وزير الخارجية الإيراني: بدأنا مباحثات أمنية مع مصر وسورية شكلت نقطة الانطلاقة للتعاون

19 يوليو 2023
قال عبد اللهيان إن الرسالة التي حملها بن طارق تم تلقيها من "أعلى مستوى بإيران" (فرانس برس)
+ الخط -

كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أن "مباحثات أمنية" بدأت بين إيران ومصر، مشيرًا إلى أن سلطان عمان هيثم بن طارق حمل رسالة من القاهرة لطهران بشأن تطوير العلاقة بين البلدين.

وقال أمير عبد اللهيان إنه بعدما تولى السيسي السلطة في مصر "شكّلت سورية أول محطة لتعاوننا المشترك، بغض النظر عن التحديات والقضايا داخل مصر آنذاك"، وتابع: "كان توجه السيسي في سورية يعتمد على مكافحة الإرهاب والتطرف والابتعاد عن التماشي مع تغيير النظام السياسي في سورية".

وبحسب عبد اللهيان، فإن "المباحثات الأمنية مع مصر بدأت وأن آخر تطور بهذا الشأن هي الرسالة التي حملها سلطان عمان خلال زيارته إلى طهران بعدما أجرى مباحثات في مصر مع السيسي حول ضرورة الرقي بالعلاقات السياسية بين البلدين".

تقارير عربية
التحديثات الحية

ومضى قائلا إن تلك الرسالة "تم تلقيها من قبل أعلى مستوى في إيران"، في إشارة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لافتا إلى أن سلطان عمان "تلقى ردا إيجابيا.. نحن نخطط حاليا لأن يتم الرقي بالعلاقات في الزمان المناسب وفق برنامج اتفقنا عليه".

وأكد أمير عبد اللهيان أنه "لا توجد أي قيود لتوسيع شامل للتعاون مع مصر، ونحن نرحب بذلك"، مشيرا إلى أن العلاقات مع "مصر الحالية هي علاقات على أساس الصداقة والأخوة"، معربا عن أمله في اتخاذ خطوات عملية أكثر تأثيرا لتوسيع العلاقات بين البلدين.

وتابع أن لدى كل من طهران والقاهرة مكتبا لدى الآخر لرعاية المصالح، مؤكدا أن الطرفين "في الخطوة الأولى عينا سفيرين على رأس المكتبين.. مبعوثنا هناك يحمل درجة السفير كما أن دبلوماسيهم أيضا في إيران يحمل درجة السفير".

وشدد على أن "اشتراكات كثيرة" تجمع بين إيران ومصر، معتبرا إياها "دولة مهمة ومؤثرة في العالمين العربي والإسلامي".

تطورات العلاقة مع السعودية

وحول الاتفاق مع السعودية لاستئناف العلاقات، قال وزير الخارجية الإيراني إن "الحكام السعوديين وصلوا إلى استنتاج بوجود العلاقات بين البلدين على أساس الجوار والاحترام المتبادل وهذا يحقق مصالح الطرفين ويعود بالمنفعة على المنطقة ويحمل رسالة جيدة".

وأضاف أن السفير الإيراني علي رضا عنايتي سيستقر في الرياض خلال الأيام المقبلة لمباشرة مهامه، وتابع: "إذا ما أردت الحديث بواقعية وموضوعية مع الشعب، فإن الاتفاق في هذه المرحلة يشمل إعادة فتح السفارات والقنصليات".

وقال وزير الخارجية إنه أبلغ نظيره السعودي فيصل بن فرحان خلال أول لقاء معه في بكين خلال إبريل/نيسان الماضي بـ"أننا لا نريد علاقات تكتيكية"، مشيرا إلى أنه "بيننا مشكلات ووجهات نظر مختلفة وخلافات، وهذا لن يحل بين ليلة وضحاها. يجب أن نسعى لتخطي الخلاف في وجهات النظر".

وتطرق وزير خارجية إيران إلى اتفاقه مع بن فرحان على "تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات بين البلدين في ظل وجود مواقف سياسية مختلفة في مجالات في هذه المرحلة".

وتوصلت طهران والرياض، بوساطة بكين، إلى اتفاق في العاشر من شهر مارس/آذار، أنهى ثماني سنوات من القطيعة الدبلوماسية، ليعلن الطرفان استئناف العلاقات الدبلوماسية الثنائية في بيان ثلاثي صادر عن بكين بعد ختام مباحثات استمرت أربعة أيام استضافتها الصين من 6 إلى 10 مارس/ آذار.

والمباحثات التي تُوّجت باتفاق استئناف العلاقات بين البلدين، جاءت بمبادرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، كما ورد في البيان الثلاثي.

وفيما أعادت إيران فتح سفارتها وقنصليتها في السعودية في مطلع الشهر الماضي، لم تُعد السعودية بعد فتح بعثاتها الدبلوماسية في طهران.

المفاوضات النووية 

وبشأن المفاوضات النووية المتعثرة مع الولايات المتحدة وأوروبا، قال أمير عبد اللهيان إن بلاده ستواصل الدبلوماسية وأنها لم تبتعد عن طاولة التفاوض، مشيرا إلى أن "برنامجها الأساسي" في الوقت ذاته هو العمل على إفشال مفاعيل العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

وأضاف أن طهران متمسكة بخطوطها الحمراء، متهما واشنطن بالسعي لتخطي إيران تلك الخطوط، مع القول إن تبادل الرسائل مع الإدارة الأميركية مستمر، لافتا إلى وجود دول من بينها سلطنة عمان تعمل على تقريب وجهات النظر.

المساهمون