وزير الداخلية الفرنسي يدعو تركيا للابتعاد عن الشؤون الداخلية لبلاده

27 أكتوبر 2020
يستمرّ تصاعد الخلاف بين تركيا وفرنسا (لودوفيتش مارين/فرانس برس)
+ الخط -

نهى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، اليوم الثلاثاء، تركيا عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده، وذلك بعدما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمقاطعة بضائع فرنسا، مشيراً إلى أن لرئيسها إيمانويل ماكرون أجندة "معادية للإسلام".

وجاءت تصريحات أردوغان، أمس الاثنين، تعبيراً عن غضب في العالم الإسلامي من صور نُشرت في فرنسا للنبي محمد، ويراها المسلمون مسيئة. وشكك أردوغان أيضاً في صحة ماكرون العقلية، ما دفع باريس لاستدعاء سفيرها في أنقرة.

وقال دارمانان لإذاعة "إنتر فرانس": "من الطبيعي أن يشعر كل واحد منا بالصدمة حين تتدخل قوى أجنبية في ما يجري بفرنسا"، مضيفاً أنه يشير إلى تركيا وإلى باكستان، حيث وافق البرلمان على قرار يحثّ الحكومة على استدعاء مبعوثها من باريس. وأضاف دارمانان "يجب ألا تتدخل تركيا في الشؤون الداخلية لفرنسا".

وترجع جذور الخلاف إلى قطع رأس مدرس فرنسي في 16 أكتوبر/تشرين الأول في هجوم نفذه رجل من أصول شيشانية، بعدما عرض المدرس على تلاميذه رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير.

ونصحت فرنسا مواطنيها المقيمين في عدة دول ذات غالبية من المسلمين أو المسافرين إليها بأخذ احتياطات أمنية إضافية بسبب تصاعد موجة الغضب من عرض الرسوم الكاريكاتيرية للنبي محمد.

ونشر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الثلاثاء، نصيحة جديدة للمواطنين في إندونيسيا وبنغلادش والعراق وموريتانيا بتوخي الحذر. كما أصدرت السفارة الفرنسية في تركيا نصيحة مماثلة لمواطنيها المقيمين في البلاد. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أشد المنتقدين للحكومة الفرنسية. وقالت التوجيهات الفرنسية إنّ على المواطنين الفرنسيين الابتعاد عن أي احتجاجات على الرسوم وتحاشي التجمعات الشعبية.

وتعهد الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي التقى ممثلين عن المسلمين الذين يعيشون في فرنسا، أمس الاثنين، بالتصدي لما وصفه "بالانعزالية الإسلامية"، قائلاً إنها تكاد تتملك بعض الجاليات المسلمة في فرنسا.

وجاء هذا الخلاف على رأس قائمة طويلة من الخلافات، اتخذت على ما يبدو طابعاً شخصياً بين ماكرون وأردوغان. ويأتي التوتر الجديد ليزيد من الخلافات المندلعة أصلاً بين البلدين حول قضايا شرق المتوسط والصراع في ليبيا، وكذلك أخيراً الاشتباكات في إقليم ناغورنو كاراباخ.