتهمت الجيش السوداني بقتل العشرات من مواطنيها وتشريد المزارعين وإتلاف أراضٍ زراعية، متهمة أطرافاً أخرى بالعمل على تخريب العلاقات السودانية الإثيوبية، وأكدت أديس أبابا أنها غير راغبة في الدخول في حرب مع السودان.