أثارت المعلومات حول الزيارة غضب نتنياهو
قال نتنياهو لغانتس إن هناك رئيس وزراء واحداً في إسرائيل
تتصاعد الخلافات في مجلس الحرب بسبب تفرّد نتنياهو بالقرارات
ذكر موقع "واينت" الإسرائيلي، الجمعة، أن عضو المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي بني غانتس سيزور الولايات المتحدة، غداً الأحد، لعقد سلسلة من اللقاءات، على أن يتوجه بعدها إلى العاصمة البريطانية لندن.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن للتوصل إلى هدنة مؤقتة للقتال وزيادة تدفق المساعدات إلى غزة.
وتأتي الزيارة في وقت تستمرّ المحادثات من أجل التوصل إلى صفقة في قطاع غزة لتبادل الأسرى، ووسط تقارير في الولايات المتحدة تتحدث عن أن صبر الحكومة الأميركية بدأ ينفد تجاه سلوك نتنياهو في الحرب، ومزاعم بأنه يتمّ تقييده من قبل شريكيه في الحكومة، وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.
غانتس أبلغ نتنياهو بنيّته السفر
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول بالبيت الأبيض قوله إن كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن، ستلتقي يوم الاثنين مع غانتس.
وكشف المسؤول الأميركي، الذي لم تفصح الوكالة عن اسمه، أن من المتوقع أن تتناول المحادثات ملفات، من بينها الحد من الخسائر البشرية بين المدنيين الفلسطينيين وتأمين وقف مؤقت لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وزيادة المساعدات للقطاع.
وأوضح المسؤول أن هاريس "ستعبر عن قلقها بشأن سلامة ما يصل إلى 1.5 مليون شخص في رفح"، فيما أكد بيان لغانتس أنه سيجتمع مع هاريس ومع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان ومع أعضاء جمهوريين وديمقراطيين بالكونغرس.
وجاء في البيان أن "الوزير غانتس أبلغ رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) شخصياً، بمبادرة منه يوم الجمعة، بنيته السفر، من أجل تنسيق الرسائل التي ستُنقل في الاجتماعات".
غير أنه في وقت سابق، أشار موقع "واينت" إلى أن مكتب نتنياهو عبّر عن غضبه ممّا نشره الموقع، وأوضح أن غانتس يسافر من دون موافقته، وذلك خلافاً للقواعد الحكومية التي تتطلّب من كلّ وزير تنسيق رحلته مسبقاً مع رئيس الوزراء، بما في ذلك الموافقة على خطط السفر.
ووفق مساعدي نتنياهو، فقد أوضح الأخير لغانتس أن "دولة إسرائيل لديها رئيس وزراء واحد".
ويشهد مجلس الحرب الإسرائيلي تصاعداً متزايداً في التوتر، في ظل اتهام الوزراء لنتنياهو بالانفراد بقرارات الحرب. وسبق أن هدّد غانتس والوزير غادي آيزنكوت نتنياهو بحلّ مجلس الحرب، في حال واصل اتخاذ القرارات وحده من دون الرجوع إليهما.
والشهر الماضي، تحدثت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن محاولات لإطاحة نتنياهو من قبل حزب "المعسكر الرسمي" بزعامة الوزير في مجلس الحرب بني غانتس.
وعلى الرغم من الشعارات بشأن وحدة الصف في زمن الحرب التي تتغنّى بها معظم الأحزاب الإسرائيلية، يعمل عدد من المسؤولين في الجوانب السياسية أيضاً، ويتحدثون عن الانتخابات المقبلة للكنيست الإسرائيلي، التي يطالب بعضهم بأن تكون بعد الحرب مباشرة، فيما سبق أن صرّح رئيس المعارضة يئير لبيد بأن الأوضاع الحالية تتطلب إجراء انتخابات فورية، حتى في ظل استمرار الحرب على غزة وضد "حزب الله" في لبنان.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه تجرى خلف الكواليس محاولات من طرف غانتس لإقناع وزراء وأعضاء في حزب "الليكود"، الذي يتزعمه نتنياهو، بالإقدام على خطوات تؤدي إلى استبداله خلال ولاية الكنيست الحالي. وأضافت أن "هذا الأمر يحصل منذ مدة طويلة في كواليس الساحة السياسية بهدوء تام"، وأن ممثلين عن غانتس يتوجهون إلى عدد من النواب في "الليكود" في هذا السياق.
ويحاول العديد من مبعوثي غانتس استغلال علاقاته في الكنيست للتقدّم في هذا الأمر، كلّ واحد من زاويته، وأكثر من هذا، قيل لأعضاء "الليكود" إنه في حال نجاحهم في استكمال هذه الخطوة التي تقود إلى نزع الثقة عن نتنياهو وتركيبة الحكومة الحالية، فإنهم في "المعسكر الرسمي" سيهتمون أيضاً بمستقبلهم السياسي، أي مستقبل الأعضاء الذين يتعاونون معهم.