أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء، أنّها لن تعترض على زيارة تعتزم رئيسة تايوان تساي إنغ-وين، القيام بها إلى كاليفورنيا للقاء رئيس مجلس النواب الأميركي الجمهوري كيفن مكارثي.
وكان مكارثي قد أكّد، الثلاثاء، أنّه سيلتقي تساي في ولاية كاليفورنيا، متجنّباً بذلك القيام بزيارة إلى تايوان، التي تخشى حكومتها أن تؤدّي مثل هكذا خطوة إلى تأجيج التوتّرات مع بكين.
وأشار المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، الأربعاء، إلى الرحلة المرتقبة لتساي إلى الولايات المتحدة بوصفها "ترانزيت" وليست "زيارة".
وتدعم الولايات المتّحدة تايوان، لكنّها لا تعترف بالجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها.
وقال برايس للصحافيين، إنّ "قيام مسؤولين تايوانيين رفيعي المستوى برحلات ترانزيت عبر الولايات المتّحدة يتّفق مع السياسة الأميركية طويلة الأمد ومع علاقاتنا غير الرسمية والقوية مع تايوان".
وأضاف: "هذا ليس أمراً جديداً. هذا ليس أمراً يكرّس أعرافاً جديدة. إنّه أمر يتّفق تماماً مع الوضع الراهن".
وذكّر المتحدّث الأميركي بأنّ تساي مرّت عبر الولايات المتّحدة ستّ مرّات حتى الآن، منذ تنصيبها في 2016.
لكنّ الرحلات التي تحدّث عنها برايس كانت إلى حدّ بعيد مجرّد رحلات "ترانزيت" من أو إلى بعض الحلفاء القلائل لتايوان في أميركا اللاتينية، وليس زيارة إلى الولايات المتّحدة لإجراء محادثات مع مسؤول أميركي كبير.
وفي عام 1996، سمحت وزارة الخارجية الأميركية، بضغط من الكونغرس، لرئيس تايوان آنذاك لي تنغ-هوي، بزيارة جامعة كورنيل في نيويورك التي تخرّج منها، في خطوة أدّت إلى اندلاع أزمة أطلقت خلالها الصين صواريخ على المياه القريبة من الجزيرة.
واتّخذت الصين إجراءً مماثلاً في أغسطس/ آب الماضي، بعد الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب، حينها، الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى تايوان.
ورأى خبراء في تلك المناورات استعراضاً صينياً لغزو تايوان، إذ إنّ الصين اليوم أقوى بكثير ممّا كانت عليه في عام 1996.
وأعربت الصين، الثلاثاء الماضي، عن "قلقها العميق" إزاء المعلومات عن اللقاء المرتقب بين تساي ومكارثي، مؤكّدة أنّها "تعارض بشدّة" أيّ اتصال رسمي بين الولايات المتحدة وتايوان.
وتعتبر الصين تايوان البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، واحدة من مقاطعاتها التي لم تتمكّن من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949.
وبالنسبة إلى مكارثي، فإنّ اجتماعه المرتقب بتساي في ولاية كاليفورنيا لا يعني أنّه لن يزور في المستقبل تايبيه التي تحظى في الكونغرس الأميركي بدعم واسع من كلا الحزبين.
(فرانس برس)