أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني دومينك راب بالدوحة، اليوم الخميس، أنه "لا يوجد موعد زمني بعد لإعادة تشغيل مطار كابول"، مؤكداً العمل مع تركيا من أجل دعم فني محتمل لتشغيله، ومعبّراً عن أمله بالتزام حركة "طالبان" بما تعهدت به.
وأضاف بن عبد الرحمن خلال المؤتمر: "نواصل التعاون مع الدول الشريكة بشأن التعامل مع الوضع في أفغانستان لما فيه مصلحة الشعب الأفغاني"، متابعاً القول "أكدنا على أهمية توحيد الجهود الدولية في أفغانستان واستمرار التنسيق في موضوع مكافحة الإرهاب".
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني "أجرينا أكبر عملية إجلاء في تاريخنا، ونشكر دولة قطر لتسهيل ذلك"، مضيفاً "أجلينا 17 ألفاً من كابول، ومسؤوليتنا أن يكون شركاؤنا في أفغانستان قادرين على المغادرة". كما شكر راب قطر على "استقبال سفارتنا بعد نقلها من كابول".
وأشار إلى أنّ "بريطانيا تراقب الوضع في أفغانستان وألا تكون ملاذاً للإرهاب"، وشدد على ضرورة "مراقبة ما تقوم به طالبان من أجل الحفاظ على حقوق الإنسان، والحفاظ على مكتسبات 20 عاماً، وضرورة بناء تحالف دولي حول هذه المواضيع"، مستدركاً بالقول "لا نعترف بعد بطالبان، لكن من المهم أن نتواصل معها لتفادي كارثة إنسانية". وختم بالقول "طالبان تحت الاختبار وسنحكم عليها بأفعالها لا بأقوالها".
وقد نقلت قناة "الجزيرة" عن رئيس هيئة الطيران الأفغاني قوله إنّ الرحلات الداخلية من مطار كابول ستستأنف غداً، الجمعة، "أما الخارجية فستأخذ وقتاً". وفي وقت سابق، وصل فريق فني قطري إلى مطار كابول، حيث يجري تقييماً للأضرار بالمطار، حيث من المزمع إعادته للعمل قريباً.
واستقبل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في مكتبه بالديوان الأميري، صباح اليوم الخميس، وزير الخارجية البريطاني والوفد المرافق له.
وبحسب بيان للديوان الأميري، فقد "تمّ خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين وآفاق تعزيزها وتطويرها، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات الإقليمية والدولية، خاصة تطورات الوضع في أفغانستان".
وأعرب راب عن "شكر المملكة المتحدة للأمير على المساهمة الفعالة لدولة قطر في عمليات إجلاء المدنيين، وجهودها الحثيثة في عملية السلام في أفغانستان".
سمو الأمير المفدى يستقبل بمكتبه بالديوان الأميري سعادة دومينيك راب وزير الخارجية البريطاني، والوفد المرافق له بمناسبة زيارته للبلاد. https://t.co/bVilDzeWVc pic.twitter.com/1ouFhrj4OW
— الديوان الأميري (@AmiriDiwan) September 2, 2021
وكان مكتب وزير الخارجية البريطاني قد أعلن أنّ الأخير سيزور الدوحة، الخميس، لبحث الوضع في أفغانستان مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، إنّ "احتمالات إعادة تشغيل مطار كابول، وتوفير ممرّ آمن للمواطنين الأجانب والأفغان عبر الحدود البرية، تتصدر جدول أعمال المباحثات".
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أمس الأربعاء أيضاً، أنّه سيزور منطقة الخليج الأسبوع المقبل، حيث سهّل حلفاء الولايات المتّحدة عمليات إجلاء قسم كبير من اللاجئين الأفغان.
وتلقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، استعرضا خلاله "علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، ومتابعة آخر التطورات الأمنية والسياسية في أفغانستان"، بحسب بيان للخارجية القطرية.
إلى ذلك، دعت مساعدة وزير الخارجية القطري لولوة الخاطر، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، إلى ضرورة الاستفادة من البراغماتية التي أظهرتها حركة "طالبان" أخيراً، مشيرة إلى أن "عزلها كلياً لن يفيد في هذه الحالة، وعلينا أن نفكر في طرق أخرى للتعامل معها، من دون تقويض حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، وكلّ المعايير الدولية التي نتبنّاها جميعاً".
في مقابلة مع CNN.. مساعدة وزير خارجية #قطر: عزل #طالبان غير مفيد في هذه اللحظةhttps://t.co/T7dHsSxBPo
— CNN بالعربية (@cnnarabic) September 1, 2021
ولفتت إلى أن الحركة تحتاج إلى المجتمع الدولي، وهي تدرك ذلك، ولهذا علينا أن نستفيد من هذه اللحظة.
وتنسّق الولايات المتحدة مع قطر بشأن ضرورة استمرار تشغيل مطار حامد كرزاي في كابول، وقد أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الثلاثاء، العمل مع تركيا وقطر لإبقاء المطار مفتوحاً.
وأكدت ساكي، في مؤتمر صحافي تطرقت خلاله إلى عملية الانسحاب الأميركي من أفغانستان وآخر التطورات فيها، الثلاثاء، أنه "ينبغي للجميع أن يكونوا متأكدين من أنّ واشنطن ستبذل جهدها لإجلاء مواطنيها الباقين في أفغانستان"، مشددة على أهمية أن يكون مطار "حامد كرزاي" مفتوحاً، وأن بقاءه كذلك يصبّ في مصلحة الجميع.
وقال وزير الخارجية القطري لصحيفة "فايننشال تايمز"، الإثنين، إنّ بلاده تحثّ قادة حركة "طالبان" الجدد على قبول المساعدة الخارجية لتشغيل المطار.