وزير خارجية باكستان يرحب باستئناف العلاقات السعودية الإيرانية

11 مارس 2023
بيلاوال بوتو زرداري يوجه انتقادات لحركة "طالبان" (ماري ألتافير/ أسوشييتد برس)
+ الخط -

رحّب وزير الخارجية الباكستاني، بيلاوال بوتو زرداري، بالإعلان عن استئناف العلاقات بين السعودية وإيران في وقت سابق من يوم الجمعة برعاية الصين، واصفاً الخطوة بأنها "رائعة حقاً على المستوى الدولي والإقليمي في عالم لم نعد معتادين فيه على سماع أخبار جيدة". واعتبر الاتفاق "إنجازاً هاماً"، مشدداً على "الدور الصيني القيادي الذي يركز على التعاون وحل الخلافات بدلا من تشجيع النزاعات الدائمة".

وجاءت تصريحات الوزير الباكستاني خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، على هامش زيارة له لمقر المنظمة، حيث شارك في فعاليات رفيعة المستوى لاجتماعات "لجنة وضع المرأة" في دورتها الـ67. كما ترأس الوزير الباكستاني اجتماعا رفيع المستوى، في وقت سابق الجمعة، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عُقد بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة رُهاب الإسلام أو "الإسلاموفوبيا" الذي يصادف 15 مارس/ آذار من كلّ عام. وكانت الجمعية العامة قد تبنّت بالإجماع قراراً في هذا الإطار في عام 2022 الماضي، دعت إليه "منظمة التعاون الإسلامي".

وردا على سؤال صحافي حول ما إذا كانت باكستان مستعدة للاعتراف بإسرائيل في ظل ضغوط تمارس على عدد من الدول في العالم الإسلامي للقيام بذلك، قال وزير الخارجية الباكستاني: "من الممكن أن نتخيل زمناً تعترف فيه باكستان بإسرائيل، ولكن لن يكون هذا ممكنا قبل أن يأخذ الشعب الفلسطيني هذا القرار".

وتابع بيلاوال بوتو زرداري قائلا: "نشعر بالفخر أننا لم نعترف بأي دولة تمارس نظام الفصل العنصري"، مضيفاً: "عندما كان نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، قلنا إن جوازنا صالح لجميع الدول ما عدا جنوب أفريقيا وإسرائيل. واليوم توجد دولة فصل عنصري واحدة متبقية"، في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي.

المرأة في العالم الإسلامي

وردا على أسئلة لمراسلة "العربي الجديد" حول الخطوات التي يجب أن تتخذها الدول الإسلامية لسد الفجوة بين الجنسين وتمكين المرأة، قال وزير الخارجية الباكستاني: "نعم، الدور الذي يمكن أن تلعبه منظمة التعاون الإسلامي ليس مكافحة رُهاب الإسلام فحسب، بل كذلك قضية المرأة والإسلام، وهذا بالضبط ما نحاول القيام به".

وأضاف بيلاوال بوتو زرداري قائلا: "أعتقد أنه من الضروري أن يقوم العالم الإسلامي والدول الإسلامية باستعادة السردية والحيّز، حول قضية حقوق المرأة، من المتطرفين داخل ديننا. هؤلاء الذين يحاولون استخدام الدين حجةً لسلب النساء من حقوقهن، كما استعادة السردية من الإسلاموفوبيين الذين يستهدفوننا، ويدعون كذبا أن الإسلام كدين يحرم المرأة من حقوقها. وهذا ما حاولنا القيام به خلال المؤتمر الذي قمنا بتنظيمه هنا في الأمم المتحدة في اليوم العالمي للمرأة".

وشدّد على ضرورة ضمان المساواة في حقوق المرأة بما فيها حق النساء بالتعليم، قائلاً في هذا السياق: "هذا ضروري ويأتي في وقت نجد في بعض المناطق أن الدين الإسلامي يستخدم ذريعةً لحرمانهن من الحق في التعليم".

ولفت المسؤول الباكستاني إلى وجود نساء يتبوأن مراكز مهمة وقياديّة في العالم الإسلامي، سياسية ودبلوماسية وغيرها. ورداً على سؤال آخر حول الخطوات الفعلية لتطبيق ذلك قال: "هناك مسؤولية يجب أن تتحملها الدول في العالم الإسلامي. في بعض الدول، قمنا بانتخاب نساء، وهن يقدن تلك الدول.. وعلينا أن نسن قوانين ضد التمييز وننفذ ما نطالب به الآخرين، وهذا ما نحاول القيام به في باكستان".

أفغانستان و"طالبان"

من جهة أخرى، قال بيلاوال بوتو زرداري إن أفغانستان هي الدولة الوحيدة في العالم التي تحرم النساء من حقهن في التعليم. وشدد على أن "الرسالة من الاجتماعات التي شهدناها هنا في الأمم المتحدة والدول الإسلامية هي أن حقوق المرأة هي جزء من الحقوق الأساسية في الإسلام"، مضيفا: "الديانة الإسلامية تضمن تلك الحقوق، ولا مكان لأي مجموعات، كتلك التي في أفغانستان، للادعاء بأن الإسلام يبرر أفعالها".

وأشار إلى أن بلاده مستمرة في حوارها مع حركة "طالبان" الحاكمة في أفغانستان، مشددا على ضرورة أن تفي الحركة بالوعود التي قطعتها للأفغان والمجتمع الدولي. وحذر من أن الإخفاق في القيام بذلك سينعكس سلبا، ليس فقط على الأفغان، بل كذلك على الجارة باكستان. وأضاف: "على سبيل المثال، لقد أخفقوا بالوفاء بوعودهم بألا يجرى استخدام أراضيهم للعمليات الإرهابية، وطبعا أول الضحايا هم الأفغان، ولكن باكستان شهدت ارتفاعاً في العمليات الإرهابية منذ سقوط كابول"، في إشارة منه إلى سيطرة "طالبان" على أفغانستان بعد الانسحاب العسكري الأميركي في العام 2021.

المساهمون