واشنطن تتحدث عن "فرصة محدودة" لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني في مفاوضات فيينا

21 يناير 2022
يشهد مكان انعقاد المحادثات بفيينا مفاوضات شاقة (أليكس هلادا/فرانس برس)
+ الخط -

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إنه ناقش الشأن الإيراني، اليوم الجمعة، في لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف، محذرا من أنه لا توجد سوى فرصة محدودة لإنجاح المحادثات التي تستهدف إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.

وقال بلينكن للصحافيين إن الاتفاق مثال للتعاون الممكن بين الولايات المتحدة وروسيا في القضايا الأمنية، وحث روسيا على استخدام النفوذ الذي تتمتع به وعلاقتها مع إيران في توصيل رسالة بضرورة الإسراع في التوصل إلى اتفاق.

وقال بلينكن إن هناك فرصة لا تزال سانحة للعودة إلى الاتفاق، الذي انهار تقريبا بعد أن أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في عام 2018، انسحاب بلاده منه، لكن الوزير الأميركي حذّر من أن التحديثات النووية التي تجريها طهران ستحبط أي عودة إلى الاتفاق، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد في الأسابيع المقبلة.

وذكر: "المحادثات مع إيران حول العودة الثنائية إلى الالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة (اتفاق 2015) وصلت إلى لحظة حاسمة".

ومضى قائلا: "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن التحديثات النووية الإيرانية المستمرة ستجعل من المستحيل العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. لكن في الوقت الحالي لا تزال هناك فرصة، هي فرصة محدودة، للوصول بالمحادثات إلى نهاية ناجحة وإنهاء بواعث القلق الماثلة لدى جميع الأطراف".

من جهته، قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، إن المحادثات النووية مع إيران في فيينا "تسير في الاتجاه الصحيح".

وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "تقديري هو أننا نسير في الطريق الصحيح للتوصل إلى اتفاق نهائي"، مشيرا إلى تقدم "محدود" في عدد من القضايا.

وأضاف: "قلقي الأكبر يتعلق بالتوقيت أكثر من المحتوى. لدي شعور بأننا نسير ببطء شديد. سيكون خطأ فادحا إذا لم نتوصل إلى حل مناسب بسبب التوقيت".

واستدرك المسؤول من دون الخوض في التفاصيل: "ومع ذلك أعتقد أنه سيكون لدينا اتفاق (...) عاجلا وليس آجلا".

وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤها الأوروبيون، أمس الخميس، إن الفرصة المتبقية لإنقاذ الاتفاق النووي هي مسألة أسابيع بعد الجولة الماضية من المحادثات، التي قال خلالها مصدر دبلوماسي فرنسي إنه لا يوجد تقدم بشأن المسائل الجوهرية.

واستؤنفت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران حول إحياء الاتفاق النووي منذ قرابة شهرين.

وأبرمت إيران وست قوى كبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، وألمانيا) اتفاقا في فيينا العام 2015 بشأن برنامج طهران النووي، بعد سنوات من التوتر والمفاوضات الشاقة.

وأتاح الاتفاق رفع العديد من العقوبات التي كانت مفروضة على إيران، في مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها. إلا أن مفاعيله باتت معلقة منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه العام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب، وإعادة فرضها عقوبات قاسية.

من جهتها، تراجعت طهران عن غالبية التزاماتها بموجب الاتفاق، وذلك بشكل تدريجي بعد الانسحاب الأميركي.

وبدأت أطراف الاتفاق، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا هذا العام بهدف إحيائه. وأجريت ست جولات من المفاوضات بين إبريل/نيسان ويونيو/حزيران، من دون تحديد موعد لاستئنافها بعد.

المساهمون