أشادت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، بـ"تعاون" حركة "طالبان" و"مرونتها"، وذلك بعيد وصول عشرات، بينهم أميركيون، إلى الدوحة وافدين من مطار كابول، في أول رحلة إجلاء لرعايا أجانب من العاصمة الأفغانية منذ استكمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان.
وأعلن البيت الأبيض في بيان أن ""طالبان" أبدوا تعاوناً بإتاحتهم مغادرة مواطنين أميركيين وحاملي تأشيرات إقامة دائمة" إلى الولايات المتحدة.
وتابعت الرئاسة الأميركية: "لقد أبدوا مرونة ومهنية في التواصل الذي تم معهم على هذا الصعيد"، واصفة الأمر بأنه "خطوة أولى إيجابية".
وذكر مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض أن رحلة للطيران العارض تقل مواطنين أميركيين وغيرهم من أصحاب الإقامة الدائمة هبطت بسلام في قطر قادمة من أفغانستان، وذلك بالتعاون مع حركة "طالبان".
وقالت المتحدثة باسم المجلس، إميلي هورن، في بيان: ""طالبان" كانت متعاونة في تسهيل مغادرة المواطنين الأميركيين وحاملي الإقامة القانونية الدائمة في رحلات للطيران العارض. لقد أظهرت مرونة ونهجاً عملياً واحترافياً في تعاملها معنا في هذا المسعى. هذه خطوة إيجابية أولى".
وأقلعت أول طائرة تجارية دولية من مطار كابول الدولي إلى مطار الدوحة وعلى متنها مئتا أجنبي، بينهم أميركيون، اليوم الخميس، في وقت قال مسؤول قطري إن الأنظمة في مطار كابول تعمل بشكل طبيعي.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مسؤول قوله "إن المسافرين وعددهم 200 ليسوا جميعهم من حاملي الجنسية الأميركية (...) هناك مواطنون أميركيون بين المجموعة التي غادرت كابول إلى الدوحة".
وأظهرت لقطات تلفزيونية مجموعات من المسافرين، بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، ينتظرون وإلى جانبهم حقائبهم على المقاعد عند بوابات مطار العاصمة الأفغانية.
ولعبت قطر دور الوسيط الرئيسي بين حركة "طالبان"، التي افتتحت مكتباً سياسياً في الدوحة عام 2013، والمجتمع الدولي، بما في ذلك واشنطن.
واستكملت حركة "طالبان" سيطرتها على أفغانستان الشهر الماضي.
وبرزت قطر كلاعب رئيسي في عمليات الإجلاء والجهود الدبلوماسية بشأن أفغانستان. ونقل أكثر من 120 ألف شخص جواً من أفغانستان، حيث عبر أكثر من نصفهم من قطر.
وكانت الولايات المتحدة قد قالت إنّه لم يعد في أفغانستان سوى نحو 100 مواطن أميركي، لكن آلاف الأفغان الذين عملوا مع القوات الأجنبية ويخشون الانتقام فشلوا في المغادرة قبل موعد الانسحاب الأميركي.
من جهة أخرى، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول قطري قوله إن مطار كابول جاهز بنسبة 90%، مشيراً إلى أن أنظمة المطار تعمل بشكل طبيعي الآن.
وأكد مبعوث وزير الخارجية القطري مطلق القحطاني، في حديث لقناة "الجزيرة"، "إعادة افتتاح مطار كابول أمام الرحلات الدولية، ولكن بشكل تدريجي"، معلناً أنّه "للمرة الأولى سيكون هناك رحلات دولية آتية من الدوحة إلى كابول"، مبينًا أن "كل الرحلات إلى كابول ستمر عبر المجال الجوي الباكستاني في الوقت الراهن".
"طالبان" تغير اسم مطار حامد كرزاي الدولي
إلى ذلك، أعادت حركة "طالبان" تسمية مطار حامد كرزاي الدولي إلى مطار كابول الدولي الذي كان يطلق على المطار قبل تغييره عام 2014، كما ألغت الإجازة الرسمية في أفغانستان في يوم مقتل القائد الجهادي السابق أحمد شاه مسعود الذي يصادف اليوم.
وبدأت الحركة، منذ أمس، في تغيير جميع لوحات مطار حامد كرزاي الدولي واستبدالها بأخرى تحمل اسم مطار كابول الدولي.
وأثارت الخطوة ردوداً مختلفة في الساحة الأفغانية، إذ رحب الناشط خالد عطا، على صفحته في "فيسبوك"، بخطوة حركة "طالبان"، قائلًا: "إن الأمور عادت إلى أصلها من جديد (...) مرحباً بما تقوم به طالبان"، فيما نشر صورة جديدة للمطار.
كما أكد نويد الله أزاد في صفحته عبر "فيسبوك"، أن "هذه خطوة إيجابية للغاية (...) سكان كابول عاشوا تحت وطأة الظلم لسنوات، وكانوا يستحقون أن ينسب المطار إليهم".
وكان المطار، الذي كان مشهوراً بمطار كابول أو مطار خواجه رواش، وهي المنطقة التي يقع فيها، قد سمي باسم حامد كرزاي الدولي في عام 2014 بقرار من البرلمان وتأييد من حكومة الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني.
اتهامات
وعلى صعيد منفصل، أفادت مبعوثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان ديبورا ليونز مجلس الأمن، الخميس، بأنّ حركة "طالبان" نفذت "اغتيالات بدوافع انتقامية" منذ استيلائها على السلطة، وذلك رغم وعودها بالعفو.
وأضافت: "نشعر بالقلق، إذ رغم التصريحات العديدة حول منح عفو عام لموظفي (قوات الأمن الأفغانية) وأولئك الذين عملوا كموظفين مدنيين، فقد كانت هناك مزاعم ذات مصداقية بارتكاب أعمال قتل انتقامية بحق أفراد ينتمون إلى (قوات الأمن) واحتجاز مسؤولين عملوا في الإدارات السابقة".
(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)