المبعوث الأميركي الخاص لليمن: المساعدات المخصصة لليمن ستبدأ في التوقف ما لم يزد التمويل

24 يونيو 2021
(محمد حويس/ فرانس برس)
+ الخط -

دعت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، المجتمع الدولي ودول المنطقة لـ"الوفاء بالالتزامات" المتعلقة بزيادة التمويل المخصص للمساعدات الإنسانية في اليمن، وحذرت من أن عدم حدوث ذلك قد يعني أن برامج الإغاثة "قد تضطر للإغلاق".

وقال المبعوث الأميركي الخاص لليمن، تيم ليندركينغ، خلال مشاركته في جلسة نقاش عبر الإنترنت نظمها "المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية"، إن برامج المساعدات المخصصة لليمن ستبدأ في التوقف ما لم تزد المساهمات في الشهور القليلة المقبلة.

وكررت المسؤولة البارزة في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، سارة تشارلز، التحذير ذاته، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".


وقالت: "نشيد بالتعهدات الكريمة التي قطعها مانحون آخرون كرماء حتى الآن هذا العام"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستقدم مزيدا من التمويل إضافة إلى 350 مليون دولار تم تخصيصها هذا العام.

وأضافت: "الحقيقة هي أن المزيد من التمويل مطلوب لمواجهة الاحتياجات المتزايدة".  

بدوره، قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، ديفيد غريسلي، إن الحكومات لم تف بعد بتعهدات قيمتها 2.1 مليار دولار في الإجمال تم قطعها هذا العام للمساعدة في مواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة الناجمة عن الحرب الأهلية في اليمن.

وأضاف أن منظمات الإغاثة لديها مشكلات في الوصول لنحو ستة ملايين يمني. وفي أمر متصل، قال غريسلي إن ما يصل إلى 300 مهاجر يمني ربما لقوا حتفهم عندما انقلب قاربهم دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن الواقعة.

ليندركينغ: الحوثيون "طرف مشروع على الأرض"

إلى ذلك، قال ليندركينغ إن بلاده "تعترف" بجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) كـ"طرف مشروع تمكن من تحقيق مكاسب كبرى" على الأرض.

وحرص ليندركينغ على توضيح كلامه بالتشديد على أن الولايات المتحدة تعترف بالحوثيين كـ"فاعل مشروع"، أي "كجماعة حققت إنجازات على الأرض"، مؤكدا: "اعترفت الولايات المتحدة بهم كطرف مشروع ونعترف بهم كجماعة تمكنت من تحقيق مكاسب كبرى... دعونا نتعامل مع الواقع القائم على الأرض".

وتابع قائلا: "لا أحد يرغب في القضاء عليهم"، مضيفا: "لذا دعونا نتعامل مع الوقائع كما هي على الميدان، والاستفادة من الإجماع الدولي وربط ذلك بالمساعدات الإنسانية على أمل أن يشجع ذلك الحوثيين على الانخراط في المجهود الذي تقوده الأمم لتحقيق السلام والانتقال السياسي".

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد قالت بداية الشهر الحالي إن جماعة الحوثيين تتحمل مسؤولية الإخفاق في التوصل لوقف لإطلاق النار، متهمة إياها بعدم اتخاذ خطوات نحو تسوية النزاع. 

وذكرت الوزارة في بيان لها، أن الحوثيين يتحملون مسؤولية كبرى عن رفض المشاركة الدؤوب في وقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات لحل النزاع المستمر منذ ما يقرب من سبع سنوات، والذي تسبب في معاناة "تفوق الوصف للشعب اليمني".

ومنذ توليه السلطة في يناير/ كانون الثاني، جعل الرئيس الأميركي جو بايدن اليمن أولوية، وعين ليندركينغ للمساعدة في إحياء جهود الأمم المتحدة المتعثرة للسلام.

ويراهن المجتمع الدولي على الوساطة العمانية في تحقيق اختراق جوهري بالأزمة اليمنية المعقدة، وخصوصاً بعد فشل الجهود الأممية والأميركية في ردم الفجوة الكبيرة بين طرفي النزاع في ما يخص المبادرات المطروحة.

وتتمحور تعقيدات الأزمة حول إصرار جماعة الحوثيين على "اتفاق منفصل" بشأن رفع الحظر عن مطار صنعاء وموانئ الحديدة، كشرط أساسي لوقف إطلاق النار، فيما تتمسك الحكومة اليمنية بأن يتم الاتفاق على كافة هذه الملفات وتنفيذها "حزمة واحدة مع التركيز على بدء وقف إطلاق النار".