استمع إلى الملخص
- أكدت لما فقيه على ضرورة التمييز بين المقاتلين والمدنيين والالتزام بقاعدة التناسب، ودعت إلى تحقيق مستقل ومنح المحكمة الجنائية الدولية تفويضاً للتحقيق.
- كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على لبنان، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 60 شخصاً، ودعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لوقف مؤقت لإطلاق النار، مما أثار ردود فعل غاضبة من الوزراء الإسرائيليين.
دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في بيان أمس الأربعاء، إلى تعليق المساعدات العسكرية ومبيعات الأسلحة للاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الغارات التي يشنها الاحتلال منذ الاثنين الماضي في مختلف أنحاء لبنان، أسقطت مئات الشهداء وجرحت الآلاف، وتُعرِّض المدنيين في جميع أنحاء البلاد لخطر الأذى الجسيم.
وطالبت المنظمة في بيان الدول الحليفة لتل أبيب بوقف تزويدها بالسلاح "نظراً للخطر الحقيقي المتمثل باستخدامها بغية ارتكاب انتهاكات جسيمة". كذلك دعت "هيومن رايتس ووتش" الأمم المتحدة إلى فتح تحقيق دولي على وجه السرعة "في الأعمال العدائية الأخيرة في لبنان وشمال إسرائيل"، وحثت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على "دعم هذا التحقيق وضمان إيفاد المحققين فوراً ليجمعوا المعلومات ويقدّموا نتائجهم بشأن انتهاكات القانون الدولي وتوصياتهم حول المساءلة".
تعليقاً على الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المدنيين، قالت مديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش"، لما فقيه، إن "وجود قيادي في حزب الله أو منصة لإطلاق الصواريخ أو منشأة عسكرية أخرى للحزب في منطقة مأهولة بالسكان لا يُبرر مهاجمة المنطقة دون مراعاة السكان المدنيين، ويشمل ذلك واجب التمييز بين المقاتلين والمدنيين والالتزام بقاعدة التناسب". وأضافت: "نظراً لخطورة الموقف، على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتخاذ إجراءات عاجلة لإنشاء تحقيق مستقل في الانتهاكات خلال الأعمال العدائية الحالية. بموازاة ذلك، على لبنان أيضاً منح المحكمة الجنائية الدولية تفويضاً للتحقيق في الجرائم الدولية الخطيرة".
سجّل #لبنان في 23 سبتمبر/أيلول أعلى حصيلة قتلى يومية في البلاد منذ الحرب الأهلية 1975-1990، بعد شن الجيش الإسرائيلي أكثر من ألف غارة على مختلف أنحاء البلاد.https://t.co/vG4ZgiSRwD pic.twitter.com/0k2StXW5bH
— هيومن رايتس ووتش (@hrw_ar) September 25, 2024
وأضافت فقيه: "قتل الجيش الإسرائيلي مئات الأشخاص في لبنان في يوم واحد، وأصيب الآلاف وأُجبروا على الفرار من منازلهم، ودُمرت مئات المنازل والمؤسسات التجارية والمزارع"، معتبرة أنّ "من الأهمية القصوى أن تمتثل إسرائيل وحزب الله لقوانين الحرب لتقليل الضرر بالمدنيين".
وكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، غاراته على الجنوب والبقاع، وصولاً إلى منطقة المعيصرة في كسروان، شرقي العاصمة بيروت، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 60 شخصاً وجرح ما يزيد على 200، واستكمل الاحتلال عملياته، اليوم الخميس، في إطار التصعيد العسكري الذي يوضع في خانة "الضغط لفرض الشروط" مع بدء العد العكسي للساعات الحاسمة التي تنتظر الميدان.
وأصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، الأربعاء، نداءً مشتركاً لإرساء "وقف مؤقت لإطلاق النار" لمدة 21 يوماً في لبنان، حيث يهدّد العدوان الإسرائيلي بجرّ المنطقة إلى حرب واسعة النطاق. وقال الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان مشترك: "لقد عملنا معاً في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنّب مزيد من التصعيد عبر الحدود".
وأثار الاقتراح ردود فعل غاضبة من الوزراء الإسرائيليين الذين يطالبون بشن المزيد من الهجمات على لبنان، خصوصاً مع ورود تقارير إسرائيلية عن إعطاء بنيامين نتنياهو الضوء الأخضر للتوصل إلى اتفاق وإيعازه بتخفيف الهجمات على لبنان، ما دفع ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى نفي تعليق نتنياهو على الاقتراح وكذا نفي إصداره أوامر حول الهجمات. وجاء في البيان: "الخبر المتعلّق بوقف إطلاق النار غير صحيح. يدور الحديث عن اقتراح أميركي - فرنسي، وحتى إن رئيس الوزراء لم يردّ عليه بعد".