- قبل كينيا، زار عطاف رواندا للمشاركة في إحياء ذكرى الإبادة الجماعية، معبراً عن التضامن والاتفاق على توسيع التعاون الثنائي مع رواندا في مجالات جديدة.
- تأتي هذه الزيارات في سياق جهود الجزائر لتجديد علاقاتها مع دول أفريقيا بعد فترة ركود، مع التركيز على بناء شراكات اقتصادية وتوسيع تدفق السلع الجزائرية إلى القارة.
وصل وزير الخارجية الجزائرية أحمد عطاف إلى كينيا، اليوم الاثنين، في إطار جولة أفريقية يقوم بها سعياً لاستعادة الحضور السياسي والدبلوماسي الجزائري في عمق القارة الأفريقية، بعد غياب بسبب ظروف داخلية مرت بها الجزائر قبل عام 2020.
وأجرى عطاف محادثات مع وزير الخارجية الكيني موساليا مودافادي، اليوم الاثنين، حول العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في المجال الاقتصادي والاستحقاقات المشتركة بين البلدين، في ظل وجود رغبة سياسية بين قادة البلدين بوضع العامل الاقتصادي والتجارة في قلب هذه العلاقات.
وكان الرئيس الكيني ويليام روتو أعلن، في يناير/كانون الثاني الماضي، رغبة بلاده "في العمل مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإقامة علاقات ثنائية بين البلدين محورها التكامل الاقتصادي"، وفي نفس الفترة، قدمت الجزائر هبة تقدر بـ16 ألف طن من الأسمدة الزراعية إلى كينيا ووصفتها الحكومة الكينية بأنها "هبة ثمينة للغاية من الأسمدة التي تحتاجها كينيا لإنجاح موسمها الزراعي".
ووصل عطاف إلى كينيا قادماً من رواندا، حيث شارك في مراسم إحياء ذكرى مرور 30 عاماً على الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام 1994، وذلك تعبيراً، بحسب بيان الخارجية الجزائرية، عن "التضامن مع جمهورية رواندا التي أعادت بناء نفسها بعد هذا الفصل التاريخي الأليم، الذي راح ضحيته أكثر من مليون رواندي من عرقية التوتسي، والتأكيد على ضرورة إعلاء الدروس المستقاة من التجربة الأليمة التي مر بها هذا البلد الشقيق في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي يقودها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
وخلال هذه الزيارة، أجرى عطاف لقاءات ومحادثات سياسية مع نظيره الرواندي فانسنت بيروتا، حيث اتفقا على جملة من الخطوات العملية التي من شأنها الحفاظ على هذا الزخم في العلاقات، تتعلق بتنشيط آليات التعاون الثنائي، وعلى رأسها اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي وتوسيع علاقات التعاون والتبادل لتشمل مجالات جديدة كالطاقة والصناعة الصيدلانية.
ومنذ عودة عطاف إلى وزارة الخارجية الجزائرية في مارس/آذار 2023، أولت الجزائر اهتماماً خاصاً لعلاقاتها مع عمقها الأفريقي، حيث نشطت زيارات المسؤولين الجزائريين إلى الدول الأفريقية بعد فترة من الركود والغياب، استمرت من 2013 حتى 2020.
ويعتقد الخبير في الشؤون الاقتصادية مراد ملاح الذي أشرف في وقت سابق على مشروعات اقتصادية في بعض بلدان القارة الأفريقية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "توجه الجزائر باتجاه أفريقيا في السنوات الأخيرة، سياسياً واقتصادياً، يعكس رغبة سياسية وخياراً اقتصادي لتنشيط العلاقات مع العمق الأفريقي بعد سنوات من الغياب عن هذا العمق"، مشيراً إلى أن "هذا الجهد السياسي يتزامن مع تطوير مشروعات بنية تحتية تخص قطاع النقل والطرق باتجاه القارة الأفريقية، على غرار فتح خط بحري إلى داكار وشق الطريق إلى الزويرات الموريتانية والطريق الصحراوي إلى أبوجا".
وفي سياق عودة الاهتمام والتركيز الجزائري اللافت على العمق الأفريقي، أجرى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قبل أسبوع، تغييرات في السلك الدبلوماسي الجزائري في عدد من الدول الأفريقية، مثل نيجيريا وأوغندا وغينيا كوناكري وأثيوبيا وبوروندي وغانا وزامبيا، وهي دول باتت تمثل محور اهتمام خاص على الصعيد الاقتصادي بالنسبة للجزائر.
وتسعى الجزائر لبناء وتوسيع خط شراكة اقتصادية، يتضمن فتح مسارات جديدة لتدفق السلع والبضائع الجزائرية إلى غرب ووسط أفريقيا تزامناً مع قرب انتهاء الطريق الصحراوي وطريق تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية، وعودة شبكة النقل الجوي الجزائرية إلى عمق أفريقيا، وبداية تمركز شركة المحروقات الجزائرية سوناطراك للعمل في بعض الدول الأفريقية.