وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، صباح اليوم الأربعاء، إلى الجزائر في زيارة رسمية، يلتقي خلالها نظيره الجزائري، رمطان لعمامرة، والرئيس عبد المجيد تبون، لبحث ملفات سياسية واقتصادية وموضوع الطاقة وتمويل أوروبا بالغاز في سياق تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأوضحت السفارة الأميركية في تغريدة على حسابها بموقع "تويتر" أن بلينكن سيجري "اجتماعات مع الرئيس تبون ووزير الخارجية لعمامرة لمناقشة مسائل الأمن والاستقرار الإقليميين والتعاون التجاري والنهوض بحقوق الإنسان والحريات الأساسية وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك".
سيزور الوزير بلينكن الجزائر حيث ستكون له اجتماعات مع الرئيس تبون ووزير الخارجية لعمامرة لمناقشة مسائل الأمن والاستقرار الإقليميين والتعاون التجاري والنهوض بحقوق الإنسان والحريات الأساسية وغيرها من المجالات ذات الاهتمام المشترك. للمزيد: https://t.co/3OdBCWoJhU
— US Embassy Algiers (@USEmbAlgiers) March 24, 2022
وبحسب مصادر دبلوماسية تحدثت إلى "العربي الجديد"، شرط عدم كشف هويتها، فإن زيارة بلينكن تدخل في إطار محاولة جديدة من واشنطن دفع الجزائر نحو "مراجعة ظرفية واستثنائية"، من أجل "العودة لضخ الغاز عبر الأنبوب البري العابر للمغرب نحو إسبانيا، وإسناد حاجيات الدول الغربية من الغاز".
ووضعت المصادر ذاتها الخطوة في إطار "التحسب لتطور المواقف والصدام بين موسكو والغرب في ضوء العقوبات الغربية وسعي موسكو لفرض شراء الغاز بعملة الروبل، ما قد يقود إلى احتمالات وقوع مشكلات جدية في إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، وبالتالي الحاجة إلى البحث عن مصادر أخرى للطاقة".
ويبرز في السياق توالي زيارات المسؤولين الغربيين للجزائر، إذ سبقت زيارة بلينكن للجزائر، زيارة لنائبته ويندي شيرمان، ووزير الخارجية البرتغالي أوغوشتو سانتوش سيلفا، ووزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الذي كان برفقة الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" للطاقة، كلاوديو ديسكالزي.
لكن الجزائر تبدي اعتراضات على هذا الطرح، وتعتبر أن "القرار الجزائري سيادي"، ما قد يصعب من مهمة بلينكن في إقناع المسؤولين الجزائريين بتغيير موقفهم من ملف الغاز، خاصة أن واشنطن لا تقدم نظيراً لذلك، مقابلاً سياسياً مقنعاً بالنسبة إلى الجزائر.
وأفاد موقع "أكسيوس" الأميركي بأن زيارة بلينكن للمنطقة المغاربية، التي استهلها بالرباط، تستهدف "إظهار استمرارية التزام الولايات المتحدة قضايا المنطقة، تزامناً مع توترات متصاعدة في الأشهر الأخيرة بين الجزائر والمغرب بشأن الصراع في الصحراء". ويبحث بلينكن خلال الزيارة الشراكة الجزائرية الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب، حيث تبدي واشنطن تعاوناً مع الجزائر في هذا المجال، إضافة إلى ملف الأمن في منطقة الساحل، والأزمة في ليبيا وسبل تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وزيارة بلينكن ثاني زيارة يقوم بها مسؤول أميركي رفيع للجزائر في غضون أسبوعين، إذ كانت نائبته ويندي شيرمان قد زارت الجزائر في العاشر من الشهر الجاري والتقت الرئيس الجزائري ووزير الخارجية، ضمن مسعى لدفع الجزائر لتغيير موقفها من الحرب القائمة في أوكرانيا، بعدما تبنت الجزائر موقفاً محايداً، لكنه يصبّ في مصلحة روسيا، ورفضت العودة إلى ضخ الغاز عبر الأنبوب البري العابر من المغرب نحو إسبانيا.