وزير الدفاع التركي: تخلص إقليم كردستان من الإرهاب يخلق فرصاً جديدة

02 مايو 2024
وزير الدفاع التركي يشار غولر في أنقرة، 5 يونيو 2023 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- خلال زيارته لإقليم كردستان، أردوغان يؤكد على القضاء على الإرهاب ويناقش قضايا مثل تقاسم المياه وصادرات النفط. تركيا والعراق يتفقان على تشكيل مركز عمليات مشترك للتصدي للتحديات الأمنية.
- وزير الدفاع التركي يشير إلى تغيير استراتيجية تركيا في مكافحة الإرهاب والتعاون مع العراق ضد حزب العمال الكردستاني، مؤكدًا على الدعم التركي للعراق.
- غولر يتحدث عن التطبيع مع سوريا، مؤكدًا على أهمية الأمن الحدودي والتعاون الإقليمي وفق محادثات أستانة، مع التأكيد على الحل السياسي وضرورة إجراء انتخابات حرة في سوريا.

قال وزير الدفاع التركي يشار غولر، اليوم الخميس، إن الرئيس رجب طيب أردوغان أفاد في زيارته إلى اإقليم كردستان في العراق بأن يتخلصوا ويتطهروا من الإرهاب، لكي يخلق ذلك فرصا جديدة، وأن تركيا مستعدة للمساعدة.

جاء ذلك في حوار للوزير التركي مع قناة "سي أن أن تورك" بُث مساء، وفيه تطرق إلى مواضيع عديدة أهمها مكافحة حزب العمال الكردستاني وزيارة أردوغان للعراق والعلاقة مع النظام في سورية.

وقال الوزير التركي: "العراق جارنا التاريخي ونحن نسعى دائما للحفاظ على علاقات جيدة، ولكن الكردستاني استقر في شمال العراق، وكل يوم يهاجم القواعد التركية". وأضاف: "قلنا بوضوح إننا سنجفف هذا الإرهاب من منابعه وسنعمل بشكل مستمر، حيث أجبر الكردستاني سكان 800 قرية على إخلائها وتخلي المدنيين عنها".

وتطرق الوزير التركي إلى زيارة أردوغان التي أجريت إلى العراق الشهر الماضي بعد أكثر من عقد، وزار خلالها بغداد وإربيل، وعقد اجتماعات مع المسؤولين في الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان.

وأوضح غولر: "عقدت سلسلة من الاجتماعات الجادة في 22 إبريل برئاسة الرئيس أردوغان، حيث لم يطلق جيراننا العراقيون على حزب العمال الكردستاني أنه حزب محظور رغم أن كل أوروبا وأميركا وصفته بأنه منظمة إرهابية، وكنا مصرين للغاية على ذلك ونحن نشكرهم أيضا وقبلوا أن الحزب منظمة محظورة".

أنقرة: كل التدابير مطروحة على الطاولة مع إقليم كردستان بعد التخلص من الإرهاب

وأضاف: "كما نقول لحكومة إقليم كردستان وصرح بذلك رئيسنا بوضوح في الاجتماع الأخير، تخلصوا وتطهروا من هذا التنظيم الإرهابي، وأنقذوا أنفسكم، واخلقوا فرصة وبيئة جديدتين، وسنساعدكم، وكل التدابير مطروحة على الطاولة".

وكشف غولر أن تركيا غيرت مبادئها في مكافحة الإرهاب، مشددا: "نعمل وفق استراتيجية تدمير الإرهابيين في أوكارهم، والآن يتعين على التنظيم أن يغادر الأماكن التي عاش فيها بشكل مريح لسنوات ويتراجع نحو الجنوب، علينا أن نفعل كل ما هو ضروري وسنفعله".

كما تحدث الوزير عن الخلافات مع دول حليفة حول العلاقة بين الكردستاني ووحدات الحماية في سورية قائلا: "هذا موضوع لا نتفاهم فيه مع أصدقائنا، بعضهم يدرب عناصر التنظيم ويسلحهم بحجة قتال داعش ويدعمهم، ويجب على أصدقائنا التوقف عن دعمهم".

وزاد: "في سورية انتهى اسم داعش، فقد فروا جميعهم إلى العراق، واليوم إن كنتم تودون مكافحة داعش فإن تركيا مستعدة لذلك، ولكن نفهم أن الهدف غير ذلك".

وأجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة رسمية إلى بغداد هي الأولى له منذ أكثر من عقد، ناقش خلالها ملفات عدة، أبرزها تقاسم المياه وصادرات النفط والأمن الإقليمي.

 وزار أردوغان العراق للمرة الأخيرة في العام 2011 حين كان رئيسا للوزراء، وحضّ يومها السلطات العراقية على التعاون مع أنقرة في مواجهة عناصر حزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه تركيا وحلفاؤها الغربيون "إرهابياً".

وفي أعقاب زيارة أردوغان إلى العراق والمباحثات التي أجراها في كل من بغداد وأربيل، قال إنه يعتقد أن العراق يدرك ضرورة القضاء على "العمال الكردستاني" وإن لديه رغبة في القيام بذلك، مشيراً إلى تطلع بلاده إلى مساعدة من بغداد في تلك المعركة.

وبعد يوم من انتهاء الزيارة، ذكر وزير الدفاع التركي يشار غولر أن تركيا والعراق اتفقا على تشكيل مركز للعمليات العسكرية المشتركة، وهي مسألة يناقشها الجانبان منذ مدة طويلة بسبب الغارات التي تشنها أنقرة عبر الحدود، وأضاف أن أنقرة وبغداد ستعملان معاً على "ما يمكننا القيام به".

وفي ما يخص العلاقة مع النظام السوري ومرحلة التطبيع التي جرت في السنوات السابقة، أفاد غولر: "هدفنا الرئيسي من العمل في سورية هو حماية حدودنا في المستقبل، وقبل بدء العمليات العسكرية، لم يكن بإمكان مواطنينا الذهاب إلى مزارع الكروم الخاصة بهم في ولايتي كيليس وهاتاي، كل يوم كانت هناك هجمات بقذائف الهاون".

فيما يخص العلاقة مع النظام السوري ومرحلة التطبيع التي جرت في السنوات السابقة، أفاد غولر "هدفنا الرئيسي من العمل في سورية هو حماية حدودنا

وأكمل: "بدأنا هذا النشاط لحماية مواطني تركيا وحدودها، لم يعد لدينا أي مشاكل أمنية اليوم ووجهات نظرنا بشأن سورية واضحة، ولدينا ما ننتظره من النظام وهو قبول الدستور (الجديد) وإجراء انتخابات حرة، وسنحترم من يفوز بهذه الانتخابات".

وزاد: "احترام حدود البلاد ينطبق على كل جيراننا، نلتقي في محادثات أستانة، وليست لدينا أطماع في أرض أو نفط أي أحد، نقول اقبلوا بالدستور، واذهبوا إلى الانتخابات، وانتصروا، هذا ما نقبل به".

وسبق أن أجرت تركيا عدة جولات من مباحثات إعادة التطبيع مع النظام السوري قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت العام الماضي، ولم تؤدِّ إلى نتيجة في ظل مطالب النظام بانسحاب تركيا، فيما شددت تركيا على ضرورة تطبيق القرار الأممي 2254 الخاص بالحل السياسي حول سورية، وتوقفت بعدها اللقاءات.

المساهمون