وزيرا الدفاع الأميركي والروسي يجريان أول محادثة منذ أكثر من عام

26 يونيو 2024
حذرت موسكو من تداعيات استمرار توريد الأسلحة الأميركية إلى كييف (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وزيرا الدفاع الأميركي والروسي أجريا أول اتصال هاتفي منذ أكثر من عام، بمبادرة من الجانب الأميركي، لمناقشة الوضع في أوكرانيا وتأثيرات استمرار توريد الأسلحة الأميركية إلى كييف.
- الاتصال تزامن مع تنديد روسيا بالهجوم الأوكراني على سيفاستوبول بصواريخ أميركية، مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، واتهامات للولايات المتحدة بالضلوع في "العمل الإرهابي".
- روسيا حذرت من تصاعد الوضع بسبب الإمدادات الأميركية لأوكرانيا واستدعت السفيرة الأميركية، معلنة أن واشنطن أصبحت طرفًا في الصراع، بينما تؤكد الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا للدفاع عن سيادتها.

أجرى وزيرا الدفاع الأميركي والروسي اتصالاً هاتفياً، الثلاثاء، للمرة الأولى منذ أكثر من عام، بمبادرة من الوزير الأميركي، تناولا خلاله الوضع في أوكرانيا وتداعيات استمرار توريد الأسلحة الأميركية إلى كييف. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أنّ الوزيرين لويد أوستن وأندريه بيلاوسوف ناقشا أهمية خطوط الاتصال المفتوحة. وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال في القوات الجوية باتريك رايدر للصحافيين إنّ أوستن هو الذي بدأ المحادثة التي كانت الأولى من نوعها منذ مارس/ آذار 2023.

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان نشر على قناتها الرسمية في تطبيق تليغرام: "في 25 يونيو/ حزيران 2024، وبدعوة من الجانب الأميركي، جرى اتصال هاتفي بين وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف، ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستن. تبادل الوزيران الآراء بشأن الوضع حول أوكرانيا". وحذر وزير الدفاع الروسي خلال الاتصال من "مغبة استمرار تصاعد الوضع على خلفية تواصل إمدادات الأسلحة الأميركية للقوات المسلحة الأوكرانية".

وجاء الاتصال بين بيلاوسوف وأوستن بعد أيام من الهجوم الذي شنته القوات المسلحة الأوكرانية على مدينة سيفاستوبول الواقعة في شبه جزيرة القرم بواسطة صواريخ أتاكمز الأميركية المزودة بذخائر عنقودية. وأسفر الهجوم في 23 يونيو/ حزيران الحالي عن مقتل أربعة أشخاص، بمن فيهم طفلان، وإصابة أكثر من 150 آخرين.

وأثار الهجوم تنديداً روسياً واسعاً، إذ اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين، أن ضلوع الولايات المتحدة في "العمل الإرهابي" في سيفاستوبول ليس محلاً للشك. من جهته، ألقى الكرملين بالمسؤولية مباشرة على الولايات المتحدة في الهجوم، وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف للصحافيين، الاثنين: "عليكم أن تسألوا زملائي من المتحدثين الصحافيين في أوروبا، وخاصة في واشنطن، لماذا تقتل حكوماتهم الأطفال الروس؟".

واستدعت وزارة الخارجية الروسية السفيرة الأميركية لين تريسي، وأبلغتها بأنّ واشنطن "تشنّ حرباً هجينة على روسيا، وأصبحت في الواقع طرفاً في الصراع... ستتبع ذلك بالتأكيد إجراءات انتقامية". ونقل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين عن تريسي قولها إنّ واشنطن تأسف لأي خسارة في أرواح المدنيين، وإنها توفر أسلحة لأوكرانيا حتى تتمكن من الدفاع عن سيادة أراضيها التي تتضمن شبه جزيرة القرم، وفق "رويترز".

وتحمّل روسيا دوماً دول الغرب المسؤولية عن تنفيذ الضربات الأوكرانية باستخدام الأسلحة الغربية في العمق الروسي، بما في ذلك في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014. واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في نهاية مايو/ أيار الماضي، أنّ الأهداف والمهمات للنظم الضاربة يتم تحديدها بنظام عن بعد أو تلقائياً، "من دون أي مشاركة للعسكريين الأوكرانيين"، داعياً دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى "الإدراك بم تلعب".

وزعم نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الرئيس السابق دميتري مدفيديف، هو الآخر، أنّ كل الأسلحة بعيدة المدى الموردة إلى أوكرانيا "تدار بشكل مباشر من قبل عسكريي بلدان الناتو"، محذراً من أن مثل هذه الأعمال قد تشكل ذريعة لضربات انتقامية.

المساهمون