"واينت": تقدم في مفاوضات غزة بموازاة فجوات لم تُجسر بعد

22 ديسمبر 2024
خيام للنازحين الفلسطينيين في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، 22 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أحرز الوفد الإسرائيلي تقدماً في مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى مع حماس في الدوحة، مع وجود تفاؤل إسرائيلي مدعوم بتقديرات أميركية، رغم التحذيرات من التفاؤل المفرط لعدم إغلاق الصفقة بعد.
- خلف الكواليس، يُعتقد أن حماس قد توافق على إبعاد أسرى لدولة ثالثة، لكن تظل تساؤلات حول استعدادها للتوقيع في ظل إصرار إسرائيل على إنهاء حكم الحركة.
- جلسات الكابينت السياسي الأمني ركزت على التطورات في الشمال والتهديد الحوثي، مع إعلان نتنياهو عن نية العمل ضد الحوثيين بالتعاون مع الولايات المتحدة.

سجّل الوفد الإسرائيلي الموجود في العاصمة القطرية الدوحة، برئاسة مسؤولٍ رفيع في "الموساد" الإسرائيلي، تقدماً بشأن عددٍ من البنود المرتبطة بصفقة الهدنة وتبادل الأسرى في غزة الجاري العمل على صياغتها، غير أنه حتّى الساعة لا تزال بعض الفجوات بين الطرفين قائمة ولم تُجْسَر بعد، وفق ما أفاد به موقع "واينت" العبري مساء أمس الأحد.

وطبقاً لما نقله الموقع، فإن وزراء مجلس الشؤون السياسية والأمنية الإسرائيلي (الكابينت)، يظهرون تفاؤلاً بقرب التوصل لصفقة، وهو ما تقاطع مع تقدير مسؤول أميركي، قال إنه "من المحتمل التوصل للصفقة في الأسبوع المقبل". وبحسبه، فإن "الشعور هو أنه ستكون هناك صفقة. وعلى ما يبدو ترغب حماس في التوصل إليها خشية من أن عدم حصول ذلك سيغضب (الرئيس الأميركي المنتخب) دونالد ترامب". في المقابل، بدد مسؤول إسرائيلي التفاؤل قائلاً إنه "يُحظر أن ننسى أننا نتحدث مع وحوش. فطالما أن الصفقة لم تُغلق، يعني أنه لم يتم التوصل إليها".

وخلف الكواليس، سُجّل أيضاً في نهاية الأسبوع "تقدم" في الاتصالات حول الصفقة، وبحسب مسؤولين إسرائيليين فإنه "على ما يبدو ثمة رغبة لدى الطرفين في التوصل لصفقة"، فيما تقدّر إسرائيل أن حركة حماس "قد توافق على إبعاد أسرى من العيار الثقيل لدولة ثالثة"، في إشارة إلى قياديي فصائل مقاومة فلسطينية محكومين أحكاماً مؤبدة بسبب العمليات التي يتهمهم الاحتلال بالمسؤولية عنها، والتي أسفرت خصوصاً خلال سنوات الانتفاضة الثانية عن مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين.

ورغم التفاؤل الإسرائيلي، فإن إصرار الاحتلال على إنهاء حكم حركة حماس يضع علامة استفهام عما إذا كانت الأخيرة ستوافق على التوقيع على صفقة، تعرف في نهايتها أن إسرائيل ستستأنف الحرب على غزة. وبعدما أظهرت الحركة نوعاً من الليونة في قضية محور صلاح الدين (فيلادلفي)، يبدو أنها تتشبث بالحصول على ضمانات من الوسطاء كي لا تستأنف إسرائيل الحرب، حيث قد تعارض صفقة جزئية إن لم تتوفر هذه الضمانات، وفقاً للموقع.

إلى ذلك، نقل موقع "الترا فلسطين" المحلي عن مصدر مطّلع على ملفّ المفاوضات غير المباشرة المتعلّقة بوقف إطلاق النار في قطاع غزّة، قوله إن وفد التفاوض الإسرائيلي اشترط، خلال المباحثات الأخيرة، الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليّين الذين لا تنطبق عليهم المعايير الإنسانيّة المتّفق عليها ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، علما أن المعايير الإنسانية تشمل كبار السنّ والنساء والأطفال.

ويأتي ما تقدم، فيما أفادت قناة الغد المصرية بأن الصفقة التي ستخرج لحيز التنفيذ ستتضمن انسحاباً للجيش الإسرائيلي من معظم النقاط في محور صلاح الدين (فيلادلفي)، إلى جانب الموافقة على فتح معبر رفح بناءً لاتفاقية المعابر الموقعة عام 2005، من دون مشاركة إسرائيلية.

في غضون ذلك، رأت عائلات محتجزين إسرائيليين في القطاع، تعليقاً على المقابلة التي أجراها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع صحيفة "وول ستريت جورنال"، أوّل أمس، والتي أوضح فيها أن إسرائيل لن توقف الحرب على غزة قبل ضمان تفكيك سلطة حماس مدنياً، أن ذلك من شأنه أن "يصعّب مفاوضات الصفقة".

الكابينت منشغل بكل شيء إلا بالصفقة

على المقلب الآخر، انشغلت جلسات الكابينت السياسي الأمني، التي انعقدت أمس في المنطقة الشمالية، واستمرت لأكثر من أربع ساعات، بالتداول في التطورات في الشمال، ولم تتطرق هذه الجلسات لصفقة التبادل أو المفاوضات الجارية بشأنها، حيث تلقى الوزراء خلال المناقشات إحاطات معمقة بشأن "الأنشطة العملياتية" في لبنان، التي لا تزال تجري هذه الأيام، وبشأن جمع ومصادرة الذخيرة في إطار العمليات العسكرية المتواصلة في قرى الحافة الأمامية. كما شملت الإحاطة مسألة "التهديد" الذي تشكله جماعة الحوثيين اليمنية.

وعقب الجلسات المذكورة، خرج نتنياهو بمقطع مصوّر أعلن فيه أن "تل أبيب ستعمل ضد الحوثيين باليمن"، مستدركاً "ليس بمفردها". وأضاف أنه "تماماً كما تصرفنا بقوة ضد أذرع محور الشر الإيراني، فإننا سنعمل ضد الحوثيين"، مشدداً على أنه "في هذه الحالة، نحن لا نتصرف بمفردنا، فالولايات المتحدة، وكذلك دول أخرى، مثلنا، تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم قوة إرهابية... ليس فقط للشحن الدولي، بل للنظام الدولي".

وختم نتنياهو موجهاً كلامه للإسرائيليين، قائلاً: "حتى لو استغرق الأمر وقتاً، فإن النتيجة ستكون نفسها، كما هو الحال مع الأذرع الأخرى"، مطالباً مواطنيه بـ"التحلّي بالصبر، ومواصلة إظهار الموقف الصارم نفسه الذي أظهرتموه حتى الآن، والحذر الشديد في التعامل مع تعليمات قيادة الجبهة الداخلية".

المساهمون