وصل وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، مساء الأربعاء، إلى واشنطن في زيارة رسمية على رأس وفد عراقي رفيع، بحسب ما أعلنته وزارة الخارجية التي أكدت أنه سيبحث مع كبار المسؤولين هناك العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في القطاعات المختلفة، بالاستناد لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الجانبين.
والزيارة محددة سلفاً، لبحث جملة من الملفات التي يصنفها كلا البلدين بالحساسة والمهمة، على رأس هذه الملفات أزمة تراجع قيمة الدينار العراقي، إثر الإجراءات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية أخيراً على البنك المركزي العراقي للحد من تسلل الدولار إلى إيران والنظام السوري، فضلا عن التعاون العسكري والأمني.
ووفقا للمتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد الصحاف، فإن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين وصل إلى العاصمة الأميركية واشنطن على رأس وفد حكومي رفيع، يضم عددًا من الشخصيات المالية والمصرفية، مبينا في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، بعد منتصف الليل، أنه "من المقرر أن يلتقي الوزير نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، كما سيعقد الوفد حواراته مع الجانب الأميركي، والتي ستتركز على دعم السياسة النقدية للعراق وتبادل الدعم المالي والمصرفي بهدف تعزيز رؤية الحكومة العراقية من إجراءاتها بشأن سعر صرف الدولار".
كما سيبحث الوزير مع كبار المسؤولين في واشنطن العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في القطاعات المختلفة، بالاستناد لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الجانبين، بحسب قول الصحاف.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) قد فرض إجراءات على الحوالات المالية الخارجية من العراق، لضمان عدم وصولها إلى طهران ودمشق.
إلا أن وزارة الخزانة الأميركية أبدت الخميس الماضي، استعدادها للتعاون مع العراق لتحقيق "الأهداف المشتركة"، خلال الاجتماعات المزمع عقدها في العاصمة واشنطن قبل منتصف الشهر الجاري، وذلك عقب اختتام محافظ البنك المركزي علي العلاق والوفد المرافق له في تركيا اجتماعاته مع مساعد وزير الخزانة الأميركية براين نيلسون والوفد المرافق له، فيما أصدر البنك المركزي العراقي، حزمة تسهيلات تلبية الطلب على الدولار، في جانبي النقد والتحويلات الخارجية، أسهمت بانتعاش نسبي بقيمة الدينار العراقي.
ومن المفترض أن يقدم الوفد العراقي مجموعة من الحلول بشأن منع تهريب العملة، وكذلك سيوضح الإجراءات الحكومية وإجراءات البنك المركزي العراقي بشأن الحد من غسل الأموال وتهريب العملة، وسيعمل على إيجاد حلول ترفع بعض التشديد عن العراق في تعاملاته التجارية والخارجية.
وخلال الأيام الأخيرة خسر الدينار أكثر من 30 في المائة من قيمته أمام الدولار، وشهدت السوق العراقية ارتفاعاً قياسياً في مستويات أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، عمّا كانت عليه قبل أقل من شهر، الأمر الذي نتج عنه انخفاض كبير في القوة الشرائية، وبات كثير من المواطنين عاجزين عن تلبية متطلبات عائلاتهم بسبب الارتفاع المفاجئ في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.