هيئة "تحرير الشام" تتمكن من حل جماعة "جنود الشام" الجهادية

08 يوليو 2021
بدأت "تحرير الشام" في تفكيك الجماعات الجهادية شمال غرب سورية (Getty)
+ الخط -

تمكنت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقًا)، من حل جماعة "جنود الشام" الإسلامية التي يقودها مسلم الشيشاني، التي تتمركز في جبل الأكراد، شرق محافظة اللاذقية، وذلك بعد ادعاءات وتهديدات من الهيئة استمرت لأسبوعين.
وأكدت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أن اجتماعاً عقد صباحًا بين قادة من الهيئة يرأسهم أبو ماريا القحطاني وخمسة قادة من جماعة "جنود الشام" يترأسهم مسلم الشيشاني، في مقر جماعة "أنصار الإسلام" في مدينة جسر الشغور، غرب محافظة إدلب. 
وأضافت المصادر أن الاجتماع استمر لمدة ثلاث ساعات بحث فيه الطرفان العديد من الحلول التي طرحها مسلم الشيشاني على أبو ماريا القحطاني، إلا أن قيادات الهيئة كانت متمسكة بقرارها بحل الجماعة أو الاعتقال والملاحقة في حال رفض ذلك، مشيرة إلى أن الشيشاني رضخ لطرح الهيئة بحل الجماعة وإفراغ مقراتها ونقاط رباطها، فيما لا تزال وجهة عناصرها ومقاتليها مجهولة حتى الآن.

وبحسب ما أفادت مصادر آخرى خاصة لـ"العربي الجديد"، فإن تعداد مقاتلي وقادة "جنود الشام" يبلغ 160 مقاتلاً، 30 شخصاً منهم أجانب وعرب مهاجرون و130 محليون، فيما تنتشر جميع نقاط رباطهم على جبهة "الكبانة" في منطقة جبل الأكراد، شرق محافظة اللاذقية، إضافة لبعض المقرات العسكرية في منطقة "البيضا" القريبة من "الكبانة". 
من جهته، قال عباس شريفة، المختص بالجماعات الجهادية والباحث في مركز "جسور للدراسات"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماع بين "هيئة تحرير الشام" وفصيل "جنود الشام" بقيادة مسلم الشيشاني هو بمثابة جلسة تفاوضية للبحث في تسوية وضع "جنود الشام" بعد الخلافات الأخيرة.

ويرى شريفة أن "هيئة تحرير الشام" منذ أن اتخذت خطواتها في التحول عن السلفية الجهادية إلى فصيل محلي، بدأت بالعمل على إعادة ترتيب وتفكيك المشهد الجهادي في شمال غرب سورية، وضبط كل الجماعات الجهادية سلوكياً وتنظيمياً. 
وأكد الباحث أن "الهيئة تريد إنهاء أي وجود لأي منصة جهادية يمكن أن تتحول إلى بقعة لاستقطاب العناصر الجهادية، إضافة إلى بعث رسائل للخارج أن الهيئة كانت وما زالت القوة الأكثر قدرة على تفكيك هذه الجماعات وكف خطرها، خصوصا إذا ما قرأنا الخطوة في سياق التصعيد الروسي على جبل الزاوية، وانعقاد جولة أستانا". 
وكانت "تحرير الشام" فد نفت قبل أيام لوسائل الإعلام المحلية السورية نيتها حل الجماعات الإسلامية الصغيرة في إدلب وجبال اللاذقية، رغم أنها لفتت عبر مسؤول العلاقات الإعلامية تقي الدين عمر، إلى أن هذه الجماعات تتستر على أشخاص متورطين في زعزعة الأمن والاستقرار ضمن المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب. 
وقال عمر، في حديث مع وسائل الإعلام، إن الأجهزة الأمنية بالمناطق المحررة نجحت في ضبط الأمن ومحاربة كل أنواع الجريمة على اختلافها، مشيرًا إلى أن بعض الجناة والمطلوبين لجأوا إلى التستر والتخفي تحت أسماء مجاميع صغيرة للتغطية على جرائمهم، مؤكدا أن "التخفي جريمة أخرى لها مآلات سلبية ولن تسمح به الجهات القائمة على الشمال المحرر".
 وأضاف أنه ثبت تورط بعض المنتسبين إلى مجموعة "جنود الشام" في قضايا أمنية وجنائية، فيما أكد أنه "طُلب من قاداتهم التعاون لضبطهم ومحاسبتهم أصولاً، إلا أن الأمر لم يواجه بمسؤولية، ونُشرت على أثره إشاعة مفادها إخراج المجموعة من إدلب". 
وادعى مسؤول العلاقات الإعلامية أن "إدلب وجبهاتها مفتوحة للجميع، فالمعركة كبيرة وتوجب وحدة صف حقيقية وتعاونا وتكاتفا بين الجميع أكثر من أي يوم ومضى، إلا أن التستر على المطلوبين ليس من المسؤولية في شيء".
من جهة أخرى، أفادت المصادر لـ"العربي الجديد"، بأن "هيئة تحرير الشام" سوف تكرر السيناريو نفسه مع جماعة "أنصار الإسلام" المتمركزة في مدينة جسر الشغور، غرب محافظة إدلب، التي ينتشر عناصرها أيضاً على جبهات جبلي التركمان والأكراد، شرق محافظة اللاذقية، مُشيرةً إلى أن الهيئة هددت، اليوم الخميس، خلال الاجتماع، جماعة "أنصار الإسلام" بإخلاء جميع مقراتها ونقاط رباطها المنتشرة على الجبهات خلال مدة أقصاها أسبوعان.

المساهمون