- شدد الصفدي على تفعيل المؤسسات اللبنانية وانتخاب رئيس لتعزيز الاستقرار، واستمرار الجهود الأردنية لوقف العدوان والتنسيق مع المجتمع الدولي لدعم لبنان، ودعم الجهود العربية لتحقيق السلام وحل القضية الفلسطينية.
- أعرب نجيب ميقاتي عن شكره للأردن لدعمه لبنان، مشيرًا إلى أهمية الجسر الجوي لإغاثة النازحين، ورفض الموقف العربي الموحد للعدوان، مؤكدًا على حقوق الشعب الفلسطيني.
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي يزور بيروت، بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اليوم الاثنين، "نحن في مواجهة كارثة وتصعيد خطير يهدّد أمن المنطقة برمّتها، والأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وجهود المملكة مستمرة مع الجميع لوقف العدوان الذي يجب أن ينتهي فوراً، وللجم العدوانية وتطبيق القانون الدولي بشكل كامل على إسرائيل"، مذكّراً بأنه "ثمة قرار لمجلس الأمن قادرٌ على أن يحقق الأمن والاستقرار، وهو 1701 ونحن ندعم تطبيقه بالكامل أيضاً".
وأوضح الصفدي أن "موقف الأردن واضحٌ، بأننا لن نكون ساحة حرب لأحد، ولن نسمح لأي كان باختراق أجواء الأردن وسيادته، وتهديد أمن مواطنيه، فحماية المواطنين والأردن أولوية بالنسبة إلينا، وأبلغنا هذه الرسالة إلى إيران وإسرائيل والجميع، وسنقوم بكل ما نستطيع للحؤول دون ذلك". وذكر وزير الخارجية الأردني أنه حمل تأكيد موقف الأردن والملك عبد الله الثاني بدعم لبنان وأمنه وسيادته وسلامة مواطنيه بشكلٍ كاملٍ، واستعداد المملكة تقديم كل ما تستطيع من مساعدات إلى لبنان الشقيق، لمواجهة تبعات العدوان الغاشم، الذي يشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي، واستباحة لسيادة لبنان، وإمعاناً في العدوانية الإسرائيلية التي بدأت ومستمرة بغزة، وانتقلت إلى لبنان، وتدفع المنطقة جميعها إلى هاوية حرب إقليمية شاملة.
وأكد الصفدي أنّ "الأردن مستمرّ بجهوده لوقف العدوان والتنسيق مع الأشقاء والمجتمع الدولي لوقف العدوان بأسرع وقتٍ ممكنٍ وبشكلٍ فوريٍّ وايصال المساعدات التي يحتاجها لبنان". وشدد على دعم "جهود لبنان في تفعيل مؤسساته الوطنية، وقراره الوطني في ما يتعلق بتفعيل وتمكين المؤسسات، بدءاً بانتخاب رئيسٍ للجمهورية، ما سيشكّل خطوة مهمّة في تقوية وضع لبنان، مع التأكيد أنّ هذا قرارٌ وطنيٌّ لبنانيٌّ لا نتدخّل فيه، لكن ندعم ما يتفق عليه اللبنانيون من أجل تحقيق ذلك".
وتابع "نحن كدول عربية موقفنا كان واضحاً برفض وإدانة العدوان والتحذير من تبعاته والتحذير أنه لن يقود إلّا إلى تصعيد إقليمي خطير ولن يحقق الأمن لإسرائيل، والأمن والسلام في المنطقة، ولن تحقق إسرائيل أمنها من خلال العدوانية التي تتبدل بوحشية غير مسبوقة من غزة إلى لبنان، والسبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار تلبية حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وتقرير مصيره". واعتبر الصفدي أن "العالم فشل في حماية الأمن والسلم في المنطقة، ولجم العدوانية، وتطبيق القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، وسيكون للفشل تبعاته لسنوات طويلة، كما ضرب صدقية القانوني الدولي، ورسّخ الاقتناع بأن هذا القانون يطبق انتقائياً وفق الهوية وموازين القوى"، مشدداً على أننا "مستمرّون بالجهد وإسرائيل تتحمّل مسؤولية العدوان والتصعيد في المنطقة وأي تهديد جديد سيدفع المنطقة نحو حاوية حرب إقليمية لن يستفيد منها أحد".
وأكد وزير الخارجية الأردني أن "موقف إسرائيل يعتمد الحرب والعدوان وسيلة لتحقيق مآربه وحماية مصالح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي تحدّى القانون الدولي والقرارات الدولية ومواقف دول حليفة لإسرائيل، منها أميركا وفرنسا، ومبادرة وقف إطلاق النار 21 يوماً، وبحث تطبيق القرار 1701، وبالتالي فإنّ مسؤولية التصعيد تتحمّلها إسرائيل بالكامل، ونعمل لفرض وقف العدوان، ولبنان اتخذ موقفاً واضحاً باستعداده لتطبيق القرار 1701، ونشر الجيش في الجنوب، وعلى إسرائيل أن تلتزم أيضاً، وعلى المجتمع الدولي إذا أراد حماية المنطقة من الانزلاق نحو كارثة الحرب الإقليمية، أن يفرض على إسرائيل وقف إطلاق النار في لبنان وغزة، والإجراءات اللاشرعية التصعيدية التي تدفع الضفة الغربية نحو الهاوية، ووقف الاعتداءات على الأماكن المقدسة في القدس المحتلة".
من جهته، جدّد ميقاتي خلال اجتماعه مع الصفدي، "شكره وتقديره للملك عبد الله الثاني على اهتمامه الشديد بلبنان، ووقوف الأردن إلى جانبه في كل المراحل، ولا سيما الجهود التي يبذلها راهناً لوقف العدوان الإسرائيلي على أرضنا وشعبنا، ووقف إطلاق النار، وتطبيق القرار 1701 بحذافيره". وشدد رئيس الحكومة على أنّ "لبنان يقدّر كثيراً الدعم الذي تقدّمه المملكة عبر الجسر الجوي بين عمّان وبيروت لإغاثة النازحين جراء العدوان".
واعتبر رئيس الحكومة أنّ "جهود الأردن، في الدفاع عن القضايا العربية والعمل نحو السلام والاستقرار مشكورة دوماً، وأنّ الملك عبد الله مستمر أيضاً في جهوده لوقف الحرب في غزة والتوصل إلى حل عادل للفلسطينيين".
ووصل الصفدي إلى بيروت في وقت سابق اليوم، على متن طائرة تابعة للقوات المسلحة الأردنية، تحمل 13 طناً من المواد الغذائية والإغاثية والأدوية، والمستلزمات الطبية. وهذه هي سابع طائرة مساعدات أردنية تصل لبنان منذ 18 سبتمبر/ أيلول 2024. وكان الصفدي أكد ضرورة تحرك المجتمع الدولي فوراً لوقف العدوان على لبنان، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل.