اتهم وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي عومر بارليف، اليوم الجمعة، رئيس أركان الجيش أفيف كوخافي بالتهرب من تحمل المسؤولية عن الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون في الضفة الغربية المحتلة، والاختباء وراء الادعاء بأن جنود الاحتلال لا يملكون حق اعتقال مواطنين إسرائيليين، حتى في أراضي الضفة.
وجاءت اتهامات بارليف، بصفته المسؤول عن الشرطة الإسرائيلية، في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إثر المشادة التي وقعت بينه وبين كوخافي خلال اجتماع الكابينت الأمني والسياسي للحكومة الإسرائيلية الثلاثاء الماضي.
وقال بارليف إن تصريحات كوخافي خلال الاجتماع المذكور هي "أمر خطير للغاية، إذ إنه من الخطير جدا أن يقول رئيس الأركان أمرا كهذا في اجتماع للكابينت، والأخطر من ذلك - وأنا أنتقي كلماتي - أنه لا يعترف بمسؤوليته".
وبالرغم من أن تقارير إسرائيلية تحدثت، منذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن أن معطيات وزارة الأمن رصدت ارتفاعا كبيرا في اعتداءات وعمليات إرهاب المستوطنين ضد فلسطينيين، واعتداءاتهم أيضا بحق جنود في جيش الاحتلال ونشطاء يساريين، إلا أن بارليف كشف، في المقابلة مع مراسل "يديعوت أحرونوت" نداف أيال، أن تقديرات الوضع التي عرضها الجيش للعام 2022 لم ترد فيها ولا كلمة واحدة عن "موضوع عنف الإسرائيليين المتطرفين في الضفة الغربية، وقد يكون هؤلاء المعتدون من صفوف المستوطنين أو إسرائيليين".
وبينما أقر بارليف في المقابلة بأن اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة هي إرهاب، إلا أن سبب المشادة والنقاش مع رئيس الأركان هو بالأساس من باب الدفاع عن الشرطة الإسرائيلية، التي يدعي الجيش أنها المسؤولة عن وقف تلك الاعتداءات والأعمال، وأنها وحدها المخولة اعتقال الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد بارليف أن للجنود الصلاحية التامة باعتقال الإسرائيليين وتوقيفهم في موقع أي حادث لحين وصول ممثلي الشرطة، معتبراً أنه لا يستغرب وقوف الجنود الإسرائيليين خلال الاعتداءات موقف المتفرج في ظل ما قاله رئيس الأركان خلال جلسة الكابينت.
تواطؤ مسكوت عنه
وأضاف بارليف أن الجيش الإسرائيلي لم يواجه تلك الاعتداءات على مدار سنوات، مضيفا أن وحدة "شرطة يهودا والسامرة" ليست مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية ورصد الجماعات الإرهابية والمنظمات الإرهابية التي تنشط ضد الفلسطينيين وضد المتظاهرين والنشطاء الإسرائيليين.
واعتبر بارليف أن الأحداث الأخيرة، ولا سيما قبل أسبوعين عندما أظهر شريط فيديو وصول المستوطنين بشكل منظم واعتداءهم على فلسطينيين ونشطاء إسرائيليين في قرية بروين قرب نابلس شمالي الضفة الغربية، تثبت أن هذه جماعات إرهابية.
وسبق أن أشارت تقارير صحافية ومقاطع فيديو موثقة إلى وقوف جنود الاحتلال موقف المتفرج في الوقت الذي كان يرتكب فيه إرهابيون من المستوطنات اعتداءات ضد الفلسطينيين وضد نشطاء يسار إسرائيليين. وأظهر أحد تلك الأشرطة، قبل عدة أشهر، قيام جندي بتسليم سلاحه العسكري لأحد المستوطنين ليطلق الأخير منه النار لإرهاب مزارعين فلسطينيين وإبعادهم عن حقولهم في منطقة الخليل.
وبينت تقارير أن قسما كبيرا من هؤلاء الجنود هم أصلا من سكان المستوطنات في الضفة الغربية ويوفرون حماية تامة للمستوطنين، ولا يتدخلون على الإطلاق لوقف اعتداءاتهم سواء كانت جسدية على المواطنين الفلسطينيين، أو عمليات تخريب إرهابية يتخللها قطع أشجار، أو عمليات سرقة ثمار الزيتون خلال موسم قطافه، بعد طرد أصحاب الأراضي منها.