واشنطن تفرض عقوبات جديدة على شركات ومسؤولين روس.. والبابا "مع تسليح أوكرانيا"

16 سبتمبر 2022
حث البابا فرنسيس كييف أيضاً على الانفتاح على فكرة الحوار (Getty)
+ الخط -

فرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، عقوبات على عشرات المسؤولين الروس والأوكرانيين، وكذلك على عدد من الشركات والهيئات الروسية، بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان وسرقة الحبوب الأوكرانية، في وقت قال البابا فرنسيس ‬‬إنه من المشروع أخلاقيا أن تزود الدول أوكرانيا بالأسلحة.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، إنها استهدفت بالعقوبات 23 مسؤولًا و31 هيئة وشركة من روسيا، لدورهم في دعم حرب موسكو في أوكرانيا.

يشار إلى أن بعضا ممن فرضت عليهم العقوبات الجديدة كانوا بالفعل خاضعين للعقوبات الأميركية، التي تشمل تجميد الأصول ومنع الأميركيين من التعامل معهم تجاريا.

وفي السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن "الذين تم تحديدهم اليوم، من مرتكبي أعمال العنف إلى مسؤول يسهّل الإبعاد القسري للأطفال من أوكرانيا، يقدمون أمثلة على السلوك الذي أصبح مرادفا لحرب الحكومة الروسية غير المبررة".

وأضاف الوزير في بيان أن "الولايات المتحدة تعتزم الاستمرار في اتخاذ إجراءات بحق أولئك الذين يدعمون القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، وانتهاكها لحقوق الإنسان، ومحاولاتها إضفاء الشرعية على احتلالها للأراضي الأوكرانية، حيثما كانوا".

ومن بين المستهدفين بعقوبات الخميس 17 مسؤولا روسيا وأوكرانيا، يقال إنهم يعملون لصالح الحكومة الروسية أو بالنيابة عنها لزعزعة استقرار أوكرانيا. كما عوقب خمسة أشخاص آخرين لمشاركتهم في سرقة مزعومة للحبوب الأوكرانية. وتم تعيين العديد منهم من جانب روسيا في مناصب قيادية محلية بمناطق أوكرانية تحتلها روسيا.

من بين الهيئات الحكومية والشركات التي تعرضت للعقوبات، مديرية الاستخبارات الرئيسية في روسيا (جي آر يو) التي تتعرض للعقوبات الأميركية منذ العام 2016، لكنها تواجه منذ ذلك الحين اتهامات بإدارة ما يسمى بمعسكرات "التصفية" التي تم من خلالها ترحيل أوكرانيين قسرا.

وتشمل الشركات الأخرى التي فرضت عليها عقوبات شركات التكنولوجيا الفائقة، العاملة في قطاعي الفضاء والأقمار الاصطناعية بروسيا، وشركات الحاسوب التي تنتج المعالجات الدقيقة وأشباه الموصلات التي تستخدمها القوات المسلحة الروسية.

من جانب آخر، قال مسؤولون أميركيون الخميس إن الولايات المتحدة ستعلن قريبا عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 600 مليون دولار لأوكرانيا لمساعدة جيشها في الحرب ضد روسيا.

البابا: تزويد أوكرانيا بالأسلحة مقبول أخلاقيا

ولم يكن الفاتيكان بعيدا عن تطورات الأزمة الأوكرانية، إذ قال البابا فرنسيس، الخميس،‭‭ ‬‬إنه من المشروع أخلاقيا أن تزود الدول أوكرانيا بالأسلحة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد روسيا.

وفي حديثه للصحافيين على متن الطائرة البابوية خلال رحلة العودة بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام لكازاخستان، حث البابا فرنسيس كييف أيضا على الانفتاح على فكرة الحوار في نهاية المطاف حتى لو كانت فكرة "مكروهة"، نظرا لأنه سيكون خيارا صعبا على الجانب الأوكراني.

وخيمت الحرب في أوكرانيا بظلالها على زيارة البابا لكازاخستان، حيث حضر مؤتمرا لزعماء دينيين من جميع أنحاء العالم.

وفي مؤتمر صحافي استمر 45 دقيقة على متن الطائرة، سأل أحد المراسلين عما إذا كان من الصائب أخلاقيا أن ترسل الدول أسلحة إلى أوكرانيا.

وردّ البابا فرنسيس: "هذا قرار سياسي يمكن أن يكون مقبولا أخلاقيا، إذا اتُخذ بمراعاة (قواعد) المسؤولية الأخلاقية".

وتطرق البابا لمبادئ "الحرب العادلة" للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، والتي تسمح بالاستخدام المتناسب للأسلحة الفتاكة للدفاع عن النفس ضد دولة معتدية. وقال: "الدفاع عن النفس ليس مشروعا فحسب، بل هو تعبير عن حب الوطن. من لا يدافع عن نفسه أو أي شيء آخر فهو لا يحب هذا الشيء. ومن يدافع (عن شيء) فهو بالتأكيد يحبه".

خطاب زيلينسكي في الجمعية العامة

ومن المتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، على ما إذا كانت ستستثني من اجتماعها الشخصي لقادة العالم، الأسبوع المقبل، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأن تسمح له بإلقاء خطاب مسجل مسبقا.

وسوف تسمح الوثيقة، التي ستخرج إلى الوجود برعاية 50 دولة، لزيلينسكي بإلقاء بيان مسجل مسبقا، في قاعة الجمعية العامة، مع التأكيد على أن هذا لا يشكل سابقة لاجتماعات الجمعية رفيعة المستوى في المستقبل.

وتشير مسودة الوثيقة إلى قرار الجمعية العامة الذي تم اتخاذه في جلسة خاصة طارئة في 2 مارس/ آذار، بعد 6 أيام من الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط، والذي يطالب بوقف فوري لعدوان موسكو وانسحاب كافة القوات الروسية.

وبلغ عدد الأصوات المؤيدة للقرار الذي يحمل عنوان "العدوان على أوكرانيا" 141 صوتا مقابل 5 أصوات معارضة، بينما امتنع 35 عضوا عن التصويت.

ونتيجة لجائحة كوفيد 19، عقد الاجتماع السنوي لقادة دول العالم في الجمعية العامة افتراضيا بشكل كامل عام 2020، وافتراضيا في 2021. لكن هذا العام قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن جميع الخطابات يجب أن تكون بالحضور الشخصي.

ويتطلب قرار السماح لزيلينسكي بتسجيل بيانه مسبقا تصويتا بالأغلبية في الجمعية العامة، ويقول الدبلوماسيون إنه من شبه المؤكد أن تتم الموافقة عليه. وإذا تم ذلك سيلقي زيلينسكي خطابه بعد ظهر 21 سبتمبر/ أيلول، وفقا لأحدث جدول زمني.

العثور على "مقبرة جماعية" في إيزيوم بعد تحريرها

إلى ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني، مساء الخميس، العثور على "مقبرة جماعية" في مدينة إيزيوم التي استعادتها قواته من الروس قبل أيام في إطار هجوم أوكراني مضادّ في منطقة خاركيف في الشرق الأوكراني.

وقال زيلينسكي، في رسالته اليومية التي يوجهها عبر الفيديو: "نريد أن يعرف العالم ما تسبّب به الاحتلال الروسي"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل حول عدد الجثث المدفونة أو الأسباب التي أدّت إلى موت هؤلاء الأشخاص.

وإذ أكّد فتح تحقيق في الواقعة، قال "يُفترض أن نتلقّى غداً مزيداً من المعلومات المؤكدة والواضحة".

من جهته قال سيرغي بوتفينوف، المسؤول في الشرطة المحلية، لشبكة "سكاي نيوز"، إنّه تمّ العثور في إيزيوم على موقع دفُنت فيه حوالي 440 جثة.

وأضاف أنّ بعض هؤلاء القتلى سقطوا بالرصاص، فيما قضى آخرون من جراء القصف.

وفي رسالته المصورة، قارن زيلينسكي مدينة إيزيوم بمدينتي بوتشا وماريوبول اللتين أصبحتا رمزين لفظائع الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني إنّ "روسيا تترك الموت وراءها في كلّ مكان، ويجب أن تحاسَب على ذلك. يتعيّن على العالم حقاً أن يحاسب روسيا على هذه الحرب. سنبذل قصارى جهدنا من أجل أن يحصل ذلك".

حزمة مساعدات أميركية جديدة

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن حزمة أسلحة جديدة بقيمة 600 مليون دولار لمساعدة الجيش الأوكراني في محاربة روسيا، وذلك وفقا لمذكرة للبيت الأبيض أُرسلت إلى وزارة الخارجية يوم الخميس.

وأذن بايدن بهذه المساعدات باستخدام سلطة رئاسية تتيح له السماح بنقل فائض الأسلحة من المخزونات الأميركية.

ولا توضح المذكرة كيف ستستخدم الأموال، لكن عدة مصادر قالت لوكالة "رويترز" إن من المتوقع أن تحتوي الحزمة على عتاد يشمل المزيد من أنظمة "هيمارس" الصاروخية.

كما ذكر مصدران، طلبا عدم نشر هويتيهما لأنه غير مصرح لهما بالتحدث علنا عن الأمر، أن الحزمة ستشمل أيضا ذخيرة لمدافع "هاوتزر".

وتفيد المذكرة أيضا بأن المال سيستخدم في التدريب العسكري. وأرسلت واشنطن مساعدات أمنية بنحو 15.1 مليار دولار لحكومة زيلينسكي منذ الغزو الروسي.

(وكالات، العربي الجديد)