هيا يا شباب.. حملة لتعبئة الناخبين قبل الانتخابات الرئاسية في الجزائر

27 يونيو 2024
حملات لمترشحين للانتخابات المحلية، 22 نوفمبر 2021 (بلال بنسالم/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- السلطات الجزائرية تطلق حملة توعية تستهدف الشباب لزيادة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر/أيلول، ردًا على تدني نسب المشاركة السابقة التي لم تتجاوز 40% منذ 2019.
- مبادرة "هيا يا شباب" تحت إشراف المجلس الأعلى للشباب والرئاسة تهدف لتحفيز الشباب على التسجيل والمشاركة في الحياة السياسية، مع تفاعل إيجابي واسع من الشباب.
- الانتخابات تواجه تحديات مثل العزوف الانتخابي وتدني المشاركة، مع تحركات لتعزيز الشفافية وتشجيع المشاركة الواسعة عبر حملات توعوية وتحفيز المقيمين في الخارج.

تسعى السلطات بشكل حثيث لتحفيز الناخبين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقررة في السابع من سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث أطلقت حملة شاملة تهدف إلى تشجيع الشباب على التسجيل في اللائحة الوطنية للناخبين، ما يسهم في زيادة نسبة المشاركة التي كانت في أدنى مستوياتها خلال الاستحقاقات الانتخابية الأربعة الماضية منذ الحراك الشعبي في عام 2019.

مبادرة "هيا يا شباب" لأجل الانتخابات الرئاسية في الجزائر

وأطلق المجلس الأعلى للشباب، وهو هيئة دستورية تتبع الرئاسة، مبادرة تحت عنوان "هيا يا شباب" تستهدف تشجيع الشباب على التسجيل في القوائم الانتخابية. وصرح رئيس المجلس، مصطفى حيداوي، خلال المخيم التطوعي للشباب في تيبازة قرب العاصمة الجزائرية، أمس الأربعاء، بأن "الأصداء إيجابية بخصوص مدى تجاوب الشباب مع المبادرة، وقد شهدنا تفاعلاً كبيراً مع عناصر المجلس الأعلى للشباب الذين نشطوا الحملة في مختلف أنحاء الوطن".

وأشار حيداوي إلى أن "السلطات تستعد لتنظيم الانتخابات الرئاسية في الجزائر في سبتمبر المقبل، وهو حدث مفصلي سيحدد مسار الوطن خلال السنوات الخمس القادمة. لذلك، يتحمل الشباب مسؤولية المشاركة بإيجابية في الحياة العامة والسياسية لكونهم قادة المستقبل".
في سياق متصل، أطلقت السلطات في الولايات، بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، حملات توعوية ميدانية تهدف إلى حثّ الشباب على التسجيل في القوائم الانتخابية والمشاركة في التصويت خلال الانتخابات الرئاسية في الجزائر. وجال رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهيم، في شوارع العاصمة الجزائرية للقاء الشباب والحديث في المسألة الانتخابية، خصوصاً أن الشباب يُعتبرون الفئة الأكثر عزوفاً عن التصويت في الاستحقاقات السابقة.

تدني نسب المشاركة وتحديات السلطة

ولم تتجاوز نسبة التصويت في الاستحقاقات الانتخابية منذ الحراك الشعبي 40%. في الانتخابات الرئاسية لعام 2019، بلغت نسبة التصويت 39%، وتدنت إلى 21% في استفتاء الدستور لعام 2020، ثم 30.20% في الانتخابات النيابية لعام 2021، و36% في الانتخابات المحلية للعام ذاته. وتخشى السلطات أن يؤدي استمرار انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقبلة إلى تفسيرات سياسية تشير إلى عدم رضا شعبي، خصوصاً من فئة الشباب، عن السياسات الحكومية الحالية.

التحديات أمام تبون

يعتبر الباحث والمحلل السياسي، عادل برابح، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقبلة تمثل "تحدياً سياسياً خاصاً للرئيس عبد المجيد تبون، لكونها تأتي بعد عهدة أولى له. نسبة المشاركة في التصويت تُعَدّ بمثابة رسالة سياسية تعكس موقف الناخبين من سياسات الرئيس. إذا استمر العزوف الانتخابي، فهذا يدل على أن مستوى الرضا الشعبي عن السياسات الحالية لا يزال منخفضاً". وأوضح برابح أن هذا هو السبب وراء حرص السلطات على إطلاق حملات التعبئة مبكراً.

من جهته، رأى الباحث في علم الاجتماع، عبد الحميد خليفة، لـ"العربي الجديد"، أن "السلوك الانتخابي للناخب الجزائري ما زال غير واضح المعالم ومزاجياً إلى حد كبير. نسبة التصويت، سواء كانت مرتفعة أو منخفضة، لا تعبّر بالضرورة عن موقف سياسي واضح". وأشار خليفة إلى أن "التلاعب بنتائج الانتخابات في العقود السابقة أدى إلى عزوف الناخبين، وهو ما تسعى السلطة لتجاوزه الآن من خلال تعزيز الشفافية ونقل الإشراف على الانتخابات إلى هيئة مستقلة".

وتشمل قائمة الناخبين أكثر من ثلاثة ملايين جزائري مسجلين في القنصليات في الخارج. وقد دعا وزير الخارجية، أحمد عطاف، خلال لقاء مع الجالية الجزائرية في فيينا، إلى "المساهمة في إنجاح الاستحقاق الانتخابي الهام لتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد".

وتواجه القنصليات الجزائرية في الخارج عادةً نسب مشاركة منخفضة، ويُعزى ذلك إلى تباعد المسافة بين المراكز القنصلية وأماكن إقامة المواطنين في الدول التي تستضيفهم. ولم تبدأ الجزائر بعد باستخدام التصويت الإلكتروني الذي قد يساعد على التصويت عن بعد دون الحاجة إلى الانتقال إلى مراكز التصويت.

المساهمون