"واشنطن بوست": أميركا وإسرائيل تواجهان مشكلة مصداقية كبيرة على خلفية حرب غزة

25 مارس 2024
تستمرّ واشنطن بدعم إسرائيل رغم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة (براندن سميالوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تتعمق الخلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب الحرب على غزة، مع تحذيرات أمريكية من الضرر على سمعة إسرائيل ومشكلة مصداقية كبيرة تواجه الدولتين نتيجة الخسائر الإنسانية.
- تسلط "واشنطن بوست" الضوء على القلق الأمريكي المتزايد من الوضع الإنساني في غزة والإحباط العالمي من استمرار الحرب، مع جهود أمريكية للدفاع عن إسرائيل دوليًا.
- تواجه الإدارة الأمريكية ضغوطات داخلية ودعوات لتغيير موقفها تجاه إسرائيل، مع تأكيد على الوضع الإنساني الصعب في غزة والدعوات لتعليق نقل الأسلحة إلى إسرائيل.

سلّطت صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الاثنين، الضوء على الخلافات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، على خلفية الحرب على قطاع غزة، متحدثة عن مشكلة مصداقية كبيرة يواجهها الحليفان بسبب الحرب.

ولفتت الصحيفة إلى حوار حادّ دار في وقت سابق من هذا الشهر، حيث حذر مسؤول أميركي رفيع المستوى، نظراءه الإسرائيليين من "الضرر" الذي قد يلحق بسمعتهم نتيجة الحرب المستمرّة في غزة، مشيرة إلى أن المذكرة الداخلية للحوار الذي شارك فيه مساعد وزير الخارجية الأميركي بيل روسو، والتي حصلت عليها الإذاعة الوطنية العامة، قدّمت مثالاً آخر على الخلاف بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وإسرائيل.

وتحدثت عن أن هذا الخلاف مدفوع إلى حدّ كبير بالرعب الأميركي المتزايد جرّاء الخسائر الإنسانية الناجمة عن الصراع، ودور إسرائيل بجعله أسوأ، حتى في الوقت الذي تحمي فيه واشنطن إسرائيل في المنتديات الدولية، وتساعدها في تجديد آلة الحرب لديها.

ووفق المذكرة، فقد قال روسو في مكالمة هاتفية في 13 مارس/ آذار، إن إسرائيل والولايات المتحدة، باعتبارها الضامن الأمني لإسرائيل وحليفها الوثيق، تواجهان "مشكلة مصداقية كبيرة" بسبب الحرب، متحدثاً عن "عدد مذهل" من القتلى الفلسطينيين، وعن مجاعة من صنع الإنسان تجتاح المناطق المدمّرة في قطاع غزة، فضلاً عن الإحباط العالمي المتزايد، مع إصرار إسرائيل على إطالة أمد الحرب للقضاء بشكل كامل على حركة حماس.

وجاء في المذكرة: "يبدو أن الإسرائيليين غافلين عن حقيقة أنهم يواجهون ضرراً كبيراً، ربما على مدى أجيال، لسمعتهم ليس في المنطقة فحسب، ولكن في أماكن أخرى من العالم".

وذكرت "واشنطن بوست" أن محاور روسو الإسرائيلي سخر من ادعائه، مشيراً إلى أن الغضب تجاه إسرائيل أكثر انتشاراً عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، مقارنة بالعالم الحقيقي، وفق المذكرة.

ومع استمرار الحرب، وفشل جهود التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، يجد المسؤولون الأميركيون أنفسهم في مأزق غير مريح، وفق الصحيفة، التي قالت إنهم يدافعون على المسرح العالمي عن حكومة إسرائيلية معزولة بشكل متزايد ولا تحظى بشعبية، بينما يحاولون بشكل متقطع وراء الكواليس إقناع رئيس الوزراء اليميني بنيامين نتنياهو بالسير في طريق مختلف، مذكرة برفض نتنياهو أخيراً طلبات من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لإعادة النظر في الهجوم العسكري الذي يلوح في الأفق على رفح.

وأشارت الصحيفة إلى سعي الإدارة الأميركية للضغط على إسرائيل للعمل على وقف إطلاق النار لمدة أسابيع، وهو ما يتيح زيادة هائلة في المساعدات، دون الذهاب إلى حدّ وقف تسليمها الأسلحة لمواصلة حربها ضد "حماس"، معتبرة أن التناقض أصبح غير مقبول، ويؤدي إلى انقسامات أكثر وضوحاً داخل إدارة بايدن.

ونقلت الصحيفة عن مستشار في البيت الأبيض قوله إن الوضع الإنساني لا يُطاق، معتبراً أنه "آفة على الوعي الإنساني"، وأن هذا النوع من الأمور لا يمكن أن يحدث في العصر الحديث، مضيفاً: "إن الوضع الإنساني هو الذي دفعنا لمواجهة مفتوحة معهم".

وفيما حاول 17 سيناتوراً ديمقراطياً أخيراً تكثيف الضغط على إسرائيل، داعين إدارة بايدن إلى رفض المزاعم الإسرائيلية بعدم انتهاك القانون الدولي من خلال تقييد المساعدات الإنسانية، قال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن للصحافيين، إنه من الواضح تماماً أن القيود التي فرضتها حكومة نتنياهو هي المساهم الرئيسي في الأزمة الإنسانية في غزة، مستغرباً الحديث عن نظام مقبول لإيصال المساعدات الإنسانية.

ومع استمرار منظمات حقوق الإنسان بتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في إعاقة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودعوة إدارة بايدن للالتزام بالقانون الأميركي، وتعليق عمليات نقل الأسلحة، قالت "واشنطن بوست": "(...) في الوقت الراهن، فإن مشكلة مصداقية إسرائيل هي أيضاً مشكلة الولايات المتحدة".

المساهمون