قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، لـ"رويترز"، إن الولايات المتحدة تريد تشكيل "أوسع تحالف بحري ممكن" لحماية السفن في البحر الأحمر، وإرسال "إشارة مهمة" إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات، فيما حذرت إيران اليوم الخميس من أن مثل هذه القوة ستواجه "مشكلات استثنائية".
ويهاجم الحوثيون سفناً في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر، ويطلقون طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل، منذ بدء الحرب على غزة قبل أكثر من شهرين، مما يزيد المخاوف من صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان للصحافيين، الأسبوع الماضي، إن واشنطن تجري محادثات مع دول أخرى بشأن قوة عمل بحرية "تضمن المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر"، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
وقال ليندركينغ إن الولايات المتحدة تريد من التحالف متعدد الجنسيات أن يرسل "إشارة مهمة من المجتمع الدولي، مفادها أنه لن يتم التسامح مع تهديدات الحوثيين للشحن البحري الدولي".
وأضاف ليندركينغ، في مقابلة هذا الأسبوع خلال مؤتمر في الدوحة، إن الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة العمل البحرية الدولية الحالية لتصبح "تحالفاً دولياً يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة".
وفرقة العمل الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن، والمعروفة باسم فرقة العمل المشتركة 153، هي تحالف يضم 39 دولة بقيادة نائب أميرال الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين.
وأوضح ليندركينغ أن "هناك تقييما نشطا للغاية يجري في واشنطن حول الخطوات اللازمة لحمل الحوثيين على وقف التصعيد"، داعياً الحوثيين إلى إطلاق سراح طاقم السفينة جالاكسي ليدر التي احتجزتها في 19 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأحجم ليندركينغ عن تحديد الدول أو عدد البلدان الأخرى التي تواصلت معها واشنطن للانضمام إلى التحالف الموسع، لكنه قال إنه يجب أن يكون "أوسع تحالف ممكن".
إيران: لا يمكن لأحد أن يتحرك في منطقة نهيمن عليها
ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم الخميس، أنّ وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني حذر من أنّ مقترح تشكيل قوة متعددة الجنسيات مدعومة من الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر سيواجه "مشكلات استثنائية".
وجاءت تصريحات أشتياني بعدما قالت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إنها تجري محادثات مع دول أخرى لتشكيل تلك القوة في أعقاب سلسلة من الهجمات نفذها الحوثيون في اليمن على سفن في البحر الأحمر.
وقال أشتياني، لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية الرسمية، في تصريحات نشرتها اليوم الخميس: "إذا اتخذوا مثل هذه الخطوة غير العقلانية، فسوف يواجهون مشكلات استثنائية". وأضاف "لا يمكن لأحد أن يتحرك في منطقة نهيمن عليها"، في إشارة إلى البحر الأحمر.
ولم يحدد أشتياني أي إجراءات لدى إيران لتردّ بها على تشكيل قوة للبحر الأحمر تدعمها الولايات المتحدة.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، للصحافيين، الأسبوع الماضي، إنّ واشنطن تجري محادثات مع "دول أخرى" بشأن تشكيل "قوة عمل بحرية... لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر"، لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.
وتوعّد الحوثيون مراراً باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، داعين الدول إلى "سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن".
ويعرقل الحوثيون، الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، مرور تلك السفن عبر مضيق باب المندب.
أول عملية للحوثيين في البحر الأحمر
في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت جماعة الحوثي للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات، أعقب ذلك الكشف عن أكثر من عملية أخرى.
واستولى الحوثيون، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر"، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر، وجرى اقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامناً مع "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة"، بحسب المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع.
وجاءت هذه الواقعة ضمن سلسلة من الهجمات استهدفت بها جماعة الحوثي المتمركزة في شمال اليمن سفناً تقول إنها مملوكة لإسرائيل أو متجهة إليها.
(رويترز، العربي الجديد)