وصل، صباح اليوم الأربعاء، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية إلى العاصمة المصرية القاهرة لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين على رأسها التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وتبادل للأسرى مع إسرائيل.
وقالت الحركة في بيان على "تليغرام"، إن هنية "سيجري مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة والعديد من الملفات الأخرى".
وكانت "فرانس برس" قد نقلت عن مصدر قريب من حماس أن هنية سيعقد عدداً من اللقاءات أبرزها مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل لإجراء نقاش يتناول "وقف العدوان والحرب تمهيداً لصفقة تبادل بين الأسرى وإنهاء الحصار على قطاع غزة".
وترفض حركة حماس خوض أية مباحثات حول صفقة تبادل أسرى مع الاحتلال الإسرائيلي قبل وقف الحرب على غزة كلياً وبشكل دائم. في المقابل، يتواصل الضغط على حكومة الاحتلال ومجلس الحرب لإبرام صفقة جديدة تعيد المحتجزين والأسرى، خصوصاً بعد مقتل عدد منهم بنيران إسرائيلية.
وفي السياق، قالت شبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الأربعاء، إن إسرائيل قدمت مقترحاً يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة أسبوع مقابل إطلاق حركة حماس سراح 40 محتجزاً من النساء وكبار السن والأشخاص الذين يحتاجون لرعاية طبية عاجلة.
وبحسب ما تنقل الشبكة عن محلل السياسة الخارجية لديها باراك رافيد الذي استشهد بتقرير له نشر على موقع "أكسيوس"، فإن الصفقة يتم عرضها على حركة حماس من جانب الوسطاء القطريين.
وأكد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ أن إسرائيل مستعدة لوقف القتال مؤقتا إذا كان ذلك يعني إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين، لكنه لم يؤكد ما إذا كان قد تم التوصل إلى اتفاق.
وقال هرتسوغ خلال حديث مع الشبكة: "أعتقد أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان لدينا اتفاق أم لا، لأن حماس رفضت حتى الآن إبرام اتفاق آخر".
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الثلاثاء، بأنّ إسرائيل تدرس تقديم تنازلات في سبيل إبرام صفقة جديدة، مشيرة إلى أنّ المسؤولين الإسرائيليين يدركون أنّ الثمن قد يكون باهظاً هذه المرة، مقابل إفراج حماس عن محتجزين، وعليه يدرسون إمكانيات إطلاق سراح أسرى كبار، بمعنى لهم وزن نوعي، في سبيل استعادة المحتجزين الإسرائيليين.
وتتخوف تل أبيب في الوقت ذاته من أنّ تجديد المفاوضات من أجل إعادة المحتجزين ينطوي على بعض المخاطر، من منظورها، بما في ذلك التأثير بسير حربها البرية على قطاع غزة.
وعليه، يشدد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، في تصريحاتهما، على أنّ الضغط العسكري هو الأمر الوحيد الذي يقود إلى نتائج أمام حركة حماس، في حين تقول الحركة في المقابل، إنه لا مفاوضات دون وقف لإطلاق النار.
وكانت سلطات الاحتلال قد وافقت خلال الهدنة الماضية التي جرت بوساطة قطرية على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح 80 محتجزاً، بالإضافة إلى إطلاق سراح العشرات من الأطفال والنساء من سجونها.